بيروت ـ عمر حبنجر
التحركات الداخلية هامدة، والرهان كله على الخارج، حيث بيت الداء الاساسي، الرئيس ميشال سليمان الى المانيا الثلاثاء والرئيس فؤاد السنيورة الى قطر اليوم للمشاركة في مؤتمر المتابعة الدولي، والتحادث مع الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الذي حركت تصريحات صحافية له امس، سواكن المحكمة الدولية، التي عادت محط الاهتمام اللبناني، مع اقتراب انطلاقته العملية في الأول من مارس.
وفي هذا الوقت برزت زيارة قائد الجيش العماد جان قهوجي الى سورية، وزيارة رئيس وزراء بلجيكا ايف لوتارم الذي سمع في القصر الجمهوري كلاما مطمئنا حول العلاقات اللبنانية - السورية الى جانب حضور الملف اللبناني على طاولة المباحثات في القمة الثنائية بين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس الفرنسي نيقولا ساركوزي في جدة.
الهموم اللبنانية امتدت الى بانكوك، حيث تواترت معلومات عن تعرض لبنانيين في العاصمة التايلندية للأحداث الجارية هناك، وقد اجرى وزير الخارجية فوزي صلوخ اتصالات مع السفارات العربية في بانكوك وخاصة سفارة الامارات العربية للاهتمام بأمور اللبنانيين نظرا لعدم وجود سفارة لبنانية هناك.
رئيس وزراء بلجيكا مطمئن
بدوره، اكد رئيس وزراء بلجيكا ايف لوتارم بعد لقائه الرئيس ميشال سليمان امس انه سمع كلاما مطمئنا حول العلاقات اللبنانية السورية، مشيرا الى ان الرئيس سليمان اكد له ان انشاء السفارات سيتم في الشهر المقبل، وان الاعتراف بلبنانية مزارع شبعا سيطرح في المرحلة المقبلة.
رئيس الوزراء البلجيكي لوتارم لاحظ أن الامور في لبنان تتطور بشكل ايجابي وفي الاتجاه الصحيح بعد اتفاق الدوحة، مؤكدا ان مساهمة بلاده في اليونيفيل ستستمر في العام 2009.
المسؤول البلجيكي زار السراي الكبير عصرا والتقى الرئيس فؤاد السنيورة ثم عقد معه مؤتمرا صحافيا مشتركا، وانتقل بعدئذ الى عين التينة حيث التقى الرئيس نبيه بري.
من جهته، شكر الرئيس سليمان لبلجيكا مساعدتها السياسية والاقتصادية والحضور البلجيكي الداعم في شتى المجالات خصوصا في اليونيفيل وعلى مستوى المساعدة في نزع الألغام، منوها بالخدمات الصحية والاجتماعية والانسانية التي تقدمها الوحدة البلجيكية في منطقة عملها في الجنوب حيث العلاقة على احسن ما يرام بين الاهالي وافراد هذه الوحدة.
وامل رئيس الجمهورية في تفعيل اتفاقات التعاون بين البلدين لاسيما منها الاقتصادية والانمائية، ووضع رئيس الجمهورية رئيس وزراء بلجيكا في صورة الاوضاع الراهنة على الصعيد الداخلي اللبناني وعلى المستويات الأمنية والاقتصادية والسياسية والتحسن الحاصل، اضافة الى بدء الاستعداد للاستحقاق الانتخابي النيابي، كذلك العلاقات اللبنانية مع الخارج بدءا من اعادة وضع العلاقات مع سورية على السكة الصحيحة، واولى ثمار هذه العلاقات فتح السفارات وتبادل السفراء قبل نهاية العام الحالي.
وردا على سؤال طرحه رئيس وزراء بلجيكا عن مزارع شبعا، اكد الرئيس سليمان ان البيان المشترك الصادر عن القمة التي جمعته والرئيس د.بشار الاسد اشار صراحة الى لبنانية المزارع، وهذا موقف سوري واضح.
اما بالنسبة الى مسألة ترسيم الحدود، فأشار رئيس الجمهورية الى ان الموقف السوري الراهن المعلن هو ان هذا الترسيم مرتبط بزوال الاحتلال عن مزارع شبعا.
وشكر الرئيس سليمان لبلجيكا كذلك مساهمتها في باريس ـ 2 وباريس ـ 3 من اجل مساعدة لبنان اقتصاديا، متمنيا استمرار هذا التعاون وتفعيله.
ويزور لوتارم الجنوب اليوم الأحد لتفقد قوات بلاده.
لقاء السنيورة بان كي مون
في غضون ذلك تتطلع الاوساط السياسية في بيروت، الى لقاء رئيس الحكومة فؤاد السنيورة مع الامين العام للامم المتحدة في قطر اليوم، وما سيتمخض عنه على مستوى المحكمة الدولية التي اعلن كي مون انها ستنطلق في الاول من مارس.
وكان كي مون وصف المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، بالتطور التاريخي، وقال انه لم يتلق اجابة اسرائيلية على موضوع الانسحاب من «الخجر»، منوها بتجاوب الحكومة اللبنانية.
وكان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون اعتبر ان تحديد الاول من مارس موعدا لعمل المحكمة الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري تطور تاريخي له معنى بالغ الاهمية واثر فائق الاهمية ليس فقط من النواحي القضائية وانما ايضا لجهة المعنى السياسي.
واضاف في تصريح لـ «الحياة»: لن يكون هناك اي تراجع في الاصرار على انهاء حال الافلات من العقاب وضرورة مثول مرتكبي هذه الجرائم الارهابية امام العدالة اينما كانوا وفي اي زمان، واصفا المحاكمة بالصعبة والخطيرة.
في هذا الوقت زار قائد الجيش العماد ميشال قهوجي دمشق امس على رأس وفد عسكري رفيع، حيث التقى رئيس الاركان العماد علي حبيب ثم وزير الدفاع العماد حسن تركماني وبحث معهما موضوعين اساسيين هما: ملف الحدود المشتركة ومصير العسكريين المفقودين في سورية كما اجتمع العماد قهوجي مع الرئيس السوري بشار الأسد وبحثا المواضيع ذات الاهتمام المشترك.
في غضون ذلك قال نائب بيروت نبيل دوفريج عن «تيار المستقبل «ان قوى 14 آذار ستخوض الانتخابات النيابية موحدة، محذرا من ان المحكمة الدولية ستكون في خطر في حال فوز المعارضة بالانتخابات.
وطالب دوفريج الرئيس سليمان برعاية حوارات ثنائية لتأمين السلم الاهلي لان الشارع ليس مرتاحا، داعيا الى قرار جريء يتحمل بموجبه الجيش والقوى الأمنية مسؤوليتهما الأمنية عن كل شبر من الاراضي اللبنانية.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )