بيروت
عمر حبنجر - هدى العبود
رد امس العماد ميشال عون بلسان عضو وفده الى سورية النائب نبيل نقولا على الانتقادات التي طالت المواقف التي اطلقها خلال زيارته المستمرة الى سورية، وصمت حلفائه ازاء هذه الانتقادات وايضا ازاء مطالبته بتعديل اتفاق الطائف.
وركز نقولا في تصريح وزع في بيروت امس على كلام النائب ميشال المر، مذكرا اياه بان العماد ميشال عون تحالف معه في الانتخابات الماضية بغض النظر عن علاقاته الخارجية، ولم تكن بعد قد «تنقت» هذه العلاقات مع سورية وهذا لم يمنعنا، مؤكدا ان التحالف اللبناني الداخلي لا دخل له بأي علاقة خارجية وعلاقتنا بالخارج لا تملي علينا تحالفاتنا الداخلية، وتابع نقولا: اذا كان على علاقة جيدة او ليست جيدة مع سورية لا يتغير الموضوع.
وبالنسبة لكلام المر عن انه لا ينسى حرب التحرير، قال نقولا: نحن ايضا لا ننسى حرب التحرير لانه لو نسيناها فما كان ليتحرر لبنان، آملا الا ينسى احد هذه الحرب، ومعتبرا انه يجب ان تكون لدينا شجاعة ان نكون شرفاء ايام الحرب وايام السلم.
وأكد نقولا ان هذه الزيارة لا تتعارض ابدا مع زيارات رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى الخارج او الى سورية تحديدا لانها لا تحمل اي جدول اعمال سياسي، بل هي لفتح صفحة جديدة لتنقية وجدان البلدين من الاحداث السابقة، لافتا الى ان تزامن توقيت الزيارات جاء مصادفة.
ولفت الى ان زيارة سورية في هذا الوقت لكيلا تقوم «اصوات النشاز» بلصق الصفة «الانتخابية» بها اذا ما تأخرت اكثر، فأتت في الوقت الضائع قبل بدء التحضير للانتخابات النيابية المقبلة، مجددا التأكيد على الا يتخطى احد صلاحيات رئيس الجمهورية والحكومة اللبنانية، ودعا الى ان يطبق هذا على الجميع، «خصوصا الذين يذهبون الى الخارج ويتكلمون باسم لبنان ويفاوضون لشراء اسلحة للجيش».
وهو يقصد هنا النائب سعد الحريري الذي حث موسكو على تسليح الجيش اللبناني خلال زيارته الاخيرة.
وتساءل «لماذا لا نذهب الى سورية؟»، مؤكدا اننا «ذاهبون اليها على المكشوف وامام عدسات الكاميرات وبوفد كبير، ولم نذهب ابدا راكعين، بل ذهبنا والشمس مشرقة».
وعن نداء رئيس الجمهورية للدول الاجنبية للتعاطي مع لبنان من خلال موقع الرئاسة، اعرب نقولا عن تأييده لهذا الاقتراح، مؤكدا اننا «لسنا هنا لنحل مكان الدولة اللبنانية»، لافتا الى ان كل الامور السياسية ومن بينها موضوع المفقودين والمعتقلين في السجون السورية تحل عن طريق الدولتين اللبنانية - والسورية.
وبالنسبة للاستقبالات الحارة، استغرب نقولا ما كان يحاول البعض الترويج له بان هناك عداوة من قبل الشعب السوري تجاه الشعب اللبناني، مؤكدا اننا «لمسنا العكس تماما والشعب السوري محب جدا للشعب اللبناني وخاصة لزعيم وطني مثل العماد عون، مستشهدا بالاستقبالات الحارة والحفاوة الكبيرة التي لقيها الوفد من الشعب السوري خلال زيارته للاماكن الاسلامية والمسيحية».
من جهة أخرى، وصل العماد ميشال عون رئيس كتلة التــغيير والإصلاح اللبنانية حلب مساء امس الاول في محطته الرابعة والأخيرة خلال زيارته لسورية التي بدأت الأربعاء وتنتهي اليوم.
وقالت وكالة الأنباء السورية ان «حشدا شعبيا كان في استقبال عون مرددا أهازيج وهتافات تحيي العلاقات السورية اللبنانية».
وزار عون في حلب كاتدرائية الأربعين شهيدا للأرمن الأرثوذكس ومتحف زاريه يان الكنسي والمطرانية المارونية القديمة والكاتدرائية المارونية بحلب. كما رافق عون في زيارته نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد.
وكانت محطة عون الأولى ليوم الجمعة بلدة صيدنايا حيث زار عددا من الأديرة والكنائس قبل أن ينتقل إلى مدينة حمص حيث التقى محافظ المدينة إياد غزال وزار أيضا عددا من الأماكن الأثرية.
ومن المقرر أن يقوم عون والوفد المرافق له بجولة على أحياء المدينة القديمة وبعض الكنائس والمعالم الدينية قبل أن يعود إلى دمشق ومنها إلى بيروت.
الى ذلك أكد عون أنه إذا لم نتصرف نحن ضمن وحدتنا الداخلية فلا أحد يعطينا إياها من الخارج، مشيرا الى أن التبادل الديبلوماسي هو نتيجة للاستقلال وليس هو من يعطي الاستقلال.
وقال في حديث الى التلفزيون السوري، أن لبنان منقسم بين تيارين واحد داعم للمقاومة وملتزم بالوطن ومحيطه، وآخر متجول لا موقف له، مشـــبها الفريق الآخر بـ «التاكسي الجوال»، ينتقلون من منطقة الى اخرى دون أن يكون لهم موقف ثابت.
وردا على سؤال عما اذا كان يتوقع ان تنقلب الموازين وان يطلب منه رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط ان يعيره مفتاح بوابات كبيرة موصدة امامه، شدد على انه «اذا كان باستطاعتنا يمكن تحقيق ذلك، وبوابة دمشق لها اكثر من مفتاح، وقال: «اذا كنا نملك مفتاحا واحدا فالمفتاح الآخر ليس معنا، والمفتاح الاساسي هو في دمشق، واذا لم تفتح الابواب كلها فلا يمكن تحسين الاوضاع».
ويلاحظ ان قيادات 14 آذار التي اجتمعت في «قريطم» لم تتطرق الى زيارة عون الى سورية ولا الى مواقفه، وجوابا، قال مصدر في هذه القوى ان الرد الصحيح على زيارة العماد عون الى سورية والمواقف التي اعلنها من هناك، يكون في صندوق الاقتراع بعد بضعة اشهر.
المصدر كان يرد على الاستغراب الذي رافق تجاهل قيادات 14 اذار للزيارة وعدم التعليق عليها، وقد كشف عن اتجاه لتعميق الصلات بالرئيس ميشال سليمان، وكذلك بالرئيس نبيه بري، تسهيلا لانتخاب اعضاء المجلس الدستوري في مجلس النواب في 13 الجاري.
المصدر كشف لـ «الأنباء» عن شكوك كثيفة تجتاح 14 آذار حول السلوكية الفرنسية حيال الوضع في لبنان الآن، مؤكدا ان هذه القوى لن ترفع الصوت الآن بوجه ادارة ساركوزي، التي ابعدت القضية اللبنانية عن أولوياتها لصالح الانفتاح على سورية، في اطار حسابات التفاوض مع اسرائيل، وتهدئة الوضع في العراق وسوى ذلك من الاعتبارات التي تدخل في أجندات عالمية، وستتريث قليلا ريثما تنقل رئاسة الاتحاد الاوروبي الى «تشيكيا» حيث سيكون لقوى 14 آذار خطوط مفتوحة مع هذه الدولة الاوروبية الشرقية، التي لها امتدادات اقتصادية مع لبنان منذ عهد وحدتها مع سلافيا.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )