أكدت مصادر امنية مصرية امس ان عشرات الفلسطينيين تدفقوا من قطاع غزة الى مدينة رفح المصرية بعد انهيار جزء من السور الحدودي قرب معبر صلاح الدين.
واوضحت المصادر ان اعدادا كبيرة من الفلسطينيين عبروا بوابة صلاح الدين بعد كسر جزء من السور الحديدي الذي يفصل بين الجانبين هربا من القصف الاسرائيلي لقطاع غزة.
وقال شهود إن عشرات الفلسطينيين اجتازوا امس الحدود الفلسطينية المصرية انطلاقا من قطاع غزة، واشار الشهود الى أن العشرات نجحوا باجتياز الحدود بعد إحداث ثغرات فيها في منطقتي البراهمة والنور جنوب رفح لافتين الى أن الجنود المصريين يطلقون النار في الهواء ولكنهم لا يستخدمون القوة لمنع تدفق الفلسطينيين.
إلا أن الوضع تدهور واندلعت اشتباكات بين الفلسطينيين وقوات حرس الحدود المصرية ما أدى الى مقتل شاب فلسطيني وضابط مصري بحسب قناة «الجزيرة».
في غضون ذلك استدعت وزارة الخارجية السفير الإسرائيلي بالقاهرة شالوم كوهين لإبلاغه رفض مصر للتصريحات التي صدرت من وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك بشأن توسيع العملية العسكرية في غزة.
وقد التقى السفير فوزي جوهر مدير إدارة إسرائيل بوزارة الخارجية بسفير إسرائيل بالقاهرة حيث أبلغه بالموقف المصري.
وصرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السفير حسام زكي بأن وزارة الخارجية أبلغت السفير كوهين بأن الهدف الذي تعمل مصر من أجله والذي تطالب به إسرائيل هو وقف العمليات وليس توسيعها وأضاف أن مصر طالبت إسرائيل كذلك بأن تتجاوب مع الجهد المصري وألا توسع العملية العسكرية وأن تتوقف المسألة.
اتهامات متبادلة
على صعيد متصل، حمّل الرئيس الفلسطيني محمود عباس امس حركة «حماس» مسؤولية الغارات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة لعدم تمديدها التهدئة مع إسرائيل التي دامت 6 أشهر.
وأضاف عقب محادثات مع الرئيس المصري حسني مبارك في القاهرة «تكلمنا معهم بالهواتف وقلنا لهم نرجوكم نتمنى عليكم ألا تقطعوا التهدئة فلتستمر التهدئة ولا تتوقف حتى نتفادى ما حصل وليتنا تفاديناه».
وقال عباس في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية المصري احمد ابوالغيط ان الأولوية لإنهاء إراقة الدماء والعودة إلى التهدئة.
من جهته اتهم ابوالغيط حركة حماس بانها لاتسمح لجرحى غزة بعبور معبر رفح رغم فتحه من الجانب المصري منذ امس الأول، مؤكدا «نحن في انتظار عبور الجرحى الفلسطينيين (ولكن) لا يسمح لهم بالعبور».
وردا على سؤال حول السبب في عدم عبور الجرحى الى مصر، قال ابوالغيط «اسألوا الجهة المسيطرة على الارض في غزة» عن السبب في ذلك.
طائرات المساعدة
وكانت طائرة مصرية وصلت امس الى مطار العريش وعلى متنها 50 طبيبا مصريا وتجهيزات طبية وعلى رأسهم وزير الصحة المصرية استعدادا لاستقبال الجرحى الفلسطينيين الذين ينتظر نقلهم من قطاع غزة الى مصر عبر معبر رفح.
كما ارسلت مصر اكثر من 40 سيارة اسعاف الى معبر رفح استعدادا لاستقبال الجرحى الفلسطينيين ووصلت كذلك الى مطار العريش (شمال سيناء) طائرتان قطريتان وطائرتان ليبيتان تحملان مساعدات انسانية وتجهيزات طبية تنتظر ادخالها الى قطاع غزة، حسب ما افاد مصدر ملاحي في مطار العريش.
وقال المصدر ان 4 طائرات قطرية محملة بمساعدات انسانية ستصل في وقت لاحق الى مطار العريش.
واوضح ان مطار العريش كذلك ينتظر وصول 3 طائرات سعودية محملة بمساعدات انسانية وكذلك طائرات ايرانية.
بموازاة ذلك قال متحدث باسم حماس ان الحركة ترفض فتح معبر رفح الحدودي مع مصر امام الجرحى فقط، مطالبة مصر بفتح المعبر بلا شروط واعلان انتهاء الحصار على قطاع غزة، بينما اكد طبيب في وزارة الصحة في الحكومة المقالة ان حماس تعد لوائح بالجرحى لكنها تواجه صعوبة في نقلهم بسبب اصاباتهم الخطيرة.
وقال فوزي برهوم المتحدث باسم حماس «نحن رفضنا هذا المنطق الغريب ان يفتح معبر رفح امام الجثث المقطعة الأوصال ويغلق على مليون ونصف من الأحياء في غزة».
واضاف «نؤكد انه اذا كان لابد من موقف مصري وعربي مسؤول (فهو) ان يصار الى اتخاذ موقف فوري وعاجل بأن قطاع غزة انتهى حصاره وبدأت مرحلة الإمداد الى غزة بكل الأنواع».
تغطية خاصة في ملف ( pdf )