دمشق ـ هدى العبود
حمل الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الفصائل الفلسطينية مسؤولية الانقسام الحاصل على الساحة الفلسطينية، واكد في تصريح صحافي عقب لقائه الرئيس السوري بشار الأسد صباح أمس: «نحن كعرب لا يمكن أن نقبل هذا الانقسام الفلسطيني، علام ينقسمون؟ القضية الفلسطينية (تطير) وستضيع بسبب النزاع الفلسطيني ـ الفلسطيني، هذا خط أحمر لا يصح أن نقبل به».
في المقابل قال بيان رئاسي انه تم خلال اللقاء «التطرق إلى اجتماع المجلس الوزاري العربي المقرر عقده أواخر الشهر الجاري، حيث أعرب الرئيس الأسد عن قلق سورية العميق إزاء تدهور الوضع الإنساني في قطاع غزة جراء الحصار والممارسات الإسرائيلية».
وأكد ضرورة تحمل الجامعة العربية لمسؤولياتها وخروج هذا الاجتماع بتوصيات وقرارات ناجعة تضمن كسر الحصار الاسرائيلي المفروض على الشعب الفلسطيني.
كما شدد الرئيس الأسد على أهمية أن يعمل وزراء الخارجية العرب خلال الاجتماع المرتقب على وضع آلية لتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية التي تكفل وحدة الشعب الفلسطيني.
وتم التأكيد خلال المحادثات على أن تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني يتوقف على وحدة الصف الفلسطيني وهذا يتطلب من كل الفصائل الفلسطينية البحث عما يجمعها عوضا عن الانشغال بما يفرقها، حيث جدد الرئيس الأسد دعم سورية واستعدادها لبذل كل الجهود الممكنة لتحقيق اللحمة الوطنية الفلسطينية.
واضاف موسى: «نحن أنفقنا ستين سنة في الدفاع عن القضية الفلسطينية، وإذا كانت الفصائل الفلسطينية غير مهتمة بالقضية الفلسطينية فسيكون لنا موقف (يصطفلوا)» وتابع موسى: «كلهم مسؤولون وبنفس الدرجة، مسؤولية تاريخية وخطيرة لأن القضية تضيع».
وأكد موسى أنه سيلتقي رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل.
وفي رده على سؤال لـ «الأنباء» حول طلب سعد الحريري من الجامعة العربية أن تضع يدها على ملف تفجير القزاز والتحقيقات الجارية في قضية تنظيم فتح الإسلام قال موسى: «العلاقات السورية ـ اللبنانية تمر بمرحلة انتقالية، العلاقة لها وشائجها الخاصة وارتباطاتها الخاصة التي تتعدى العلاقة بين دولتين إلى علاقة بين مجتمعين، وهذا أدى إلى الكثير من الكلام والمواقف ولابد أن ننسق بيننا، ونأخذ المواقف بعين الاعتبار».
وعن مباحثاته مع الرئيس الأسد قال: «كان النقاش طويلا في الوضع العربي بصورة عامة، والوضع الفلسطيني بصورة خاصة، وكذلك الاجتماع القادم لوزراء الخارجية العرب الذي سيبحث الشأن الفلسطيني».
وبشأن الاتفاقية الأمنية المزمع توقيعها بين الولايات المتحدة والحكومة العراقية قال موسى: «لم أطلع على الاتفاقية بنصوصها ولكن أبلغنا بإطارها وتوجهها، وهناك تجاذب واضح وأخذ ورد حولها» وتابع: «مع الأسف لا استطيع أن أعلق على شيء لم أقرأ تفاصيله لأن المسألة نص وتفصيل وروح».
وعن العلاقات العربية ـ العربية قال الأمين العام: «نحاول ونعمل على رأب الصدع، ولكن لم يحدث التقدم المطلوب بعد».
وبشأن وصول أوباما إلى البيت الأبيض قال موسى: «وصول أوباما إلى أعتاب البيت الأبيض يعطي أملا في التغيير، ويدفع نحو الأمل في سياسة أميركية جديدة في الشرق الأوسط».
وأضاف موسى: «السياسة الأميركية والدور الأميركي في النزاع العربي الإسرائيلي مهم، على أساس أن يلعب من منطلق الوسيط النزيه، وهذا ما أرجو أن يتم تبنيه في الإدارة الجديدة».
وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية وصل أمس إلى دمشق حيث سيشارك في اجتماع وزراء الثقافة العرب، واجتماع وزراء الإعلام العرب الذي سيعقد أعماله في دمشق.