احتلت الازمة المالية المرتبة الاولى على سلم اولويات الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما في اول مؤتمر صحافي عقده امس الاول منذ انتخابه يوم الثلاثاء الماضي.
وأتى البرنامج النووي الايراني في المرتبة الثاني ضمن أولويات الرئيس بقوله: «صنع ايران اسلحة نووية امر غير مقبول.
علينا القيام بجهد دولي لمنع حدوث ذلك».
وأتى الرد الايراني سريعا على تصريحات اوباما، حيث قال رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني: «هذا يعني الاستمرار في الطريق نفسها السابقة الخاطئة.
ان كانت الولايات المتحدة تريد تغيير وضعها في المنطقة، عليها ان ترسل الاشارات الصحيحة».
ولا تقيم ايران والولايات المتحدة علاقات ديبلوماسية منذ نحو 30 عاما، بعد اسر ديبلوماسيي السفارة الاميركية في طهران رهائن في 1979-1980.
واضاف لاريجاني: «اوباما يدرك ان التغيير لا يعني فقط تغيير اللون واحداث تغييرات سطحية، التغيير يجب ان يقوم على قاعدة استراتيجية».
واعتبر لاريجاني تصريحات اوباما بأنها «شبيهة لتلك التي أطلقها المسؤولون الأميركيون السابقون».
ونقلت وكالة الأنباء الايرانية الرسمية (ارنا) عن لاريجاني قوله «ان هذه التصريحات تعني مواصلة السير في الطريق الخطأ السابق».
وقال لاريجاني ان «تعدد مراكز اتخاذ القرار داخل الولايات المتحدة يجعل من التغيير أمرا صعبا في هذا البلد»، معتبرا أن فكرة التغيير التي طرحها الرئيس الأميركي المنتخب «كان لها دور كبير في فوزه في الاستحقاق الرئاسي الأخير».
واضاف ان القادة الايرانيين اختاروا مواصلة البرنامج النووي «بعد القيام بحسابات» المخاطر وهم مدركون انه ستكون هناك «ضغوط».
وتابع «غير ان ذلك كان ضروريا من اجل مستقبل ايران» مؤكدا بذلك مجددا ان طهران ليست مستعدة لتعليق برنامجها النووي وخاصة تخصيب اليورانيوم رغم سلسلة من القرارارت الدولية التي تتضمن عقوبات ضد ايران.
«رجال أوباما اإسرائيليون»
وفي اشارة الى مؤتمر انابوليس الذي عقدته الولايات المتحدة لحل القضية الفلسطينية قبل نهاية عام 2008 اكد لاريجانى ان المؤتمر ولد ميتا.
وجاءت هذه الانتقادات في الوقت الذي ردت فيه ايران بشكل ايجابي على انتخاب اوباما رئيسا للولايات المتحدة.
وانتقدت صحيفتان محافظتان ايضا الفريق الجديد لاوباما.
وعنونت صحيفة «كيهان» ان «رجال اوباما من انصار اسرائيل».
واكدت ان رام عمانوئيل الذي اختاره اوباما لمنصب امين عام البيت الابيض هو نجل قيادي سابق «في منظمة ارغون الارهابية الصهيونية».
وعنونت صحيفة «جمهوري اسلامي» من جهتها «ضوء اخضر من اوباما للنظام الصهيوني».
نواب إيرانيون يزورون نطنز
الى ذلك قال برلماني إيراني امس إن أعضاء لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى سيقومون الاسبوع الحالي بزيارة الى مركز تخصيب اليورانيوم في مدينة نطنز ومجمع منشآت تخصيب اليورانيوم في أصفهان.
ونسبت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (ارنا) الى نائب رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى اسماعيل كوثري قوله «سيتعرف أعضاء لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالمجلس.. خلال هذه الزيارة على آخر الإنجازات التي حققها العلماء الايرانيون في الحقل النووي».
وأضاف أنه من المقرر أن يطلع أعضاء اللجنة خلال الزيارة على مراحل إنتاج طائرات «إيران 140» في وحدة صناعية تابعة لوزارة الدفاع.
الاقتصاد أولوية أوباما
ودعا اوباما امس في اول كلمة اذاعية اسبوعية له الى اتخاذ خطوات عاجلة لمواجهة الازمة الاقتصادية لانه لا مجال لاهدار الوقت ولو للحظة واحدة.
وقد اراد سيناتور ايلينوي الذي فاز الثلاثاء في انتخابات الرئاسة طمأنة الاميركيين الى ان ادارته «ستباشر العمل في 20 يناير لانه ليس لدينا اي وقت نضيعه».
وسيتولى باراك اوباما مهام منصبه في البيت الابيض في 20 يناير.
ورغم الاجراءات التي اتخذتها ادارة بوش لانقاذ القطاع المالي فان اوباما اوضح ان الولايات المتحدة «ستكون في حاجة الى خطوات اخرى خلال هذه الفترة الانتقالية (قبل توليه منصب الرئاسة) وفي الشهور التالية».
وقال اوباما «نحن في حاجة اولا الى خطة لانقاذ الطبقة المتوسطة التي تستثمر في جهود مباشرة لخلق فرص عمل وتخفيف المعاناة عن الاسر التي ترى رواتبها تنخفض ومدخراتها طيلة حياتها تتلاشى».
واضاف اوباما «سننفذ مجموعة من السياسات التي ستدعم الطبقة المتوسطة واقتصادنا على المدى الطويل».
واستطرد قائلا ان «بعض الخيارات التي يتعين اللجوء اليها ستكون صعبة ولكن اميركا بلد قوي وقادر على الصمود». واضاف «اعلم اننا سننجح اذا نبذنا الروح الحزبية وعملنا معا كأمة واحدة».