بيروت ـ محمد حرفوش
الاعتقاد السائد في بيروت ان الترجمات المرتقبة لنتائج قمة الكويت ستنعكس ايجابا على اوضاع المنطقة وخاصة في لبنان، الى جانب ارتدادات توافقية على باقي الملفات الشائكة.
وهذا الاعتقاد ترافق مع ارتياح لبناني عام وإشادات بأجواء ونتائج القمة التي تحولت الى قمة المصالحات وحققت اختراقا غير مسبوق في العلاقات العربية.
وقد اكد عضو المجلس السياسي في حزب الله غالب ابوزينب تأييد الحزب للمصالحات العربية ـ العربية ودعمه كل جهد ومسعى لتوحيد الصف العربي بهدف القضاء على الشرذمة والخلافات العربية بعد ان طالت تلك الشرذمة الامة العربية كافة وفي العمق، الموقف العربي دوليا، انما الى اسراع العدو الاسرائيلي وكل اعداء العرب الى استغلالها لمصلحة عدوانه على غزة.
ولفت ابوزينب في تصريح لـ «الأنباء» الى ان المصالحات العربية ـ العربية لن تكون على قاعدة «تبويس اللحى»، كما جرت عليه العادة في غالبية اللقاءات العربية السابقة، انما ستأخذ مجراها العملي ومنحاها الجدي، لاعتباره ان الواقع الجديد المتجسد في هزيمة العدو الاسرائيلي امام المقاومة في غزة يفرض على القادة العرب التعاطي مع المرحلة الراهنة والمستجدة بايجابية متميزة.
وعن انعكاس الاجواء العربية الايجابية على الداخل اللبناني، افاد ابوزينب بأن لبنان جزء اساسي من العالم العربي ومعني مباشرة بالمصالحات القائمة، الأمر الذي يتوقع انعكاسه ايجابا على الساحة اللبنانية وعلى الواقع اللبناني برمته، علما ان هناك بعض الفئات المتضررة مما حققته المقاومة في غزة والذي أشعرهم بموقعهم الخطأ، حيث لجأوا الى محاولة إقحام حزب الله في أمور لا تمت الى الواقع بصلة، مشيرا الى ان هؤلاء مهما حاولوا النيل من حزب الله والمقاومة فلن يصلوا يوما الى ما يتمنونه وخاصة الإيقاع بين الحزب والرئاسة اللبنانية، مؤكدا انه بالرغم مما سبق فسيحصد لبنان ايجابية المصالحات العربية.
من جهته، قال رئيس الحكومة الاسبق نجيب ميقاتي بعد لقائه رئيس المجلس النيابي نبيه بري «وجدت لدى دولته الارتياح لتحقيق المعادلة التي طالما نادى بها وهي «س ـ س» اي التقارب السعودي ـ السوري الذي حصل امس الاول في قمة الكويت، الذي كان وحيا نزل على القمة لمصلحة العرب، فكانت المبادرة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والتي نأمل ان تتابع بجدية وموضوعية وعقلانية لكي يفضي ذلك الى حصول وفاق عربي ينعكس على الواقعين الفلسطيني والعراقي وبالطبع على الواقع اللبناني، نحن في لبنان ننشد الوفاق والتفاهم العربي كونه يترك دائما انعكاسا على الساحة اللبنانية».
ورأى ميقاتي انه «من دون شك ان هذه المصالحة ستترك ارتياحا في لبنان، لأن التشنجات والخلافات العربية تكون لها دائما انعكاسات وضغوطات سلبية سياسيا واقتصاديا، نأمل في هذه الظروف ان تكون آثار هذه المصالحة ايجابية، ما يخولنا الدخول في مرحلة الانتخابات النيابية في ظروف سياسية وامنية مريحة لتكون العملية الانتخابية بابا اساسيا لولوج الاصلاحات المطلوبة للدولة اللبنانية ديموقراطيا».
الخط الوسط
ورأى النائب مروان حمادة ان هناك من يتمنى ان تكون مصالحة الكويت «تبويس لحى»، لافتا الى ان البعض قد يترك هامش مناورة للتهرب من المصالحة لأسباب إيرانية المصدر.
حمادة، وفي حديث امس، قرأ وجود رابحين من المصالحة هما: التضامن العربي والشعب الفلسطيني، وخاسرين هما: اسرائيل وايران الغائب الاول عن المصالحة.
ووصف حمادة خطاب الرئيس ميشال سليمان في الدوحة بـ «الممتاز».
وخلص حمادة الى القول ان الانعكاس الاول هو ان الخط الوسطي واستطرادا ربما القوة الوسطية التي شكلها الرئيس سليمان ستلقى دعما واستحسانا في نفوس اللبنانيين وضمائرهم.
وزير الدولة جان اوغاسابيان اشاد بالمبادرة التاريخية لخادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في قمة الكويت ورأى ان لبنان الذي رفض ان يكون في محور عربي او اقليمي هو المستفيد الأول من المصالحات التي شهدتها الكويت، متوقعا ان تنعكس هذه المصالحات ايجابا على الوضع اللبناني الداخلي.
من جهة اخرى، نقلت «السفير» عن النائب جنبلاط تأكيده انه ليس قلقا من المصالحة التي تمت بين مصر والسعودية وسورية، وانه لا يتوقع انعكاسا سلبيا لها على قوى 14 آذار، معربا عن اطمئنانه الى مسار المحكمة الدولية التي اصبح لها مسار دولي خارج كل ما يجري وانه لا يمكن للسعودية ان تفرط فيها.
تخفيف التشنج
من جهته، امل عضو كتلة المستقبل النائب عاطف مجدلاني في حديث امس ان تنعكس نتائج قمة الكويت على الوضع اللبناني، وتسهم في تخفيف التشنج الذي ساد في الايام الاخيرة، نتيجة الهجوم على موقع رئاسة الجمهورية، واثنى مجدلاني على الخطاب المهم الذي ألقاه خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والذي اعاد القرار الى العرب في وقت كانت المؤامرة تحاك من اجل وضع هذا القرار في يد الفارسي والتركي، لأن الملك السعودي انطلق في دعوته الى نبذ الخلافات العربية، من ان توحيد الصف العربي ضرورة للوصول الى الحق العربي، وتفعيل المبادرة العربية للسلام. واستنكر مجدلاني اسلوب التعاطي مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان، على خلفية مشاركته في تشاورية الدوحة، معتبرا انه ينم عن استمرار سياسة فرض الرأي، وتخوين الآخر، ما يتطلب من الفريق الآخر ضرورة اعادة النظر بممارسته السياسية، والعودة للديموقراطية واحترام الرأي الآخر. وشدد على ان ما حصل لا يجوز فالرئيس سليمان رئيس توافقي، ويعبر بكل امانة عن تطلعات كل اللبنانيين، بما يتلاءم مع الدستور اللبناني وميثاق الجامعة العربية، فلبنان لا يستطيع الدخول في لعبة المحاور التي تؤدي الى خسارته وتقسيمه واضعاف موقفه. ورأى مجدلاني ان موضوع الاستراتيجية الدفاعية مطروح اكثر من اي وقت مضى، ومن الواضح ان الاستراتيجية كما طرحها البعض ستؤدي الى تدمير لبنان، الا ان الاستراتيجية المثلى تكون بالاعتماد على مؤسسات الدولة، وان يكون قرار الحرب والسلم بيد الدولة.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )