هدى العبود ـ عماد علي
وسط ادانة دولية واسعة على الغارة الاميركية التي استهدفت مزرعة السكرية التابعة لقرية البوكمال على الحدود مع العراق وراح ضحيتها 8 شهداء و5 جرحى، وامتدت تداعياتها لتطغى على زيارة وزير الخارجية السوري وليد المعلم الى لندن ليصار الى الغاء وزارة الخارجية البريطانية امس مؤتمرا صحافيا بين المعلم ونظيره البريطاني ديڤيد ميليباند.
وقال متحدث باسم الخارجية البريطانية إن الجانبين قلقا من إمكانية أن تتركز جميع الأسئلة في المؤتمر الصحافي على حادث الهجوم فحسب.
واتهم المعلم في مؤتمر صحافي احادي عقب محادثاته مع نظيره البريطاني في لندن امس، واشنطن بارتكاب اعتداء ارهابي، وقال: لقد فعلها الاميركيون في وضح النهار وهذا يعني انه ليس من قبيل الخطأ، لقد ارتكب العمل السافر عن عمد، واذ استغرب المعلم واستهجن اعتبار الحكومة العراقية وممثلها علي الدباغ ان الحادث استهدف منطقة تنشط فيها تنظيمات معادية للعراق انطلاقا من سورية، تساءل المعلم عما اذا كان هذا الهجوم جزءا من الاتفاق الامني بين واشنطن وبغداد.
وفيما تعهد المعلم بأن دمشق لن تقف مكتوفة الأيدي وستدافع عن نفسها في حال تعرضها لاعتداء جديد اكد مسؤول اميركي طلب عدم الكشف عن اسمه امس ان مهربا كبيرا للمقاتلين الاجانب الى العراق قتل في الغارة الاميركية على القرية السورية والتي قتل فيها ثمانية اشخاص.
وقال المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ في تصريح صحافي امس ان حكومة بلاده على اتصال مع الجانب الأميركي لمعرفة تفاصيل العملية بعمق 8 كيلومترات داخل الاراضي السورية.
واضاف الدباغ ان العراق يسعى دائما الى علاقات طيبة ومتميزة مع الشقيقة سورية وان وجود بعض الجماعات المعادية التي تدعم وتساهم في النشاط الإرهابي ضد العراقيين يعرقل تقدم هذه العلاقات.
وقال «ان آخر تلك العمليات الإرهابية كان قيام مجموعة ارهابية بقتل 13 شرطيا منتسبا لوزارة الداخلية في قرية حدودية» موضحا ان العراق طلب في حينها من السلطات السورية تسليم افراد هذه المجموعة التي تتخذ من سورية مقرا لنشاطاتها الإرهابية المعادية للعراق.
ورغم عدم صدور تعليق أميركي رسمي على الغارة، إلا أن مسؤولا عسكريا آخر من واشنطن أوضح أنها استهدفت عناصر في شبكة لوجستية للمقاتلين الأجانب، معتبرا أن «تراخي سورية» دفع واشنطن لتقرر «أن نتولى الأمر بأنفسنا».
وأضاف المسؤول الأميركي، الذي لم تكشف هويته، أن عملية الإنزال شنتها قوات أميركية خاصة، ضد عناصر في شبكة لتهريب المقاتلين من شمال أفريقيا، ومناطق أخرى في الشرق الأوسط، إلى سورية، حسبما نقلت صحيفة «السفير» اللبنانية امس.
بدوره قال المتحدث باسم القوات الأميركية في غرب العراق اللفتنانت كولونيل كريس هيوز إن الفرقة الأميركية التي تعمل على الجانب العراقي من الحدود لم يكن لها دور في الحادث.
وتوالت امس ردود الفعل الدولية على الهجوم الاميركي حيث دعت فرنسا الى الكشف عن ملابسات قيام قوات اميركية بمهاجمة القرية السورية وأعرب المتحدث باسم الخارجية الفرنسية اريك شوفالييه، عن تعازي بلاده لأسر الضحايا وأكد على تمسك فرنسا بمبدأ احترام سلامة أراضى جميع الدول، داعيا الى التحقق من ملابسات ما حدث أمس على الأراضي السورية.
من جانبها دانت روسيا الاتحادية الغارة الأميركية، وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية اندريه نسترينكو ان «بلاده تدين عمليات القصف التي قامت بها طائرات أميركية مروحية للأراضي السورية».
بدوره أعرب عمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية عن إدانته لعملية الإنزال الجوي التي نفذتها مروحيات أميركية داخل الأراضي السورية.
وقال موسى في مؤتمر صحافي عقده في ختام زيارة الرئيس الإيطالي لجامعة الدول العربية بالقاهرة: «لقد استمعت باهتمام إلى التقارير السورية عما حدث، نتابع الموقف الخطير الناجم عن هذا الحادث الذي خرق السيادة السورية» مشيرا إلى الاتصال الدائم بالسلطات السورية لمتابعة هذا الموضوع.