بيروت ـ عمر حبنجر
الحركة السياسية في بيروت استمرت على تأثرها بقمة الكويت العربية، وبين المؤثرات ما هو مباشر والذي استتبع تصريحات ومواقف علنية تشيد بالقمة ومقرراتها، وخصوصا منها عدم تبني القادة العرب المتصالحين لمقررات اجتماع الدوحة، الذي تميز بالحضور الايراني الرسمي، وما هو غير مباشر، ويتمثل في اللقاء السياسي الذي انعقد في دارة الوزير طلال ارسلان (خلدة) مساء امس بين رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي الاكثري وليد جنبلاط ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد، والذي عكس سرعة تأثر المناخات اللبنانية بالاجواء العربية والاقليمية، التي دخلت مع وصول الرئيس الاميركي باراك اوباما الى البيت الابيض فعلا سياسيا عالميا جديدا.
وعلى هذا فإن المتوقع مع انتهاء القمة العربية وعودة الرئيس ميشال سليمان الى بيروت امس، واكمال اسرائيل الانسحاب من غزة، ان تزدحم الملفات اللبنانية الداخلية على ابواب الحلول، ولاسيما ملف الانتخابات النيابية.
وفي هذا الاطار الداخلي عقد امس اجتماع ثنائي بين رئيس اللقاء النيابي وليد جنبلاط ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد في دارة الوزير طلال ارسلان في خلدة، والذي يلعب دور صلة الوصل بين جنبلاط وحزب الله.
جنبلاط: كل لبنان مقاومة
وقال جنبلاط عقب اللقاء ان «كل لبنان وجبل كمال جنبلاط كان وسيبقى مقاوما»، مشيرا إلى أن الأوضاع الأمنية في الجبل «ممتازة على الأرض وإذن لابد من متابعة الوضع فرئيس الحزب الديموقراطي اللبناني طلال ارسلان مفوض لذلك».
وأوضخ أن اللقاء كان لمتابعة الأوضاع في الجبل «وأكدنا على حق الاختلاف السياسي»، مشيرا إلى أن «هنالك مواضيع أخرى مطروحة على طاولة الحوار لم نتطرق إليها اليوم».
كما تطرق إلى موضوع الرئاسة الأميركية، معتبرا «أننا شاهدنا حلما يتحقق ونتمنى لو يتحقق هذا الحلم أيضا في لبنان».
رعد: لقاء نصرالله ـ جنبلاط ممكن
بدوره قال رعد ان «اجتماعنا مع رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط جاء لاستكمال ما بدأنا به»، مشيرا إلى «أننا تطرقنا إلى بعض المقاربات السياسية المتنقلة محليا وإقليميا وفي ضوء المراجعات الذاتية التي بدأناها بعد مايو 2008 واتفاق الدوحة».
وردا على سؤال حول إمكانية اللقاء بين جنبلاط والسيد حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله أوضح أن «النقاش وتبادل الرؤية السياسية عندما يصلان إلى المستوى الإستراتيجي، قد يصبح كل شيء ممكنا».
وشكر رعد من خلدة رئيس الحزب «الديموقراطي اللبناني» طلال ارسلان على مواكبته لهذه اللقاءات «التي تصب في مصلحة التهدئة والتي نشدد على انها ستستمر وتتواصل لأن مصلحة لبنان تقتضي ذلك ونشكره على استمراره في التفويض الذي أوكل إليه من قبل الفريقين».
من جهته، وزير الرياضة والشباب طلال ارسلان الذي انعقد اللقاء بين جنبلاط ورعد في دارته وبتحضير منه، قال ان هذا اللقاء هو اكمال لما بدأ في مايو 2008، من خلال اللجان الامنية او الطلابية، معتبرا انه بعد انجاز الشق الميداني بات لابد من التحصين السياسي.
وبالعودة الى مقررات القمة العربية، فقد تمنى النائب محمد الحجار لو عكس البيان الختامي لقمة الكويت العربية وحدة اقوى في الموقف العربي. لكن الحجار لاحظ ان القمة لم تتبن ما كان طالب به لقاء الدوحة، بالنسبة الى مبادرة السلام العربية التي لاتزال قائمة، وتمثل المشروع العربي وراى ان المعركة مستمرة بين من يريد ابقاء الصف العربي فوق الجميع، ومن يريد اتاحة المجال امام فريق آخر فوق العرب. وامل النائب الحجار وهو عضو في تيار المستقبل ضبط الاجواء الداخلية العربية.
سعيد لدعم مبادرة السلام
بدوره منسق الامانة العامة لقوى 14 اذار د.فارس سعيد، اعتبر ان قمة الكويت اتت لتؤكد على وجهة نظر النظام العربي الرسمي الذي يتبنى المبادرة العربية للسلام، رغم المشككين فيها او الداعمين الى الممانعة واستمرار المقاومة على نحو او آخر. وقال سعيد في حديث اذاعي ان الاستراتيجية الدفاعية الوحيدة للبنان تتمثل في احترام قرارات الشرعية الدولية لاسيما القرار 1701، وحصرية السلاح بيد الشرعية اللبنانية.
بدوره النائب عمار حوري (المستقبل) اعتبر ان العنوان العريض للمصالحة العربية التي تمت في قمة الكويت مرحب به من جميع اللبنانيين لافتا في تصريح له امس الى ان المصالحات العربية تنعكس ايجابيا على الصعيد اللبناني، وعلينا كلبنانيين ان نعرف كيف نستفيد منها، متوقعا ان تعود الاكثرية في الانتخابات المقبلة اكثرية ما هي عليه اليوم.
إرجاء جلسة الحوار
في غضون ذلك افاد مصدر رسمي امس ان جلسة الحوار بين الاطراف اللبنانيين التي يديرها رئيس الجهورية ميشال سليمان ارجئت من اليوم الى الاثنين المقبل «لاسباب تقنية» تتعلق بانشغالات المسؤولين.
وقال المصدر «ارجئت الجلسة الى 26 يناير لاسباب تقنية ناجمة عن الانشغال بالقمة العربية التي انعقدت الاثنين في الكويت وجلسة مجلس الوزراء الاسبوعية» التي تعقد عادة الخميس. وفي بيان صادر عن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية امس، طمأن سليمان الى ان الحوار بألف خير ويجب عدم الاستعجال، مشيرا الى ان الاستراتيجية الوطنية تأخذ وقتا.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )