أصدرت محكمة تابعة للأمم المتحدة امس أحكاما بالسجن مدى الحياة على الكولونيل السابق في الجيش الرواندي ثيونيستي باجوسورا وضابطي جيش كبيرين آخرين لإدانتهم بالتخطيط والترتيب لجرائم الإبادة الجماعية التي وقعت في رواندا عام 1994.
وأعلنت المحكمة الجنائية الدولية لرواندا ومقرها أروشا بتنزانيا في بيان أنها خلصت إلى أن باجوسورا والضابطين السابقين الميجور ألويز نتاباكوز والكولونيل أناتولي نسينجيومفا مدانون بتهم «الإبادة الجماعية وجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب على أساس دورهم في جرائم ارتكبت في رواندا».
وذبح أكثر من 800 ألف شخص من قبائل التوتسي ومن الهوتو المعتدلين على يد ميليشيا من أبناء قبائل الهوتو خلال اشهر قليلة عقب اغتيال رئيس رواندا جوفينال هابياريمانا الذي كان ينتمي إلى عرقية الهوتو في أبريل 1994.
وكان ممثلو الادعاء في المحكمة الجنائية الدولية لرواندا قد اتهموا الكولونيل السابق باجاسورا (67 عاما) بالمساعدة في التخطيط للإبادة الجماعية وتنفيذها وتنظيم وتسليح ميليشيا «انتراهاموي» الرهيبة المشكلة من أبناء قبائل الهوتو.
وقالت المحكمة إنه بعد موت هابياريمانا كان باجاسورا أعلى سلطة في وزارة الدفاع حيث يسيطر على الجيش الرواندي.
واتهمت المحكمة الكولونيل بأنه «يعتبر مسؤولا» عن قتل رئيس الوزراء أجاثي يولينجيمانا وشخصيات بارزة من المعارضة فضلا عن 10 من جنود حفظ السلام من بلجيكا.
كما أدين باجوسورا بالمسؤولية عن جرائم قتل ارتكبها جنود وأفراد ميليشيا في عدد من المواقع بأنحاء العاصمة كيجالي وإقليم جيسيني بين 6 و9 أبريل 1994.
وجرت تبرئة باجوسورا الذي كان يشغل منصبا رفيعا في وزارة الدفاع عندما وقعت الابادة الجماعية والمتهمين الآخرين من تهمة التآمر لارتكاب الإبادة الجماعية قبل السابع من أبريل 1994.
وأدين نتاباكوز الذي كان قائدا لكتيبة «بارا» وهي من وحدات الكوماندوز في الجيش بقيادة جنوده في المذابح التي شهدتها مناطق في كيجالي من بينها كابيزا ونيانزا هيل.
واعتبرت المحكمة نسينجيومفا مسؤولا عن مذابح راح ضحيتها مدنيون من بينهم لاجئون من التوتسي في المناطق التي كانت خاضعة لقيادته.
وجرت تبرئة ساحة متهم ثالث هو الجنرال جراتيان كابيليجي رئيس مكتب العمليات العسكرية بهيئة الأركان العامة في الجيش في ذلك الوقت من جميع التهم.
وكان ممثلو الادعاء قد اتهموا كابيليجي بالمشاركة في توزيع الاسلحة وفي الاجتماعات للتخطيط للإبادة الجماعية وأعمال القتل عند حواجز أقيمت على الطرق في كيجالي.
ومع ذلك قال الادعاء إن المتهم قدم أدلة تثبت عدم تواجده في مكان ارتكاب الجريمة خلال معظم الفترة التي وقعت فيها جرائم القتل وأنه لا يمكن إثبات «أنه كان يقوم بمهامه بالفعل أو أنه استهدف المدنيين».
وأدانت المحكمة 32 شخصا منذ عام 1997 كان أشهرهم المغني الرواندي سيمون بيكيندي.
وتلقى بيكيندي حكما بالسجن لمدة 15 عاما لإلقائه خطابا في يونيو 1994 حث فيه الهوتو على قتل الأقلية من التوتسي.