واصل الجيش الاسرائيلي سحب قواته من قطاع غزة امس لكنه لم يحدد موعدا معينا لاستكمال انسحابه.
وقالت افيتال ليبوفيتش الناطقة باسم الجيش الاسرائيلي ردا على سؤال عن امكانية انسحاب كامل للجيش الاسرائيلي من غزة قبل ان يقسم امس الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما اليمين الدستورية: «حاليا لا احد في اسرائيل يتحدث عن انسحاب كامل للقوات». ويرى محللون سياسيون ان اسرائيل تحاول تجنب أي توتر مع الرئيس الأميركي الجديد.
كما نقلت وكالة فرانس برس عن مسؤول كبير في وزارة الدفاع الاسرائيلي قوله ان الانسحاب من غزة «مرتبط بالواقع على الارض».
واضاف المسؤول الذي رفض الكشف عن اسمه: «نخفض تدريجيا عدد قواتنا في غزة لكننا نبقي وحداتنا في حالة تأهب في خارج القطاع لنتمكن من مواجهة اي احتمال بسرعة». واضاف ان «سلاح الجو يواصل مراقبة كل قطاع غزة. نأمل ان تحافظ حماس على الهدوء بعد حجم الاضرار التي تتحمل مسؤوليتها بسبب سلوكها».
وتسود في غزة حاليا هدنة هشة عقب اعلان اسرائيل وحماس كل منهما على حدة وقفا لاطلاق النار من جانب واحد. وخرق هذه الهدنة امس قصف وتوغل اسرائيليان محدودان وسط قطاع غزة لم يسفرا عن إصابات بحسب مصادر فلسطينية. كما اعلن انذار خاطىء في اسرائيل عن اطلاق قذيفتي هاون على جنوب اسرائيل.
في غضون ذلك واصلت فرق الدفاع المدني والإسعاف الجهود لانتشال جثث القتلى من تحت الانقاض التي خلفها العدوان الاسرائيلي على غزة.
وبدأت الحياة تعود إلى شوارع غزة بقوة حيث انتشر المئات من أفراد الشرطة التابعة للحكومة المقالة بزيهم الرسمي وأسلحتهم، فيما فتحت المحلات التجارية أبوابها وخرج المواطنون لزيارة ذويهم في مختلف مناطق القطاع.
استخدام الفوسفور
ومع انتهاء 22 يوما من العدوان على غزة اعترف الجيش الإسرائيلي باستخدام قذائف فوسفورية في حربه.
وأفادت صحيفة معاريف الاسرائيلية امس بأن الجيش اعترف بإطلاق قذائف مدفعية اشتملت على قطع قماش مشبعة بالفوسفور بادعاء «إنشاء ستار دخاني» وكانت هذه القذائف تلك التي كانت تفجر قبل وصولها إلى الأرض وتشكل هيئة تشبه قنديل البحر.
وبحسب الصحيفة فإن الجيش الإسرائيلي ادعى أنه استخدم هذا النوع من القذائف في مناطق مفتوحة في القطاع علما أن المشاهد التي تم نقلها عبر شاشات التلفاز طوال أيام الحرب أظهرت إطلاق هذه القذائف في قلب المناطق المأهولة بالسكان وأنه تم استخدامها بصورة مكثفة للغاية.
أدلة ضد أسرائيل
لكن معاريف نقلت عن منظمات حقوقية دولية تأكيدها على أن الحديث لا يدور عن هذه القذائف وإنما عن نوع آخر كانت تسقط على الأرض في قطاع غزة وتنشر مادة الفوسفور الحارقة في كل مكان.
وكانت المنظمات الحقوقية الدولية قدمت شكاوى واحتجاجات متكررة منذ بداية الحرب حول استخدام الجيش الإسرائيلي القنابل الفوسفورية في مناطق مأهولة في جميع أنحاء القطاع.
وأعلنت منظمة العفو الدولية (أمنستي إنترناشونال) أمس الاول أن بحوزتها أدلة صلبة حول استخدام إسرائيل القنابل الفوسفورية في القطاع.
وأكدت المنظمة الدولية أن بعثة من قبلها زارت قطاع غزة ووجدت «أدلة لا تقبل الشك على استخدام كبير من جانب إسرائيل لقنابل فوسفورية تم إطلاقها باتجاه مناطق ذات كثافة سكانية عالية في مدينة غزة وشمال القطاع». كذلك اتهمت منظمة الصليب الأحمر الدولي إسرائيل باستخدام القنابل الفوسفورية طوال فترة الحرب.
مون في غزة
وقال امين عام الأمم المتحدة بان كي مون الذي هاله ما رآه من مشاهد الدمار في غزة بقوله: إنها مشاهد ينفطر لها القلب. واتهم مون الذي زار غزة امس اسرائيل باستخدام القوة المفرطة في حربها على القطاع.
وقال من امام مبنى الأمم المتحدة الذي لايزال يتصاعد منه الدخان بعد أن قصفته القوات الاسرائيلية اثناء الحرب على غزة «هذا هجوم مشين وغير مقبول على الأمم المتحدة». واضاف: يجب إجراء تحقيق كامل وتقديم تفسير تام لضمان عدم تكرار هذا العمل مطلقا. ويجب إجراء محاسبة عبر نظام قضائي ملائم.
وقبيل وصول مون إلى غزة امس لمعاينة حجم الدمار الهائل الذي خلفه القصف الاسرائيلي أعلنت الأمم المتحدة أن إعادة إعمار القطاع تحتاج إلى مليارات الدولارات.
ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) عن المنظمة الدولية قولها إن عشرات الآلاف من الفلسطينيين تشردوا وفقدوا منازلهم جراء الهجمات الإسرائيلية على غزة، مشيرة إلى أن نحو 400 ألف آخرين لا يوجد لديهم مياه جارية.
بدوره يتوجه المفوض الاوروبي للشؤون الانسانية لوي ميشال الاحد والاثنين المقبلين الى قطاع غزة وجنوب اسرائيل لتقييم الحاجات الانسانية للسكان.
واعلن ميشال في بيان ان «تقديم المساعدة الانسانية لمن هم بحاجة اليها يبقى اولوية الاولويات. سوف تمكنني مهمتي الانسانية من معاينة مآسي السكان المدنيين في غزة وفي جنوب اسرائيل».
واضاف «يجب ان تعطى الاولوية لاتخاذ اجراءات سريعة لوصول وتسليم المساعدات الانسانية».
منظمة الصحة
من جانبها حذرت منظمة الصحة العالمية من ظهور امراض معدية في غزة جراء الهجوم الاسرائيلي والقصف الكثيف. وقالت المديرة العامة للمنظمة مارغريت شان «نلاحظ في الوقت الراهن وببالغ الحزن ان الظروف مواتية تماما لظهور امراض» وذلك لدى افتتاح الاجتماع السنوي للمجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية في جنيڤ.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )