واشنطن ـ احمد عبدالله
أقر فريق الرئيس الأميركي المنتخب باراك اوباما لإدارة الفترة الانتقالية بعجزه عن ايقاف التسريبات الإعلامية لأسماء المرشحين للمناصب في الإدارة الجديدة قبل إعلانها رسميا، وابرز هذه التسريبات امس ترشيح أوباما لروبرت غيبس أحد أقرب مساعديه متحدثا باسم البيت الأبيض، بالإضافة لما يتردد في واشنطن الآن من أن الجنرال جيمس جونز بات المرشح الأوفر حظا لشغل موقع مستشار الأمن القومي، مما جعل باراك أوباما يعقد اليوم مؤتمرا صحافيا يعلن فيه رسميا التعيينات الرئيسية في إدارته.
واختيار جيمس جونز لموقع مستشار الأمن القومي ـ الحاصل على وسام التحرير من الكويت لمشاركته في حرب التحرير عام 1991 ـ هو بالتأكيد خبر طيب للشرق الاوسط اذ ان الجنرال الذي تخرج في صفوف المارينز يمتلك خبرة واسعة بشؤون المنطقة وحساسياتها.
وكان جونز قد شغل منصب القائد الاعلى لقوات الحلفاء في اوروبا وقائد قوات المارينز في الولايات المتحدة بالاضافة الى عمله كرئيس للجنة الخاصة لتقصي الاوضاع في العراق التي شكلها الكونغرس ثم مبعوثا امنيا خاصا لوزيرة الخارجية الاميركية في منطقة الشرق الاوسط.
ويرأس جونز الآن مركز الدراسات المعروف باسم مجلس الاطلسي (آتلانتيك كاونسل).
الاتصالات
واعلن فريق المرحلة الانتقالية في بيان ان الرئيس الاميركي المنتخب عين روبرت غيبس مدير الاتصال سابقا خلال حملته الانتخابية، ناطقا باسم البيت الابيض.
وكان غيبس (37 سنة) الماهر في التكتيك، خلال الحملة الانتخابية الرئاسية الطويلة والشاقة، مدير الاتصال والناطق باسم اوباما ورافقه في جميع تنقلاته وأعد للمرشح الديموقراطي استراتيجيات الاتصال.
وانضم غيبس المتحدر من اركنساس (جنوب) الى فريق اوباما خلال حملة انتخابه في مجلس الشيوخ العام 2004 وتولى في السنة نفسها منصب الناطق باسم جون كيري خلال حملته الانتخابية التي مني في نهايتها بالهزيمة.
وعين اوباما ايضا ايلن موران مديرة الاتصال ودان بفايفر مساعد مدير الاتصال.
وكانت ايلن موران التي حلت جديدة على فريق اوباما، ترأس مجموعة نسائية قريبة من الديموقراطيين تدعى ايميليز ليست، وتولت سابقا مسؤوليات في احدى اكبر النقابات الاميركية اي.ال.اف ـ سي.اي.او.
وبفايفر هو مدير الاتصال في الفريق الانتقالي وينظم العمليات الصحافية لسيناتور ايلينوي.
وأكد البيان ان «هذه الشخصيات ستلعب ادوارا اساسية وستساعد شساعة وعمق خبرتها ادارتنا على توفير الازدهار والامن للشعب الاميركي».
اعتذار بريتزكر
ويبدو ان صديقة اوباما وراعية حملته مالياً المليارديرة المعروفة بيني بريتزكر قد فضلت الاعتذار عن منصب وزارة التجارة اذ تبين ان من الصعب بالنسبة لها متابعة امبراطورية الفنادق التي تمتلكها اذ ما قبلت المنصب وهكذا فإنها اصدرت بيانا مقتضبا قالت فيه انها غير مرشحة لأي منصب حكومي.
ومن الممكن ان يذهب المنصب الى بيل ريتشاردسون حاكم نيومكسيكو اذا لم يذهب الى الأمم المتحدة.
وكان ريتشاردسون قد اعلن عن تأييده لأوباما خلال الحملة التمهيدية وفي ذروة مواجهة الرئيس الجديد مع منافسته الاولى هيلاري كلينتون.
ولأن ريتشاردسون يدين بصعوده السياسي لبيل كلينتون فان الرئيس السابق اعرب عن مرارته من «خيانة» ريتشاردسون لآل كلينتون وقال ان الشرخ مع حاكم نيومكسيكو لن يلتئم ابدا.
وليس معروفا ما اذا كانت حملة من تصفية النفوس رافقت تشكيل الادارة الجديدة التي تتميز بانها ضمت عشرات ممن عملوا في رئاسة بيل كلينتون ام ان ريتشاردسون سيذهب الى التجارة بسبب صعوبة عمله في الأمم المتحدة لكونها تدخل في دائرة صلاحيات هيلاري كوزيرة للخارجية.
وفي كل الاحوال فإن التعيينات التي تعني الشرق الاوسط على نحو مباشر تبدو مشجعة ليس من حيث ميل شاغليها الى الكفة العربية ولكن من حيث ميلهم الى الكفة الاميركية اولا قبل ان يذهبوا الى ما ذهب اليه آخرون من سؤال اسرائيل عن اي خطوة يعتزمون القيام بها من مواقعهم في واشنطن قبل ان «يجرؤوا» على القيام بها.