عاشت مدينة مومباي العاصمة التجارية للهند ساعات عصيبة لم تختبرها من قبل، دفعت الحكومة الى اعلان انها تتعامل مع الاعتداءات التي وقعت في فندقي تاج محل وابروي الى جانب محطة السكك الحديد وكنيس يهودي، باعتبارها «حالة طوارئ حربية» وضعت الهنود في أجواء تماثل اعتداءات 11 سبتمبر وتفجيرات لندن ومدريد الارهابية.
كما اعلنت قيادة قوات الجيش الهندي المشارك في عمليات اقتحام الفنادق المحتلة من قبل المسلحين الارهابيين انه تم تطهير فندق تاج محل المكون من 800 غرفة بشكل نهائي، حيث تم القضاء على جميع المسلحين وتحرير جميع الرهائن المحتجزين واكد مسؤول امني هندي امس انه تم تحرير 7 من الرهائن في مجمع سكني في مومباي يضم مركزا يهوديا كان مسلحون اسلاميون قد سيطروا عليه.
وذكرت وسائل الاعلام الهندية ان الشرطة عثرت على جهاز هاتف نقال يعتقد انه لاحد الارهابيين تبين انه استخدمه في اجراء مكالمات خارجية لمدينة كراتشي الباكستانية.
وانها تواصل عمليات تحرير بقية الرهائن الموجودين في فندقين آخرين. وشن عشرات المسلحين هجمات على فنادق ومحطات قطارات رئيسية ودور سينما في مدينة مومباي ليل امس الاول موقعين مئات القتلى والجرحى.
وافادت وزارة الداخلية بان عدد الرهائن الذين مازالوا محتجزين في فندق ترايدنت اوبروي في مومباي يتراوح بين 20 و30 رهينة.
وافادت تقارير اخبارية بان نحو 60 من نزلاء فندق ابروي تمكنوا من الفرار بعد ان اقتحمت قوات الأمن الفندق.
وكان 9 خبراء عسكريين روس واعضاء وفد برلماني اوروبي وخبير نووي فرنسي نزلاء في فندق تاج محل عندما وقعت الهجمات الا انهم تمكنوا من النجاة.
وقال قائد القوات الامنية في نيودلهي «ان قواتنا مازالت تعمل على تطهير الاماكن التي يتحصن بها المسلحون» موضحا ان سلامة المحتجزين المدنيين والحفاظ على ارواح الابرياء كان سببا في تأخير الحسم.
واظهرت لقطات تلفزيونية انطلاق السنة لهب هائلة من طابق علوي في فندق ابروي حين كانت قوات الكوماندوز تقاتل مسلحين اسلاميين بالداخل.
وفي وقت سابق قال ايه.ان. روي قائد شرطة ولاية مهاراشترا الهندية ان ازمة الرهائن في تاج محل انتهت الا انه سمع بعد ذلك دوي انفجارات واطلاق نار في الفندق بحسب قول شهود عيان.
وتناقلت وسائل الاعلام الهندية ان عدد المسلحين هو 16 شخصا وزعوا على فندقي تاج وابروي تم قتل 5 منهم وإلقاء القبض على سادس. وقال احد المتشددين المتحصنين في اتصال مع تلفزيون هندي ان 7 مهاجمين يحتجزون رهائن داخل فندق ابروي الفاخر.
واضاف الرجل الذي عرف نفسه باسم سعد الله للتلفزيون «نحن نريد اطلاق سراح كل المجاهدين المحبوسين في الهند ولن نفرج عن الناس إلا بعد ان يتحقق ذلك».
وتابع يقول: «أفرجوا عن كل المجاهدين والمسلمين الذين يعيشون في الهند يجب ألا يضطهدوا». وبحسب الوكالة الهندية للانباء تبنت مجموعة غير معروفة تطلق على نفسها اسم «مجاهدي دكان» الهجمات الا ان ذلك لم يتأكد بشكل رسمي بعد. كما قالت الشرطة ان عائلة اسرائيلية يحتجزها مسلحون في مركز يهودي في مومباي.
وقال سكان محليون ان حاخاما وزوجته وطفليه يعيشون في المبنى المملوك لهم ولكن لم يتضح إن كانوا هم الرهائن.
وقالت السفارة الإسرائيلية في نيودلهي أن المسلحين يحتجزون ما لا يقل عن 10 عشرة إسرائيليين في مبان في مومباي. وعرض متشدد محاصر في المركز اليهودي في اتصال هاتفي مع قناة تلفزيونية هندية اجراء محادثات مع الحكومة الهندية مقابــل الافــراج عن الرهــائن وشكا في الوقت نفسه من انتهاكات ترتكبها الهند في كشمير.
وقال الرجل الذي عرفته القناة الهندية باسم عمران وكان يتحدث الاوردية فيما بدا كلكنة كشميرية «اطلبوا من الحكومة ان تتحدث معنا وسنفرج عن الرهائن.
هل تعرفون كم عدد الناس الذين يقتــلون في كشمير؟ هل تعرفون كيف يقتل جيشكم للمسلمين؟ هل تعرفون عدد من قتل منهم في كشمير هذا الاسبوع».
ووفقا لتصريحات الشرطة فقد قتل في الهجمات الارهابية منذ انطلاقها ليل امس الاول أكثر من 125 شخصا بينهم 6 اجانب على الاقل واصيب مالا يقل عن 350 شخصا.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )