بيروت ـ عمر حبنجر
تجدد امس اطلاق الرسائل الصاروخية التحذيرية من جنوب لبنان باتجاه المستوطنات الاسرائيلية في الجليل الاعلى، وقد سقطت اربعة منها في شمالي كريات شمونة في منطقة غير مأهولة، ولم تخلف اضرارا تذكر، وبادر الاسرائيليون الى الرد بقذائف الهاون التي سقطت خمس منها في وادي الميري والهبارية، حيث يعتقد هؤلاء انها انطلقت من هناك، ثم سقطت اربع قذائف اسرائيلية في وقت لاحق.
وسبق للجيش اللبناني ان عطل حزمة من الصواريخ كانت معدة للاطلاق في محيط الناقورة، في حين نجح «المجهولون المعلومون» باطلاق صواريخ من وادي الظهيرة باتجاه نهاريا، وقد رد الاسرائيليون توا بأربع قذائف مدفعية.
عمل مؤذ للمصلحة الوطنية
هذا القصف المتجدد والمجهول المصدر والهوية اثار الاهتمام في لبنان الى جانب المخاوف، واعتبر وزير الاعلام طارق متري العمل المتمثل باطلاق صواريخ من جنوب لبنان يخالف لا بل يؤذي المصلحة الوطنية والاجماع اللبناني على رفض جر لبنان باعطاء ذريعة لاسرائيل لكي تؤذي مصلحة لبنان الوطنية، كما انه لا يخدم مصلحة الفلسطينيين ولا اي مصلحة عربية. متري الذي كان يتحدث بعد لقائه الرئيس فؤاد السنيورة اضاف: ان الاجتماع اللبناني لاقى تأييدا فلسطينيا واسعا وتأييدا عربيا، والذي قام باطلاق الصواريخ، انما يستهدف هذا الاجماع اللبناني بكل القوى السياسية المتمثلة في الحكومة، كما يستهدف هذا التأييد الفلسطيني والعربي للاجماع اللبناني.
واضاف ردا على سؤال ان الجيش والقوات الدولية يسيران الدوريات في المنطقة، وجرى الاتصال بالقيادتين لتعزيز العمل في المناطق الحدودية، والتحقيق مستمر لمعرفة هوية الذين اطلقوا الصواريخ صباح امس.
واشار الى ان هناك من ينقل الصواريخ من منطقة الى اخرى في الجنوب، لكن تمسك اللبنانيين بموقفهم ويقظة الجيش والقوات الدولية من شأنهما ان يحولا دون تكرار ما حصل.
تحذير من التدهور في الجنوب
وانطلاقا من عملية الصواريخ التي استجدت صباح امس، حذر مايكل ويليامز ممثل الامين العام للامم المتحدة في لبنان من تدهور الاوضاع في الجنوب، وقال بعد زيارته رئيس كتلة التغيير والاصلاح العماد ميشال عون انه اتصل بقائد القوات الدولية الجنرال كلاوديو غراتسيانو واستطلع منه الوضع وابلغه مطالبته كل الافرقاء بضبط هذا الوضع والالتزام بالقرار 1701، مستغربا حصول تبادل للنار مرتين في اسبوع واحد عبر الخط الازرق.
وعلقت الناطقة باسم اليونيفيل ياسمينا بوزيان في بيان لها على عملية اطلاق الصواريخ، وقالت ان قائد القوات كلاوديو غرانتسيانو اتصل بقائد الجيش اللبناني وبالجيش الاسرائيلي، وهو يحث على التزام اقصى درجات ضبط النفس، وهو يعمل مع الطرفين من اجل الحفاظ على وقف الاعمال العدائية.
ميقاتي يأسف
رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي اسف لحادث اطلاق الصواريخ مجددا، وامل ان يبقى في الاطار الفردي، داعيا الجميع الى ان يعوا خطورة هذه الاعمال، مؤكدا على ضرورة وضع حد لها، لأننا لا نريد ان يجر لبنان الى اي معارك جديدة.
ورد ميقاتي على كلام العماد ميشال عون انتقاده الكتلة الوسطية التي ينوي رئيس الجمهورية القيام بها، فرأى ان الوسطية هي الرد الطبيعي على التطرف والمتطرفين.
النائب عمار الحوري وردا على سؤال حول مدى قدرة القرار 1701 على الصمود امام التصعيد المتقطع في جنوب لبنان، قال ان هذا القرار محصن بالاجماع اللبناني وبالشرعية اللبنانية والعربية والدولية، وبالتالي أستبعد تماما ان يتمكن اي فريق من خرق هذا القرار.
واضاف النائب الحوري: نحن نتعاطى مع منطقة متفجرة وملتهبة، وربما ليس الجميع يضعون مصلحة لبنان في اولوياتهم، لذلك علينا ان نكون حذرين ومتنبهين. واعتبر النائب بطرس حرب في تصريح اذاعي صباح امس ان الخلاف على كيفية مواجهة الحالة في غزة هو دلالة على ضعف وتفكك يخدم اسرائيل. وشدد النائب حرب على ان الاهمية تكمن في الوصول الى توجه ما لمعالجة الازمة. وقال حرب: ليس المهم ان يجتمع العرب، المهم ان يجتمعوا وفي ذهنهم توجه ما يمكن ان يتفقوا عليه، ان يتفق وزراء الخارجية على ما يمكن ان تخرج به القمة، لأنه في الظروف الحالية، اذا كان في الافق اجتماع هذه الدول كي تختلف فأنا من دعاة ان يبقى لبنان ملتزما بما يتفق عليه العرب حول مساعدة الفلسطينيين والا يدخل في صراعات المحاور العربية.
ودعا الى ان يتجلى التضامن العربي في هذه القمة العربية.
بيان قيادة الجيش
قيادة الجيش اللبناني اعلنت عبر بيان لمديرية التوجيه انه صباح اليوم (امس) اقدمت جهة مجهولة في منطقة العرقوب على اطلاق صواريخ عدة باتجاه الاراضي الفلسطينية المحتلة، بعدها قام العدو الاسرائيلي باطلاق قذائف مدفعية وعلى دفعتين، باتجاه المنطقة المذكورة من دون وقوع اصابات.
وعلى اثر ذلك، عزز الجيش تدابيره الدفاعية وقام بالتعاون مع قوات الامم المتحدة المؤقتة في لبنان بتسيير الدوريات للتأكد من سلامة المواطنين وطمأنتهم.
كما بوشر التحقيق اللازم لتحديد هوية الفاعلين وملاحقتهم. واضاف البيان ان قيادة الجيش اذ تؤكد التزامها الدقيق بتنفيذ موجبات القرار 1701 وعدم السماح لأي كان بالعبث بمسيرة الامن والاستقرار واستخدام الجنوب كمنصة لتوجيه الرسائل والمواقف العبثية التي لا تخدم الا العدو الاسرائيلي، تشير في الوقت عينه الى خرق العدو للقرار 1701 والتعدي على لبنان قبل جلاء ملابسات الحادث ومن دون افساح المجال امام القوات الدولية للقيام بالمهمات المنوطة بها بموجب القرار المذكور.