صرحت فاليري جاريت العضو في رئاسة الفريق الانتقالي لباراك أوباما امس بأنه ليس من المستبعد ان تضم إدارة الرئيس المنتخب جمهوريين.
وقالت جاريت «انني على ثقة بأن الإدارة (التابعة لأوباما) ستضم أشخاصا من أطياف مختلفة» وذلك ردا على سؤال لصحافي في شبكة ان.بي.سي عن احتمال انضمام جمهوريين إلى إدارة اوباما المقبلة.
وذكرت أنه «طوال حملة الرئيس المنتخب باراك أوباما جرى الحديث عن أهمية عدم التعصب الحزبي».
وأضافت جاريت القريبة من اوباما وزوجته والتي كانت تعمل في إدارة بلدية شيكاغو (ايلينوي ـ شمال) وشاركت في إدارة الصندوق المالي لحملة اوباما «اعتقد جديا انه سيتخذ أفضل القرارات اذا كان مدفوعا من أشخاص من أطياف مختلفة.
ومن ثم فإنه من المهم جدا بالنسبة له وجود هذا التنوع حول الطاولة».
وردا على سؤال عن احتمال بقاء وزير الدفاع روبرت غيتس في منصبه قالت «اعتقد ان كل شيء ممكن الآن، ولا استبعد شيئا».
وأضافت «أعتقد ان الرئيس المنتخب أوباما واسع الافق. وهو يبحث عن المواهب حيث يمكن ان يجدها ويريد بالتأكيد اختيار أفضل فريق ممكن وان يعمل هذا الفريق في تناغم وبطريقة موحدة».
من جهة أخرى، دعا تنظيم القاعدة في العراق الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما وإدارته الجديدة وحلفاءها من الزعماء الغربيين إلى اعتناق الإسلام، وسحب قواتهم العسكرية من العراق وأفغانستان، وإطلاق سراح السجناء المسلمين في العراق ومن معتقل غوانتانامو في كوبا.
جاء ذلك في شريط صوتي تبلغ مدته 22 دقيقة، وجهه تنظيم القاعدة إلى أوباما وإدارته الجديدة وتم وضعه على عدة مواقع انترنت متعاطفة مع القاعدة.
وذكر راديو هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» امس أن الشريط الصوتي يحتوي على رسالة صوتية لأبو عمر البغدادي زعيم ما يسمى بـ (دولة العراق الإسلامية) التابعة للقاعدة.
وأشارت «بي بي سي» إلى أنه عند مقارنة هذا الشريط بأشرطة سابقة من هذه المجموعة فإنه يعتبر لينا حيث يدعو أميركا للعودة إلى ما سماه بـ«الحياد».. كما يدعو إلى عدم تعطيل إمدادات النفط الغربية لو تم الاستجابة إلى شروط القاعدة.
ويعتقد المحللون أن الهدف من هذا الشريط هو تدعيم موقف القاعدة بشكل استباقي قبل أي انسحاب محتمل للقوات الأميركية من العراق حتى تدعي القاعدة بعد ذلك أنها «طردت هذه القوات».
وبدأ البيان بالقول: «من أبي عمر البغدادي أمير دولة العراق الإسلامية إلى حكام البيت الأبيض الجدد وسائر أحلافهم من رؤساء الدول النصرانية، سلام على من اتبع الهدى».
وتابع: «وإني اليوم وبالنيابة عن إخواني في العراق وأفغانستان والصومال والشيشان أعرض عليكم ما هو خير لكم ولنا. أن تعودوا إلى سابق عهدكم من الحياد وتسحبوا قواتكم وتعودوا إلى دياركم ولا تتدخلوا في شؤون بلادنا بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ولكم علينا أن لا نمنع التجارة معكم سواء أكانت في النفط أو غيره ولكن بالعدل والقسطاس، لا بالبخس والخسران».
وأضاف: «والقصد من هذه الرسالة هو دعوتكم بالحسنى إلى التي هي أحسن، وليس القصد منها تهديدكم ولا إسماعكم ما ينبغي أن يسمعه أي ظالم».
واستخف البغدادي في كلمته بحضارة الغرب: «حضارتكم حضارة كرتونية لو انقطعت فيها الكهرباء أو تعطل الحاسب الآلي لرجعتم إلى ما قبل عهد الحديد والصفيح، فأين هي بيوتكم الخشبية والزجاجية من البيوت المنحوتة في الجبال؟ فما أغنت عنهم شيئا».
وواصل انتقاده للغرب: «فإنكم أهل ممالك قامت دولها على القمار والربا فسرقتم البلاد وظلمتم العباد». وتطرق إلى الأزمة الاقتصادية التي تعصف باقتصاد الغرب: «علمتم كذلك شيئا من هذه الحرب وكيف خسرتم في أيام قليلة في أزمة الرهون فقط أكثر من خمسين تريليون دولار، فأين ذهبت هذه الأموال».
وكان الجيش الأميركي قد أعرب في وقت سابق عن تشككه في حقيقة البغدادي، قائلا إنها شخصية خيالية. الى ذلك، انتاب زعماء شرق أوروبا شعور بالسعادة إزاء تعهد باراك اوباما بـ «فجر جديد» للقيادة الأميركية كما كالوا المديح للرئيس المنتخب وإن تساءل بعضهم عن مدي حزمه تجاه روسيا.
فمن منطقة البلطيق إلى بلغاريا تتطلع المنطقة الشيوعية السابقة التي وفرت بعض اشد الحلفاء الاوروبيين اخلاصا للرئيس جورج بوش إلى تمتين علاقاتها الوثيقة مع واشنطن في ظل قيادة اوباما.
وصرح وزير الخارجية التشيكي كاريل شوارزنبرج يوم الاربعاء الماضي قائلا: «باراك اوباما يواجه الآن مهام عضالا لكن يحدوني الأمل في حيوية شبابه».
وفي پولندا قال وزير خارجيتها رادك سيكورسكي انه سعيد بان الأميركيين استعادوا نظرتهم الطيبة لأنفسهم مرة أخرى.
وسرعان ما بلغت التوقعات والامال عنان السماء. وأوضح قادة دول البلطيق بجلاء أنهم يتوقعون أن يقف اوباما في وجه روسيا. كما أعربت كل من البانيا وكرواتيا - وهما دولتان من منطقة البلقان تتجهان للانضمام لحلف شمال الاطلسي (الناتو) عن حماسهما لقدرات اوباما القيادية وتحليه بروح الزعامة.
كما أعربت كوسوڤو ـ عن سعادتها القلبية. وعن اوباما قال رئيس كوسوڤو فاتيمير سيديو «إنه أهم رجل على الاطلاق في العالم» مضيفا انه يعول على الدعم الأميركي لبلده الناشئ الفقير ذي النسيج العرقي الهش.
وأعلنت بلغاريا ورومانيا عضوا الجناح الجنوبي الشرقي بالناتو عن رغبتهما في دعم المشاركة الاستراتيجية مع واشنطن. وصار البلدان بين الشركاء العسكريين الرئيسيين لواشنطن منذ هجمات 11 سبتمبر.
وحتى السياسيون الصرب الذين يتوقون لإنهاء العزلة التي فرضت على بلادهم جراء دور صربيا في حروب البلقان في التسعينيات يأملون في تحسن العلاقات مع واشنطن فور تولي اوباما الحكم في 20 يناير المقبل.
وتبدو الحكومات بطول المنطقة وعرضها والامل يحدوها في طراز جديد للقيادة الأميركية يجسده رئيس لا تمقته الغالبية من أبناء وطنه.