انتخب الإسلامي المعتدل وزعيم المعارضة شيخ شريف شيخ أحمد رئيسا للصومال في وقت مبكر من يوم امس خلال جلسة برلمانية استغرقت طوال الليل قبل الماضي في جيبوتي المجاورة.
وحصل شريف على 293 صوتا من بين إجمالي 420 صوتا مقارنة بالمرشح مصلح بن محمد سياد بري الذي حصل على 126 صوتا.
وانسحب رئيس الوزراء نور حسن حسين، الذي كان واحدا من الذين كان يرجح فوزهم في وقت سابق، بعد حصوله على 59 صوتا فقط في الجولة الأولى.
وجرت عملية الانتخاب في جلسة ماراثونية للبرلمان في جيبوتي المجاورة استغرقت طوال ليل اول من امس، في حين تسيطر جماعة الشباب المتمردة وهي فرع مسلح منبثق عن اتحاد المحاكم الإسلامية على جزء كبير من الصومال من بينها مقر البرلمان في بيدوا.
وبعد اداء اليمين في فندق بجيبوتي صباحا توجه الرئيس الجديد الى اثيوبيا البلد الذي طارده حتى فر من الصومال لحضور اجتماع قمة للاتحاد الافريقي، وسيعود بعد ذلك الى الصومال في محاولة لتشكيل حكومة وحدة وطنية.
ويأتي انتخاب الرئيس الجديد للصومال بعد استقالة الرئيس عبدالله يوسف أحمد ـ أمير الحرب السابق ـ في ديسمبر الماضي عندما أحبط البرلمان محاولته طرد رئيس الوزراء حسين، وفشل في تحقيق السلام في الصومال خلال 4 سنوات من توليه رئاسة البلاد.
وتأمل الأمم المتحدة في أن يساعد قيام حكومة وحدة وطنية في وضع حد لحالة الفوضى التي تعاني منها الصومال منذ الإطاحة بالدكتاتور محمد سياد بري عام 1991.
ومع ذلك، فإن الحكومة الجديدة والرئيس سيواجهان تحديا كبيرا في حكم الصومال.
وقال الرئيس احمد للبرلمان ان «الصراع في الصومال سيحل، اننا نحث اشقاءنا في الصراع المسلح على الانضمام لنا في صنع السلام».
وقالت جماعة الشباب المدرجة على القائمة الأميركية للجماعات الارهابية الاجنبية قبيل الانتخابات انها ستبدأ حملة جديدة من هجمات الكر والفر ضد الحكومة مهما يكن من وصل الى الرئاسة.
وقال الرئيس احمد ان هؤلاء الذين يقاتلون لفرض التطبيق المتشدد للشريعة الاسلامية في كل انحاء الصومال قد اساءوا تفسير الدين وانه سيحاول تصحيح ذلك.
واضاف ان حكومته لن تتساهل ازاء اي انتهاك للسلطة او الفساد ومعاملة الدول المجاورة باحترام.
ورحب احمد ولد عبدالله مبعوث الامم المتحدة للصومال بانتخاب شريف احمد ودعا الى التحلي بروح المصالحة.
وقد هنأت الجامعة العربية الصومال على اختيار رئيسه الجديد، وقالت ان الانتخابات التي جرت تحت مراقبتها الى جانب الامم التحدة كانت «نزيهة وشفافة».
ويشكك صوماليون كثيرون في ان تؤدي عملية جيبوتي الى احلال السلام في نهاية الامر قائلين انه مهما يكن من سيتولى الرئاسة فانه سيواجه تهديدا كبيرا من قبل المتشددين وان انتخابات تجري في الخارج ستفتقر الى الشرعية.
يذكر أن شريف يترأس الفرع المعتدل من حركة التحالف لإعادة تحرير الصومال ورئيس اتحاد المحاكم الإسلامية الذي سيطر على مقديشو لستة أشهر في عام 2006.