بيروت عمر حبنجر
حضر الوضع في غزة على طاولة مجلس الوزراء اللبناني الذي عقد مساء امس الى جانب مناقشة مشروع الموازنة العامة.
رئيس الحكومة فؤاد السنيورة تابع المساعي المبذولة لوقف اطلاق النار من خلال اتصالات مع قيادات عربية وسط تراجع نسبة التفاؤل بحل قريب نتيجة تداخل العناصر الدولية والاقليمية وارتفاع حمى المنافسات الانتخابية في اسرائيل مما يوجب على قيادات الليكود والعمل وكاديما تحقيق انتصارات في الميدان يمكن توظيفها انتخابيا.
وشملت اتصالات السنيورة رئيس وزراء قطر وسفير فلسطين في لبنان وممثل حركة حماس في بيروت ووزير خارجية بريطانيا.
النائب بطرس حرب بعد لقائه الرئيس السنيورة اكد على ضرورة مضاعفة السعي باتجاه التضامن العربي توصلا لوقف العدوان على الشعب الفلسطيني.
وعلى صعيد الموقف مما يجري في غزة، قال رئيس مجلس النواب نبيه بري ان معركة غزة ستترك بصماتها كما حرب يوليو في لبنان على صورة الوضع في المنطقة.
وقال بري لـ «السفير»: ان صمود المقاومة في غزة سيرسم معادلة جديدة في المنطقة.
كما اكد بري «أن لبنان معني مباشرة بما يجري في غزة من جراء الحرب التي تشنها إسرائيل عليها، وانه معني على الصعيد القومي وعلى الصعيد الديني، فالقدس جزء من مسؤوليتنا، وسواء كنا مسلمين او مسيحيين، نحن معنيون بالقدس».
وقال خلال استقباله ظهر امس بعين التينة أعضاء السلك القنصلي في لبنان برئاسه عميده جوزف حبيس وفي حضور عضو كتلة «التحرير والتنمية» النائب علي بزي «إن الأطماع الإسرائيلية لا تقتصر على فلسطين، وهي تطول لبنان ومياهه، وإن إسرائيل استفادت من فرصة نادرة سنحت لها بالانقضاض على غزة، وهي استفادت من انقسام فلسطيني وانقسام عربي والتناقض في المواقف السياسية بين المعلن والمضمر، بين ما يصرح به في الخارج وما يدور ضمن الغرف».
وأضاف مخاطبا السلك القنصلي «عليكم مهمة أساسية، فما يحصل في المنطقة ليس بعيدا عنا، لبنان معني مباشرة على صعيد قومي وديني، فالقدس جزء من مسؤوليتنا، وكذلك علينا التحرك في كل إطار إلا إذا كانت القدس لا تعنينا والتوطين لا يعنينا، وتأكدوا انه عندما تسقط بندقية المقاومة والممانعة فإن التوطين عندئذ يصبح أمرا واقعا، إذ كيف يعقل ان ترفض وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس لقاء بعض الوزراء العرب والأمين العام لجامعة الدول العربية كما قيل، فيما يلتقيها الباقون؟».
وزار بـــــري الاميـن العــــام لـ «الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين» نايف حواتمة على رأس وفد من الجبهة، في حضور رئيس المكتب السياسي لحركة «امل» جميل حايك والنواب علي حسن خليل وعلي بزي وعلي خريس، وعضو المكتب السياسي للحركة محمد جباوي.
وأشاد حواتمة بـ «مواقف بري الوطنية والقومية، ودوره الرائد في المقاومة»، وقدم له «وسام الانتفاضة والمقاومة» قائلا له «أنت رئيس المقاومة ورئيس الحنكة السياسية، وإنني أقدم لك وسام الانتفاضة والمقاومة، فأنت ابن المقاومة وشيخها».
وفي موضوع الحوار الوطني المفترض استئنافه في 22 الجاري، فقد قرر الرئيس سليمان تأجيل هذا الموعد الى 26 من الشهر نفسه بسبب انشغاله في قمة الكويت.
وستكون هناك جلسة اخرى للحوار مرجحة في مارس المقبل ربما تكون الاخيرة قبل الانتخابات النيابية التي حدد موعدها في السابع من يونيو.
في غضون ذلك، تابع القضاء العسكري التحقيق مع مواطنين لبنانيين اعتقلا اثناء محاولتهما الدخول بشاحنة نفايات الى مقر الكتيبة الايطالية في تبنين وبداخل الشحنة قطعة صغيرة من مواد متفجرة.
وكانت الكتيبة الايطالية احبطت محاولة لادخال المادة المتفجرة الى مقرها في تبنين اول من امس داخل شحنة لنقل النفايات.
ومع ان الكمية لا تزيد على 20 غراما من المواد الشديدة الانفجار، الا انه يخشى ان يكون ثمة تكرار وبالتالي تراكم لمثل هذه المواد داخل مقر الكتيبة الايطالية التي اليها ينتمي قائد القوات الدولية الجنرال غراسيانو.
واعتقل سائق الشاحنة ومعه شخص آخر، وقد سلم الموقوفين الى مخابرات الجيش اللبناني.