قال أحمد يوسف ـ المستشار السياسي للحكومة الفلسطينية المقالة التي تقودها حركة حماس في قطاع غزة ـ إن «لقاء سريا» جرى في غزة بين قيادات في حماس ومستشارين للرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما.
وقال يوسف، في تصريحات لصحيفة «الحياة» اللندنية نشرت امس، «جرت اتصالات بيننا وبين بعض مستشاري أوباما عبر الإنترنت والتقينا بعضهم في غزة، لكنهم نصحونا بعدم الإدلاء بأي تصريحات عن هذا اللقاء حتى لا ينعكس الأمر سلبا على حملته الانتخابية أو يستغله منافسه الجمهوري جون ماكين».
وأضاف: «مازالت هناك علاقة تواصل مع مستشاري أوباما»، من دون ان يحدد تاريخ إجراء اللقاء المفترض، لكنه قال: «إسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني (المقال) سيرسل برقية تهنئة إلى أوباما بمناسبة فوزه في الانتخابات».
ورجح يوسف أن يسلك أوباما في سياساته في الشرق الأوسط «نمطا مغايرا عن نهج الرئيس الأميركي الحالي جورج بوش»، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن «الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية لن يكونا على رأس أولوياته» التي توقع أن تتصدرها «الأزمة الاقتصادية وإيران والعراق وأفغانستان».
إسرائيل تمدّ غزة بالوقود
في سياق آخر، استأنفت إسرائيل شحنات الوقود إلى غزة امس لتنهي توقفا دام أسبوعا مما أدى إلى انقطاع الكهرباء في القطاع الواقع تحت سيطرة حماس بعد أن أطلق نشطاء صواريخ عبر الحدود.
لكن منظمة «غوث» وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة (اونروا) قالت انها ستضطر لوقف توزيع الغذاء على 750 الفا من سكان غزة مساء الخميس المقبل ما لم تفتح إسرائيل معابر غزة أمام الامدادات الإنسانية.
وقال كريستوفر جانيس المتحدث باسم المنظمة إن مخازنها ينقصها القمح واللحوم والحليب المجفف وزيت الطعام.
وانقطعت الكهرباء عن نحو نصف سكان غزة ومجموعهم 1.5 مليون نسمة اول من امس عندما توقفت محطة الكهرباء الوحيدة في القطاع جراء ما قال مسؤولون فلسطينيون إنه نقص في الوقود.
وأوقفت إسرائيل شحنات الوقود التي يمولها الاتحاد الأوروبي لمدة أسبوع ردا على تزايد الهجمات الصاروخية من جانب نشطاء فلسطينيين قالوا إنهم يردون على غارة إسرائيلية أسفرت عن مقتل 6 نشطاء في 4 الشهر الجاري.
وقال شهود عيان إن أول شحنة وصلت عند مستودع ناحال عوز للوقود.
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن وزير الدفاع ايهود باراك قرر استئناف امداد قطاع غزة بكمية محدودة، وقالت الإذاعة إن وزير الدفاع اتخذ هذا القرار استجابة لطلب تقدم به موفد اللجنة الرباعية الدولية توني بلير.
وجاء من مكتب وزير الدفاع أن ضخ الوقود إلى غزة سيستمر في حال توقفت الاعتداءات الصاروخية الفلسطينية باتجاه التجمعات السكنية الإسرائيلية.
الى ذلك، أعلنت الحملة الفلسطينية الدولية لفك الحصار أن سفينة «الكرامة» التي وصلت مؤخرا لقطاع غزة بهدف إبداء التضامن مع سكانه المحاصرين عادت إلى ميناء لارناكا القبرصي وعلى متنها 12 نائبا أوروبيا وعدد من المتضامنين الأجانب وعالقون فلسطينيون.
وذكرت الحملة، في بيان صحافي، أن من كانوا على متن السفينة اعربوا عن «تضامنهم الكبير مع الفلسطينيين»، مؤكدين «استمرار جهودهم ونضالهم على جميع المستويات على طريق رفع الحصار عن قطاع غزة وتمكين الشعب من العيش بحرية».
مقترحات لقصف غزة
من ناحية اخرى، يناقش المجلس الوزاري للشؤون الامنية والسياسية في اسرائيل اليوم اقتراحا جديدا يقضى باخلاء القرى الفلسطينية التي تطلق منها صواريخ قبل ان يتم قصفها من قبل الجيش الاسرائيلي.
وقالت الاذاعة العبرية امس «ان هذا الاقتراح جاء في ظل التصعيد الاخير الذي شهدته الحدود بين قطاع غزة واسرائيل، مشيرة الى ان اعضاء المجلس سيناقشون هذا الخيار في اجتماع يضمهم اليوم.
واشارت الى ان الاقتراح يقضي بان «تقوم قوات الجيش الاسرائيلي باخلاء القرى الفلسطينية في قطاع غزة من سكانها والتي تستخدم لاطلاق القذائف الصاروخية قبل ان يجري قصفها من قبل الجيش الاسرائيلي بالاسلحة المدفعية».
وذكرت الاذاعة «ان وزيري العدل الاسرائيلي دانئييل فريدمان وحاييم رامون هما اللذان قدما هذا الاقتراح للحكومة الاسرائيلية».
وفي الضفة الغربية الواقعة تحت سلطة فتح، اعتقل الجيش الإسرائيلي امس 9 فلسطينيين، وقال متحدث باسم الجيش في تصريحات للإذاعة الإسرائيلية «استهدفت الاعتقالات مطلوبين لأجهزة الأمن الإسرائيلية».
وذكر المتحدث أن 4 من الفلسطينيين اعتقلوا في مدينة الخليل فيما تم اعتقال الآخرين في ضواحيها، مشيرا إلى أنه جرت إحالة المعتقلين التسعة إلى الجهات المختصة للتحقيق معهم.
ويشن الجيش الإسرائيلي حملات مداهمة يومية في الضفة الغربية، يقول الفلسطينيون إنها تطال الناشطين والمدنيين على حد سواء.