قال طارق حرب الخبير القضائي العراقي إن الصحافي العراقي منتظر الزيدي الذي ألقى حذاءه باتجاه الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جورج بوش في بغداد الأحد الماضي، بعث برسالة اعتذار لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي عما حدث.
وأضاف الخبير القضائي، في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية «بي.بي.سي» امس، أنه علم أن هذه الرسالة لقيت ترحيبا من قبل الحكومة ومجلس الوزراء، وقال «إن شاء الله سيكون هناك شيء خير بالنسبة لمنتظر الزيدي من قبل رئيس الوزراء».
وأوضح أن الزيدي يحاكم بموجب المادة 223 من قانون العقوبات العراقي الخاصة بالاعتداء على رئيس دولة أجنبية أثناء زيارته الرسمية إلى العراق، لكنه أشار إلى ان هذا النص قوي وقد يتم تخفيف طبيعة التهمة بموجب مواد أخف في القانون من قبل قاضي التحقيق.
إلى ذلك أعلن محمود المشهداني رئيس البرلمان العراقي امس استقالته من منصبه إثر مشادات كلامية وانسحاب بعض الأعضاء وحدوث فوضى أثناء مناقشة قضية الصحافي منتظر الزيدي.
وقال عمر عبد الستار عضو «جبهة التوافق» السنية التي ينتمي إليها المشهداني: «أثناء جلسة اليوم «امس» حصلت مشادات كلامية حول قضية الصحافي منتظر الزيدي تطورت إلى انسحاب كتلة التحالف الكردستاني من الجلسة أعقبها انسحاب أعضاء من كتلة الائتلاف العراقي الموحد الأمر الذي أثار غضب المشهداني الذي أعلن بدوره رفع الجلسة واستقالته من منصبه».
وأضاف أن «المشهداني معروف بعصبيته وربما اتخذ هذا القرار نتيجة الفوضى التي دارت في الجلسة، ونحاول إجراء اتصالات معهم لمعرفة إذا كان جادا في قراره أم أنه اتخذ هذا القرار المفاجئ عندما كان غاضبا نتيجة هذه التصرفات التي قام بها بعض أعضاء البرلمان». في نفس السياق أكد ضرغام الزيدي احد أشقاء الصحافي، ان منتظر الزيدي مثل أمام قاض للتحقيق صباح أمس.
وقال ضرغام الزيدي في اتصال هاتفي ان «جلسة المحكمة عقدت في المنطقة الخضراء وحضرت وأشقائي ميثم وعدي وحضر معنا 3 محامين للدفاع». وأشار الى انه «لم يتم إحضار منتظر في جلسة لكن القاضي ذهب الى مكان تواجده واخذ أقواله وعاد»، موضحا ان «القاضي أكد عند عودته ان منتظر كان متعاونا معنا» من دون الإشارة الى حالته الصحية.
وتابع ان «اخوتي بقوا في المكان بهدف المطالبة بزيارة منتظر والاطلاع على أحواله». من جانبها أعلنت مصادر في قناة «البغدادية» العراقية ان منتظر الزيدي مثل أمام المحكمة، وقال احد مسؤولي القناة التي يعمل لصالحها الزيدي، ان «جلسة محكمة التحقيق كانت للتحقيق مع منتظر وأرسلنا 3 محامين عراقيين للدفاع عنه».
من جانبه، أكد الرئيس الأميركي جورج بوش أن الصحافي العراقي الذي رشقه بالحذاء كان يتطلع الى تحقيق الشهرة، وانه يتعين على السلطات العراقية عدم المبالغة في معاملته.
وردا على سؤال من كاندي كراولي كبيرة المراسلين السياسيين لشبكة «سي.إن.إن» الإخبارية عن واقعة رشقه بالحذاء رغم أنه يعتبر رمزا للولايات المتحدة في الخارج، قال الرئيس بوش «إنه في المقام الأول، لم يكن أمامي كثير من الوقت للتفكير مليا بشأن أي شيء، ولقد حنيت رأسي بسرعة لتفادي الحذاء»، ووصف تلك اللحظة بأنها «كانت واحدة من أغرب اللحظات خلال فترة رئاسته».
وأضاف بوش «إنني كنت أستعد للإجابة على أسئلة من ممثلي صحافة حرة ـ في عراق ديمقراطي، ولكن شخصا غريبا قام وقذف فردة حذاء تجاهي، وكان ذلك التصرف غريبا وشاذا».
ووصف الرئيس الأميركي ما حدث بأنه كان طريقة مثيرة استخدمها شخص للتعبير عن نفسه، وقال «تم سؤالي عن ذلك فور وقوع هذا الحادث، وقلت إن هنا شخصا يتطلع بوضوح الى الشهرة، وقد حققها». وأكد بوش أنه ليس غاضبا من النظام العراقي، معربا عن اعتقاده بأن هناك مجتمعا حرا أخذ في الظهور، وقال: «وجود مجتمع حر يعتبر أمرا ضروريا لأمننا وسلامنا».
وفي معرض رده على سؤال عما إذا كان يتعين على السلطات إطلاق سراح الصحافي العراقي من السجن، قال بوش «إنني لا أعرف ما سيفعلونه، بل إنني لست متأكدا بشأن وضع هذا الصحافي، ويتعين عليهم عدم المبالغة في التصرف معه».