جريا على عادتها ضربت اسرائيل بكل الدعوات لوقف عدوانها على غزة عرض الحائط وواصلت امس غاراتها الدامية على القطاع واستهدفت امس جامعة غزة الاسلامية بعشر غارات متتالية. كما استهدفت غارة اخرى مبنيي وزارة الثقافة والداخلية التابعين لحكومة اسماعيل هنية المقالة. كما ذكرت مصادر طبية فلسطينية في مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا شمال قطاع غزة ان الطفل شادي يوسف غبن استشهد فيما اصيب احد اقربائه بجراح وصفت بالمتوسطة في قصف اسرائيلي استهدف منطقة مفتوحة بالقرب من الجمعية الاسلامية شمال القطاع.
قصف مسجد
من جانب آخر قال شهود عيان في تصريح لإحدى الاذاعات المحلية ان الطائرات الحربية الاسرائيلية من طراز اف 16 قصفت مسجد «ابو بكر الصديق» الواقع في شارع صلاح الدين شرق مخيم جباليا شمال قطاع غزة بصاروخ ما ادى الى سقوط شهداء وجرحى جراء هذا القصف وتدمير المسجد بالكامل. وقصفت طائرة «اف 16» اسرائيلية مباني المختبرات العلمية في الجامعة الاسلامية في غزة التي كانت خالية من الطلاب، بدون ان يسفر ذلك عن سقوط ضحايا، حسبما ذكر شهود عيان.
واطلقت هذه الطائرة خمسة صواريخ استهدفت بشكل اساسي مبنى مختبرات الجامعة واصابت الموقع الذي تصاعدت منه السنة اللهب واعمدة الدخان في قلب مدينة غزة، كما اوضح الشهود.
وبرر متحدث باسم الجيش الاسرائيلي ان الموقع كان يستخدم لصنع الصواريخ والمتفجرات والمعدات الالكترونية للجناح العسكري لـ «حماس» وان مبنى مجاورا يستخدم كمركز للاجتماع لاعضاء الحركة وكمخبأ للأسلحة. وصباح امس، تواصلت الغارات التي استهدفت مواقع عدة بينها مقر الرئاسة الفلسطينية بميناء غزة. وقد اسفرت الهجمات بحسب احدث الاحصائيات عن استشهاد اكثر من 345 فلسطينيا بحسب معاوية حسنين مدير عام دائرة الاسعاف والطوارئ في وزارة الصحة الفلسطينية الذي اكد ارتفاع عدد الجرحى الى 1450 سقطوا جميعهم ضحايا الغارات الجوية الاسرائيلية بينهم عدد من المدنيين والاطفال.
وقال حسنين انه تم انتشال جثة من تحت الانقاض في مبنى المنتدى «مقر الرئاسة الفلسطينية» الذي تعرض لقصف جوي صباح امس، واضاف «وصلنا شهيد آخر في غارة جوية اخرى شمال قطاع غزة». وكان الطيران الحربي الاسرائيلي شن عشرات الغارات الجوية على قطاع غزة ليل امس الاول ادت الى مقتل ثمانية فلسطينيين بينهم ستة اطفال خمسة منهم من عائلة واحدة، حسبما ذكرت مصادر طبية، وارتفع الى خمس عدد الفتيات اللواتي قتلن في الغارة الجوية التي استهدفت مسجدا في مخيم جباليا و«الشهيدات» اخوات من عائلة بعلوشة تتراوح اعمارهن بين 4 أعوام و17 عاما. وقتل طفلان اخران اثر غارة جوية على منزل في رفح بجنوب قطاع غزة. اما القتيل الثامن فهو ناشط في كتائب عز الدين القسام.
انتشال جثث
واضاف حسنين إنه جرى انتشال جثث أربعة فلسطينيين من تحت أنقاض مبنى وزارة الأسرى والمحررين التابع للحكومة المقالة غربي مدينة غزة. وأوضح حسنين أن من بين القتلى المنتشلين القيادي في كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس ناصر حمودة.
وتتحدث مصادر فلسطينية عن عشرات المفقودين تحت أنقاض المباني المدمرة التي استهدفها القصف الإسرائيلي منذ ظهر السبت الماضي وشملت أكثر من 120 هدفا. في المقابل، تبنت كتائب عز الدين القسام في بيان «قصف مدينة المجدل المحتلة باربعة صواريخ غراد». وتقع عسقلان على بعد 13 كلم من قطاع غزة. وذكرت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان الصاروخ الذي اطلق على المدينة من نوع «غراد» ويتميز عن صواريخ قسام التي تطلقها المجموعات الفلسطينية المسلحة عادة بان مداه اطول ويصيب هدفه بمزيد من الدقة. وفيما تتوالى الغارات الاسرائيلية وسقوط الضحايا في غزة، أعلن وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك في الكنيست امس ان اسرائيل تخوض حربا «بلا هوادة» ضد حركة حماس في قطاع غزة.
وقال باراك «لا نكن العداء لسكان غزة لكننا نخوض حربا بلا هوادة ضد حماس وحلفائها».
واعتبر ان «ضبط النفس الذي لزمناه هو مصدر قوة. اننا نقاتل بميزة اخلاقية. هم يطلقون النار عمدا على مدنيين. اما نحن فنطارد الارهابيين ونتجنب قدر المستطاع اصابة مدنيين في حين يتحرك عناصر حماس ويختبئون عمدا بين السكان».
واضاف «للاسف هناك ضحايا مدنيون حتى لو انهم ليسوا عديدين. لا نريد الاساءة الى نساء واطفال ورجال ولا نمنع وصول مساعدة انسانية».
مناطق مغلقة
من جانبه أعلن الجيش الإسرائيلي حدود قطاع غزة «مناطق عسكرية مغلقة».
وقال متحدث باسم الجيش للإذاعة الإسرائيلية «نعلن عن بعض المناطق المحيطة بقطاع غزة منطقة عسكرية مغلقة يحظر دخولها باستثناء سكان هذه المناطق».
وأوضح المتحدث أن المنطقة المغلقة تمتد من قرية زيكيم جنوبا حتى مفترق يد مردخاي ومنه إلى مدخل مدينة سديروت وصولا إلى معبر ايرز/بيت حانون.
وقال المتحدث ان المدنيين منعوا من السير على الطرقات في هذه المنطقة بدون اذن خاص من الجيش وحصر دخول المنطقة بسكان البلدات الاسرائيلية الواقعة فيها.
ويأتي هذا الإعلان وسط تحركات وتعزيزات عسكرية مكثفة للجيش الإسرائيلي على حدود القطاع فيما تزداد المؤشرات الى قرب الاجتياح البري.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )