سمى الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما السيناتورة هيلاري كلينتون وزيرة للخارجية في ادارته المقبلة مبقيا على الوزير غيتس في وزارة الدفاع (الپنتاغون)، كما اعلن في مؤتمر صحافي امس حضره الوزيران المسميان ونائب الرئيس جو بايدن وفريقه للامن القومي.
وركز اوباما على ان يكون فريق عمله منسجما وقال إنه يهدف إلى اشراق «فجر جديد للقيادة الأميركية» يتكامل فيه الجيش والديبلوماسية وتنفيذ القانون والاقتصاد.
وأضاف ان «الفريق الذي اخترناه هنا اليوم مناسب تماما للقيام بذلك.
انهم يشتركون معي في المنهج العملي بشأن استخدام القوة وفي الاحساس بالغرض من دور أميركا كقائد في العالم».
وتعهد أوباما الذي سيتولى منصبه في 20 يناير المقبل بأن يكون اكثر شمولا في تعييناته وقال ان لديه رؤية بشأن تجديد القيادة الأميركية في شؤون العالم بعد 8 سنوات قضاها جورج بوش في الحكم.
ويرى اوباما ان منافسته الديموقراطية السابقة لرئاسة الولايات المتحدة ستعزز رؤيته لتحسين مكانة أميركا عالميا.
وقال ان هيلاري «تمتلك ذكاء استثنائيا واخلاقيات عمل رائعة. وانا فخور بانها ستكون وزيرة الخارجية المقبلة».
واضاف ان زوجة الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون «اميركية ذات مكانة رائعة ستحظى بثقتي التامة، وهي تعرف العديد من زعماء العالم وستحظى بالاحترام في كل عاصمة وستكون لديها القدرة على خدمة مصالحنا في العالم».
وشكرت كلينتون اوباما على ثقته بها وقالت في المؤتمر انها تأمل في اعـادة مكانة الولايات المتحدة كـ «قوة تغيير ايجابية» في العالم.
وبالنسبة لغيتس قال اوباما «سأوكل الى وزير الدفاع وجيشنا مهمة جديدة فور تسلمي السلطة، بانهاء الحرب في العراق بشكل مسؤول من خلال عملية نقل ناجحة للسيطرة الى العراقيين».
وقال: «أعتقد أن فترة 16 شهرا هي إطار زمني سليم كما قلت مرارا.. وسأستمع لتوصيات قادتي» (العسكريين) مشيرا إلى أن القوات الأميركية «الباقية» قد تحتاج للبقاء في العراق أكثر من القوات المقاتلة.
وقال انه سيضمن ان يظل الجيش الاميركي اقوى قوة «على كوكب الارض» رغم التحديات الاقتصادية التي تواجهها البلاد.
وتابع: «مثلما قال بوب (غيتس) قبل وقت ليس بطويل، فان افغانستان هي النقطة التي بدأت منها الحرب على الارهاب، وهي النقطة التي يجب ان تنتهي فيها هذه الحرب.
وسنستمر اثناء تقدمنا الى الامام في بذل الجهود الضرورية لتقوية جيشنا وزيادة عديد القوات البرية للقضاء على التهديدات في القرن الحادي والعشرين».
وهي المرة الاولى التي يبقى فيها وزير دفاع في منصبه في ادارة من غير حزبه.
ولا يحتاج تعيينه الى مصادقة جديدة من مجلس الشيوخ.
وخلف غيتس (65 عاما) دونالد رامسفلد وعمل على وضع استراتيجية جديدة موضع التنفيذ في العراق عبر ارسال 30 الف جندي اضافي في بداية 2007.
وهي استراتيجية اقرها الرئيس بوش، وقد ساهمت في تحسين الوضع الامني في العراق.
ويشاطر غيتس اوباما رأيه في ضرورة ارسال تعزيزات كبيرة الى افغانستان التي اعلنها اوباما «جبهة حرب ضد الارهاب»، الا انهما لا يتفقان تماما على وتيرة سحب القوات الاميركية من العراق.
وتطرق اوباما في مؤتمره الصحافي الى موضوع مكافحة الارهاب وقال ردا على سؤال انه «ملتزم التزاما مطلقا» بالقضاء على خطر الارهاب بكل الوسائل بما فيها استخدام القوة.
وجدد مواساته للهند في ضحايا هجمات مومباي وقال «لا يمكن ان نقبل بان يكون العالم مكانا يقتل فيه الابرياء على ايدي متطرفين يستندون الى عقائد مشوهة».
وعبر اوباما عن تأييده للهند في مسعاها للعثور على المسؤولين عن هجمات مومباي التي وقعت الاسبوع الماضي.
واعطى أوباما لمحة عن أولويات سياسته الخارجية بالقول إنه يتوقع أن ينتظره الكثير من العمل في لجم برامج إيران وكوريا الشمالية النووية وتعزيز سلام الشرق الأوسط.
وأضاف «هناك الكثير الذي ينبغي عمله.. من منع وصول الأسلحة النووية إلى إيران وكوريا الشمالية والسعي من أجل سلام دائم بين إسرائيل والفلسطينيين وتعزيز المؤسسات الدولية».
كما عين جانيت نابوليتانو حاكمة اريزونا وزيرة للأمن الداخلي والجنرال البحري المتقاعد جيمس جونز مستشارا للأمن القومي.
وكان جونز الذي عينته وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس مستشارا خاصا للامن في الشرق الاوسط، اول ضابط في سلاح المارينز يتولى قيادة قوات حلف شمال الاطلسي في اوروبا عام 2003.
وقرر اوباما امس تعيين المحامي المخضرم اريك هولدر وزيرا للعدل. وسيكون هولدر (57 عاما) اول اسود يتولى هذا المنصب.
وعين سوزان رايس سفيرة أميركا للأمم المتحدة وتحدث نائب الرئيس جو بايدن في المؤتمر قائلا انه فخور بأن يكون جزءا من فريق الرئيس المنتخب وهو فريق «سيحرص على أن يشكل نموذجا للسلطة حول العالم ويشكل قدوة له.
وأعتقد أننا جمعنا فريقا أمنيا سيعيد ترتيب قوة البلاد».