قال مستشار الأمن القومي الأميركي الأسبق زبيغنيو بريجنسكي إن إسرائيل مخطئة بمواصلة الحديث عن الخيار العسكري ضد إيران، معتبرا أن على الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما وضع مبادرة سلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
وقال بريجنسكي، في مقابلة أجرتها معه صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية امس، «لا أعرف ما إذا كانت إيران مؤمنة بأن التهديدات الإسرائيلية حقيقية أم لا لكني أعتقد أن هذا ليس خيارا عمليا بالنسبة الى الولايات المتحدة وإسرائيل لأنه ليس لدى إسرائيل القدرة على تدمير المنشآت النووية الإيرانية».
وأضاف أنه «في حال نجحت إسرائيل في إلحاق أضرار (بالمنشآت الايرانية) فإن البرنامج النووي الإيراني سيؤجل فحسب وستزداد قوة المتطرفين في ايران وسينشأ رابط بين القومية الإيرانية والأصولية، ويبدو لي أن هذا لا يتلاءم مع مصالح أحد».
وتابع بريجنسكي «هناك أمر أخير وهو أن إسرائيل لا يمكنها تنفيذ هجوم فعال من دون الحصول على مصادقتنا، وإذا ما نظرنا الى الخارطة فسنعرف أسباب ذلك».
وقال إنه ينصح الحكومة الاسرائيلية بـ«ألا تدفع حملة تتحدث عن هجوم أميركي ضد إيران لأني لا أعتقد أن أمرا كهذا سوف يحدث وفي حال حدث فإن تبعات ذلك ستكون كارثية للغاية ولن يسهم في تعزيز العلاقات الأميركية الإسرائيلية وسينتج عنه توجس في الولايات المتحدة من إسرائيل وقد تم الشعور بتوجس كهذا بعد الحرب على العراق».
في السياق نفسه، قال السياسي المخضرم في حديث لصحيفة «الحياة» اللندنية امس أن الخيار العسكري محتمل فقط «تحت مظلة الأمم المتحدة وبمشاركة روسيا وحلف شمال الأطلسي (ناتو)».
وحول العملية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين، قال بريجنسكي إن «على باراك أوباما المساعدة بشكل نشط ليخرج الإسرائيليون والفلسطينيون من الطريق المسدود وهذا يتطلب مبادرة سلام أميركية لأن الجانبين عالقين».
وأضاف أن «على الرئيس (الأميركي) الخروج بتصريح حول الموضوع قبل كل شيء خصوصا في الوقت الذي يتمتع فيه باحترام دولي بالغ، إذ أن انتخابه قوبل بحماس غير مسبوق في العالم».
ورأى بريجنسكي أنه «إذا عبر (أوباما) عن الموقف بصورة واضحة فإني أعتقد أنه سيكون لذلك تأثير مهم على عملية السلام وبعد تصريح كهذا سيتعين عليه تعيين مبعوث خاص ويملك صلاحيات واسعة لمعالجة القضية لأنه من الواضح أن الرئيس لا يمكنه إهدار وقته في المفاوضات».
وقال إن «الزعماء (الإسرائيليين والفلسطينيين) يترددون في تقديم التنازلات الضرورية للتوصل على اتفاق ولذلك فإن ثمة ضرورة لأن تأخذ الولايات المتحدة زمام المبادرة التي ينبغي أن تستند إلى أربعة مبادئ أساسية».
وأوضح أن «المبدأ الأول سيصعب على الفلسطينيين ابتلاعه وهو أنه لن يكون هناك حق عودة بشكل فعلي بينما المبدأ الثاني سيكون من الصعب على إسرائيل الموافقة عليه وهو شراكة حقيقية في القدس وليس مجرد اتفاق مزيف».
وتابع أن «المبدأ الثالث هو (الانسحاب الى) حدود العام 1967 مع تبادل أراض تمكن إسرائيل من ضم المستوطنات إليها والمبدأ الرابع هو (منح) السلطة الفلسطينية نوعا من العسكرة وربما يتواجد الناتو (حلف شمال الأطلسي) أو حتى تواجد أميركي على طول نهر الأردن من أجل منح الإسرائيليين شعورا بالأمن الجغرافي».