رأى رئيس تكتل«التغيير والاصلاح» النائب ميشال عون أن هدف البعض من المراهنة على التصادم بينه وبين الرئيس سليمان قد سقط بعد كلمته الأخيرة التي توجه بها الى مناصري «التيار الوطني الحر» اثناء اجتماعهم في عمشيت، وأيد من خلالها ضرورة وجود كتلة نيابية للوطن، معتبرا أنه لو انتخب المواطن بشكل جيد ولائق من المؤكد انه سيسدي ايضا خدمة للرئيس.
وأشار العماد عون في حديث لـ «الأنباء» الى ايمان قاعدته الشعبية بحسن خياره السياسي، بدليل أن خطه لم ينهزم لا على الصعيد المحلي ولا على الصعيد الدولي، لافتا الى تأثر شعبيته بتلاحق الاحداث الاخيرة، مؤكدا في المقابل عدم انخفاضها الى ما دون الـ 53% على المستوى المسيحي وحده بحسب شركات استطلاع الرأي الصديقة، مشيرا الى قدرته على احراز نسبة الـ 70% وذلك استنادا الى تحالفاته المستقبلية، رافضا بالاساس النسبة المذكورة فيما لو كانت متقلبة وغير ثابتة، مكتفيا بنسبة الـ 51% للحصول على الاغلبية النيابية داخل المجلس النيابي.
وكشف العماد عون انه سيترشح في الانتخابات النيابية المقبلة عن عاصمة الموارنة كسروان، معتبرا ان هذا الترشح هو التحدي الكبير بالنسبة له، ويهدف الى تثبيت السياسة المسيحية التي اختارها، مشيرا الى ان كل الاحتمالات واردة في العملية الانتخابية، ولا تحسم الا بعد اقفال صناديق الاقتراع وفرز الاصوات.
وعن صلاحيات نائب رئيس مجلس الوزراء اللواء عصام أبوجمرة، نفى العماد عون استطاعة أي فريق آخر المطالبة باستحداث منصب لنائب رئيس الجمهورية مقابل مطالبة تكتل «التغيير والاصلاح» بالصلاحيات المذكورة كون مجلس الوزراء مجتمعا، يضطلع وبحسب الدستور، بمهام رئاسة الجمهورية اثناء غياب الرئيس، لافتا الى ان المطالبة بصلاحيات للواء ابوجمرة ليست لجعل هذا الاخير «ديك تشيني» آخر، بل ليكون مطلعا على اعمال رئيس الحكومة فيتمكن من تأمين الاستمرارية في حال غياب الرئيس لأي سبب من الاسباب، مشيرا من جهة اخرى الى عدم جواز مقاربة موضوع صلاحيات نائب رئيس مجلس النواب لجهة اقفال المجلس من المنظار نفسه العائد لنائب رئيس مجلس الوزراء لجهة عدم وجود مكتب خاص به.
واعتبر النائب عون ان هناك فقدانا لرمزية وحدة السلطة واستمراريتها وخللا ناتجا عن عدم الانسجام في ممارستها، معربا عن رغبته في تغيير ذهنية التعاطي في الشأن العام من خلال رفع مستوى التثقيف في الممارسة السياسية واحترام القوانين واعتماد المعايير الاخلاقية في الحكم.
وعلى خط المصالحة المسيحية، رأى العماد عون ان باب المصالحات لم يقفل، لا بل لم يفتح اصلا، معتبرا ان هناك امورا اساسية تجب مراعاتها وعدم الاستخفاف بها، لافتا الى عدم جدوى الاعتذار دون تحديد الطرف الذي يُقدم اليه، متسائلا: من أعطى جعجع حق تحديد الهدف الوطني لارتكاب الاغتيالات، وبأي صفة اتخذ تلك المواقف ومن أعطاه صلاحية اصدار حكم الاعدام بحق من يخالف الهدف الوطني، مشيرا الى ان افضل الحلول للمصالحات هي اللجوء الى القضاء.
وعن اهداف زيارته للجمهورية الايرانية، أدلى العماد عون بانه استطاع من خلالها توسيع مشاركة التيار المسيحي في الامة الاسلامية، وليس فقط في النطاق العربي، مشيرا الى ان توجهاته تعبر عن وجهة نظر حديثة عند المسيحيين ومغايرة للتقليد السياسي، لذلك يرى بعده الحيوي في الشرق الاوسط مع انفتاحه الحضاري على الآخرين لاعتباره أن الجذور المسيحية جذور عربية، كاشفا في الختام عن زيارة قريبة سيقوم بها لسورية قبل نهاية السنة الحالية.
تفاصيل الحوار في ملف ( pdf )