بيروت
عمر حبنجر ـ داود رمال
احتلت احداث غزة في ظل سياسة الارض المحروقة التي تنتهجها القوات الاسرائيلية المساحة الكاملة من اجتماع مجلس الوزراء اللبناني الذي انعقد في بعبدا برئاسة الرئيس ميشال سليمان وحضور رئيس الحكومة فؤاد السنيورة والوزراء.
المناقشات تركزت على القمة العربية الطارئة ووجوب اشتراك لبنان بها، وحجم المساعدات التي يمكن ارسالها الى غزة ونوعيتها.
وخلال الاجتماع جدد مجلس الوزراء اللبناني امس ادانته للعدوان الاسرائيلي الاجرامي على غزة، وفي ضوء الاتصالات والمشاورات التي أجراها رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة أكد مجلس الوزراء على الآتي:
ادانة هذا العدوان والمجازر التي ترتكبها اسرائيل وتحميلها المسؤولية الكاملة بموجب القانون الدولي والقانون الانساني الدولي.
الدعوة الى الوقف الفوري وغير المشروط لهذا العدوان وتحذير المجتمع الدولي من مغبة استمراره وانعكاسه على السلام في المنطقة والعالم.
ضرورة رفع الحصار عن غزة وتأمين وصول المساعدات الطبية والانسانية الى الجرحى والمتضررين.
اعتبار هذا العدوان عدوانا على الشعب الفلسطيني كله والعمل على مواجهته بموقف فلسطيني وعربي موحد ومتضامن.
الاسراع في عقد القمة العربية الطارئة لاتخاذ ما يقتضيه الوضع من تدابير واجراءات لمواجهة هذا العدوان ووقف حمام الدم ووضع الأسرة الدولية أمام مسؤولياتها.
تقديم مبلغ مليون دولار أميركي مساعدة فورية لإغاثة المصابين والمنكوبين في غزة واطلاق حملة وطنية لجمع التبرعات لهذه الغاية.
اعلان اليوم يوما للحداد وتنكيس الأعلام تضامنا مع غزة.
مجلس الوزراء تناول ايضا الوضع العسكري في الجنوب والتداعيات المحتملة لتصاعد العمليات العسكرية الاسرائيلية في غزة على الوضع في الجنوب، في ضوء تحليلات ترجح امكانية توسيع اسرائيل لدائرة الحرب حال تبين لها ان غزة عصية، كما كان الحال في جنوب لبنان، لأن الطاقم الاسرائيلي الحاكم قد يبادر الى فتح جبهات اخرى في حال واجه احراجا عسكريا في غزة.
رفض العمل العسكري
على ان الموقف اللبناني الرسمي الذي عبر عنه العديد من الوزراء تمحور حول معادلة ثابتة تقوم على اساس رفض العمل العسكري في لبنان او منه والمبادرة الى تقديم الدعم الانساني للغزاويين.
في هذا الوقت، كان وزير الدفاع الياس المر استبق مجلس الوزراء باجتماع الى قائد الجيش العماد جان قهوجي والمجلس العسكري في مقره ودار البحث حول الاوضاع الاقليمية والموقف في جنوب لبنان الى جانب العمليات الامنية الناجحة التي نفذها الجيش في منطقة البقاع.
سليمان سيحضر القمة
وكان الرئيس ميشال سليمان اكد على تأييد المساعي المبذولة لعقد قمة عربية طارئة في اسرع وقت، ونقل عنه ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في بيروت عباس زكي انه ابلغ هذا الموقف الى امير قطر لدى الاعلان عن التحضير لعقد قمة عربية.
وسبق للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ان طالب الرئيس سليمان ببذل الجهد والدفع باتجاه عقد قمة عربية لأن هناك من يعمل على تعطيلها.
ويبدو ان هذا الموقف من القمة لم يعلن سابقا بانتظار جلسة مجلس الوزراء التي انعقدت امس.
لا أحد يرغب في توسيع الحرب
وزير الصحة محمد خليفة استبعد سلفا تعيين الاعضاء الخمسة من جانب الحكومة في المجلس الدستوري خلال الجلسة التي عقدها ظهرا مجلس الوزراء.
وردا على سؤال لـ «صوت لبنان»، قال الوزير خليفة: لا احد يرغب في ان تتوسع الاعتداءات على غزة لتطال لبنان، مشيرا الى ان هذا البلد يتعامل مع الامر بجدية، معتبرا ان المطلوب هو ان يقوم لبنان بتحرك مع الدول العربية لوقف الاعتداءات على قطاع غزة كمرحلة اولى، وان يبحث عن ممر لمساعدات لبنانية الى هذا القطاع، كاشفا عن التحضير لاستقبال جرحى فلسطينيين لمعالجتهم في لبنان.
المقاومة المسلحة قرارنا
بيد ان نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم قال في خطاب عاشورائي امس ان غزة ليست مسؤولية فلسطينية فحسب، بل عربية واسلامية ايضا، وان على الكل ان يدعمها بالصوت والمال والاعلام وبالسلاح وبكل قدرة تتوافر، لأنه عندما تنتصر غزة سينتصر المقاومون في العالم، واذا انهزمت غزة، لا سمح الله، فانكسار للجميع.
واكد اننا سنعلن للعالم ان المقاومة هي خيارنا، المقاومة المسلحة هي قرارنا، والمقاومة الثقافية والاعلامية والسياسية والاجتماعية ملحقة بالمقاومة العسكرية، حتى لا يأتي احد ويضع لفظة مقاومة ويفرغها من المحتوى، لا قيمة لمقاومة لا سلاح فيها ومع هؤلاء الاعداء الصهاينة والاميركيين لا يمكن الانتصار الا بالمقاومة المسلحة المدعومة بكل انواع المقاومات، لذا سنتقوى وسنكون الى جانب المقاومين لنكون اعزة نأخذ حقنا بأيدينا ونسترد اراضينا بأيدينا باذن الله تعالى، أليس الصبح بقريب؟
من جهة اخرى، يفتتح الاتحاد البرلماني العربي اعمال مؤتمره الطارئ في مدينة صور عند العاشرة والنصف من صباح يوم غد تلبية لدعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري وذلك لبحث العدوان الاسرائيلي على غزة وسبل دعم صمود الشعب الفلسطيني.
ويلقي الرئيس بري كلمة في جلسة افتتاح المؤتمر الذي كان طالب بانعقاده ايضا رئيس المجلس الوطني السوداني احمد ابراهيم الطاهر والذي يشكل تظاهرة برلمانية عربية غير عادية لمناقشة التطورات الخطيرة الناجمة عن الحرب التي تشنها اسرائيل على غزة وسبل دعم الشعب الفلسطيني.
ويلي جلسة الافتتاح جلسة عمل تخصص لكلمات رؤساء البرلمانات والوفود المشاركة ولمناقشة الخطوات والمقررات التي ينتظر ان تصدر عن المؤتمر.
وعلمت «الأنباء» ان عدد رؤساء البرلمانات الذين سيشاركون هم في حدود خمسة او ستة، واغلبية الوفود سيترأسها نواب رؤساء البرلمانات وان اغلب الدول العربية تجاوبت مع الدعوة، لاسيما دول الخليج كالسعودية وقطر والكويت والتي ستتمثل بوفد كبير.
ومع بدء وصول الوفود المشاركة اعتبارا من مساء امس بوصول الوفد العراقي برئاسة رئيس مجلس النواب بالوكالة الشيخ خالد العطية، على ان تصل الوفود تباعا اعتبارا من اليوم، وقالت مصادر برلمانية مواكبة للحدث ان امين عام اتحاد البرلمانيين العرب وصل امس للمشاركة في التحضير في موازاة ما تقوم به دوائر مجلس النواب على جميع المستويات من اجل انجــاح هذه التظاهرة البرلمانية العربية.