دارت اشتباكات بين حركتي فتح وحماس في مدينة الخليل بالضفة الغربية بينما انسدت آفاق المصالحة بينهما.
ونشبت الاشتباكات بين مسلحين من حماس وعناصر من قوى الامن التابعة لفتح عقب رفض ناشط حمساوي تسليم نفسه لقوات السلطة الفلسطينية.
وهذا أول اشتباك بين مسلحين وقوات الأمن الفلسطينية منذ انتشارها في الخليل في 25 من شهر اكتوبر الماضي وتنفيذها «حملة إشراقة وطن» بهدف «ضبط الأمن» والتي انتقدتها حركة حماس واعتبرت أنها موجهة ضدها وضد المقاومة في الضفة.
وقال سكان محليون إن قوات الأمن حاولت اعتقال ناشط من كتائب القسام الذراع المسلحة لحماس من عشيرة الجعبري كبرى عائلات الخليل فرفض تسليم نفسه وتطور الأمر إلى تبادل إطلاق نار بين الجانبين ثم ما لبث ان توسع.
وقال مصدر طبي فلسطيني إن 8 فلسطينيين أحدهم من أفراد الشرطة أصيبوا جراء الاشتباكات.
وتحدث محافظ مدينة الخليل حسين الأعرج عن سبب الاشتباكات بقوله انها اندلعت اثر قيام سائق مركبة باطلاق النار على الشرطة التي ارادت التحقيق معه عقب حادث سير.
وقال المحافظ: تقدمت الشرطة من المركبة وطلبت الأوراق الثبوتية من السائق الذي قام بإشهار مسدس في وجهها ولاذ بالفرار.
وتم استدعاء قوة شرطية مساندة للموقع وقامت بمطاردة السائق واعتقاله».
وأضاف: «بعد ذلك قام أحد الأشخاص من نفس عائلة السائق بإطلاق النار باتجاه الشرطة وقام عدد آخر من نفس العائلة بإلقاء الحجارة وبالاعتداء بالضرب على الشرطة ما حدا بها للرد على مصدر إطلاق النار.
وأصيب عدد من أفراد الشرطة وعدد من المواطنين بجروح».
وذكر محافظ مدينة الخليل انه تمت السيطرة على الموقف ووعدت عائلة السائق بتسليم جميع المشاركين في «عملية الاعتداء على الشرطة».
واتت هذه الاشتباكات فيما ارجئ، الى اجل غير مسمى، مؤتمر الحوار الوطني بين الفصائل الفلسطينية الذي ترعاه القاهرة.
اعتقالات متبادلة
ورفضت حماس التي تسيطر على غزة المشاركة في الحوار قبل ان يفرج عن انصارها في الضفة الغربية الواقعة تحت سيطرة فتح، واتهمت حماس الأجهزة الأمنية في الضفة باعتقال 43 من انصارها بينهم 32 في مدينة الخليل.
كما اتهمت فتح امس الحكومة الفلسطينية المقالة التي تديرها حركة حماس باعتقال 6 من عناصرها في قطاع غزة.
وقالت فتح في بيان صحافي إن مسلحين من حكومة حماس اعتقلوا صباح امس طالبين جامعيين من أنصار فتح داخل حرم جامعة الأقصى وسط مدينة غزة.
وذكرت أن مسلحي حماس «اختطفوا الطالبين بالقوة بينما كانا يلصقان صورا لياسر عرفات، استعدادا لإحياء الذكرى الرابعة لرحيله التي تصادف غدا (اليوم)».
وفي السياق نفسه، قالت فتح إن مسلحي حماس اعتقلوا امس الاول أربعة من كوادر الحركة في مخيم جباليا شمال قطاع غزة.
وذكرت أن «المسلحين اعتقلوا 3 أمناء سر مناطق وهم أحمد ناجي، ووليد صبيح، ومطيع زايد، إضافة إلى يونس أبو دحيل وهو عضو لجنة منطقة في فتح».
وأشارت إلى أن «حملة الاستدعاءات والاختطافات التي تشنها مليشيا حماس ضد عناصر وكوادر فتح مستمرة في منطقة شمال غزة».
عروض إيرانية
الى ذلك قال ديبلوماسيون عرب ان ايران سعت خلال الاشهر الماضية الى الدخول على خط الحوار الفلسطيني- الفلسطيني الذي ترعاه مصر وعرضت مساعيها لانجاحه.
واشار الديبلوماسيون الى ان العروض الايرانية نقلت عبر قنوات غير رسمية ومن خلال باحثين وخبراء مصريين في الشؤون الفلسطينية كانوا يساهمون في الاعداد لجولات الحوار الفلسطينية.
ونفى الديبلوماسيون علمهم بما اذا كانت العروض قد نقلت الى الجهات المصرية الرسمية او ما اذا كانت هذه الجهات قد ردت عليها الا انهم اشاروا الى ان الموقف المتشدد الذي ابدته حركة حماس من جولة الحوار الاخيرة ربما كان ردا على الرفض المصري لاي محاولة من ايران للدخول على خط الحوار الذي ترعاه.
وقال احد الديبلوماسين: «ربما كان ذلك هو سبب فشل الحوار وفشل المحاولات التي ستجري لاحقا».
ونبه الديبلوماسيون الى ان المحاولة الايرانية تتضمن «رسالة واضحة عن رغبة ايران بان تكون شريكا في الملف الفلسطيني اسوة بمحاولاتها الاشتراك في ادارة قضايا وملفات المنطقة الرئيسية الاخرى».
ويعتقد على نطاق واسع ان حركة حماس تقيم علاقات وثيقة مع ايران كما انها تتلقى دعما ماديا منها.
وكان مسؤولون ايرانيون بينهم رئيس مجلس الشورى الحالي مستشار الامن القومي الايراني السابق علي لاريجاني قد زاروا مصر بداية العام الحالي وعرضوا على المسؤولين المصريين المساهمة في جهود معالجة الازمة في غزة اثر سيطرة حركة حماس عليها العام الماضي الا ان القاهرة رفضت اي دور ايراني في هذا الموضوع.
وتبدي مصر مخاوف وشكوكا بالمحاولات الايرانية كما ان الصحف التي تمتلكها الحكومة المصرية تهاجم عادة السياسة الايرانية في المنطقة التي تعتبرها محاولات للتدخل في الشؤون الداخلية.