في تناقض واضح لتصريحات أعضاء الحكومة العراقية، نفى مصدر مسؤول بمكتب رئيس الوزراء نوري المالكي امس الاول ما اعلنه المتحدث الرسمي باسم الحكومة في واشنطن علي الدباغ من سعي العراق لشراكة اقليمية مع جيرانه، مضيفا أنه «لا توجد لدى الحكومة العراقية مشروع شراكة إقليمية وإنما مشاريع لتعاون ثنائي».
وفي اشارة لتصريحات الدباغ التي دعا فيها إلى بقاء القوات الاميركية بالعراق لعشر سنوات مقبلة، رغم توقيع الاتفاقية الامنية، تابع المصدر «كما ان تصريحات المتحدث باسم الحكومة علي الدباغ بشأن حاجة القوات العراقية إلى عشرة أعوام لتكون جاهزة، هو (رأي شخصي) لا يمثل رأي الحكومة العراقية».
في المقابل، قال قائد القوات الأميركية في العراق راي اوديرنو إن بعض القوات الأميركية قد تبقى في مدن عراقية بعد يونيو المقبل بالرغم من أن الاتفاقية الأمنية التي توصل إليها العراق والولايات المتحدة تدعو للانسحاب من المناطق الحضرية بحلول هذا الوقت.
وأضاف للصحافيين المسافرين مع وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس في قاعدة عسكرية أميركية في بلد شمال غربي بغداد أن القوات التي تعمل جنبا لجنب مع القوات العراقية في قواعد حضرية مشتركة قد تبقى لأن الجيش الأميركي يعتقد أنها تساند القوات العراقية أكثر من كونها تعمل كقوات قتالية.
وتابع «نعتقد أنه يجب أن نبقى داخل هذه القواعد بعد فصل الصيف».
وكان الدباغ قد دعا خلال زيارته إلى واشنطن لإنشاء نموذج سياسي على غرار الاتحاد الأوروبي يضم العراق ودول الجوار الجغرافي يتجاوز مشاكل الماضي ويحقق الديموقراطية والتكامل الاقتصادي والتعاون الأمني بين أعضائه بعيدا عن الأحلاف العسكرية.
واقترح الدباغ أن يشمل النموذج العراق وسورية والأردن وتركيا وإيران والسعودية والكويت، ويمكن أن يتوسع ليشمل باقي دول مجلس التعاون الخليجي.
وجاءت مقترحات الدباغ التي وصفها بغير الرسمية خلال محاضرة له في معهد السلام الأميركي في العاصمة الأميركية واشنطن.
من جانبها، قالت وكالة أنباء «أصوات العراق» إن سفراء كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وإيطاليا وفرنسا التقوا وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، بناء على طلبهم، بعد يوم واحد من تصريحات الدباغ التي فسرها مراقبون على أنها موقف الحكومة العراقية، رغم إشارة الدباغ أنها أراء شخصية وليست حكومية.
ونقلت «أصوات العراق» عن بيان لوزارة الخارجية العراقية أمس الاول قوله إن زيباري أوضح للسفراء الأربعة أن العراق من مصلحته الأساسية خلق بيئة آمنة ومستقرة في المنطقة، وهو يتفاعل مع كل المبادرات التي تعمل من اجل هذا الهدف، فيما نقل البيان عن السفراء دعوتهم دول المنطقة إلى التعاون من اجل الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة والعالم، ولاسيما قرارات مجلس الأمن الخاصة بالملف النووي الإيراني.
كما قال الدباغ في واشنطن الخميس الماضي، انه قد تكون هناك حاجة لبعض القوات الأميركية لمدة عشر سنوات، موضحا أن الجيش العراقي لن يبنى في ثلاثة اعوام، وسنحتاج حقا إلى سنوات أخرى كثيرة، قد تصل إلى عشر سنوات.
وأضاف الدباغ أن الاتفاقية الأمنية التي وقعت بين العراق والولايات المتحدة تركت للحكومة في عام 2011 أن تفكر وتتفاوض مع الأميركيين بشأن ما هي القوات التي يحتاج إليها العراق.