قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية حسن قشقاوي أمس إن علاقة طهران وواشنطن مرهونة بتحقيق التغيير الذي وعد به الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما.
وذكر تلفزيون «العالم» الإيراني الرسمي ـ الناطق باللغة العربية ـ أن قشقاوي قال خلال مؤتمر صحافي في طهران إن بلاده ملتزمة بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لكن على الوكالة رفض ما تتعرض له من ضغوط بشأن الملف النووي الإيراني.
ارتباط بالصهاينة
من جانب آخر اتهم المتحدث الإيراني وزير الخارجية البريطاني ديڤيد ميليباند بالارتباط بإسرائيل وانتقده لقوله إن البرنامج النووي الإيراني السلمي يشكل خطرا على الشرق الأوسط.
وقال قشقاوي «سمعنا تصريحات ديڤيد ميليباند التي قال فيها إن إيران تشكل خطرا على المنطقة في حين ليس هناك أدنى شك في ان ميليباند على ارتباط وثيق بالصهاينة».
في غضون ذلك، حذر وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الرئيس الأميركي المنتخب امس الاول من مخاطر محتملة فيما يتعلق باعتزامه التعامل بشكل أكثر مباشرة مع ايران وإرسال مزيد من القوات إلى افغانستان.
توخي الحذر
وقال كوشنير الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي إنه يرحب بخطط اوباما لكنه حثه على توخي الحذر في التعامل مع الايرانيين الذين يجرون مفاوضات مع القوى الكبرى منذ أعوام.
وأضاف لتلفزيون القناة الخامسة وراديو (آر.إف.آي) قوله «نتفاوض منذ أمد طويل. جاء أناس إلى فرنسا وأرسلنا أناسا إلى ايران واجتمعنا معهم وللأسف لم يثمر هذا الحوار شيئا. وبالتالي يتعين على المرء توخي الحذر».
وقال كوشنير إن مبعث قلقه هو أن المحادثات المباشرة بين واشنطن وطهران قد تلحق الضرر بوحدة القوى الكبرى التي قدمت العروض لايران وفرضت أيضا عقوبات ضدها وهي فرنسا وبريطانيا والمانيا وروسيا والصين والولايات المتحدة.
وتابع «لابد أن نحذر من أي شكل للحوار يلحق الضرر ليس فقط بوحدة الغرب ولكن بوحدة القوى الخمس» دائمة العضوية في مجلس الأمن» بالاضافة إلى المانيا».
شكوك
كما أبدى كوشنير وهو موظف مساعدات سابق اختاره الرئيس نيكولا ساركوزي من اليسار السياسي شكوكه بشأن اعتزام اوباما إرسال مزيد من القوات لافغانستان، قائلا إن الحل هناك سيكون سياسيا وليس عسكريا.
وقال «لا أعتقد ان هذا هو الحل باستثناء أماكن معينة وفي مهام معينة» مشددا على أهمية أن يتمكن في يوم من الأيام من تسليم المسؤولية الأمنية للقوات الافغانية.
ولكن ردا على سؤال بشأن ما إذا كانت هناك حاجة لمزيد من القوات الفرنسية والاوروبية بافغانستان بعد يوم من مقتل جندي فرنسي في انفجار لغم قال كوشنير «هذه ليست قضية مثارة اليوم. سننظر في الأمر».
وعرضت القوى الكبرى مرتين على ايران مجموعة من الحوافز لإقناعها بالتخلي عن تخصيب اليورانيوم وهو تكنولوجيا حساسة يمكن أن تنتج الوقود لمحطات الكهرباء أو لصنع أسلحة نووية، لكن طهران ترفض هذه العروض.
ويقول الغرب إن ايران تسعى لصنع قنبلة نووية تحت ستار برنامج نووي مدني لكن ايران تقول إنها تريد حيازة التكنولوجيا النووية لتوليد الكهرباء فحسب.
وكان اوباما أوضح أنه انه يعتزم اتباع نهج جديد في التعامل مع إيران وبرنامجها النووي بما في ذلك اجراء محادثات مباشرة اذا دعت الضرورة وهو تحول عن استراتيجــية العزل التي اعتادت ادارة بوش الجمهورية على اتباعها تجاه إيران.