بعد معلومات متضاربة حسم الرئيس الايراني الاسبق الاصلاحي محمد خاتمي امره امس واعلن ترشيحه للانتخابات الرئاسية المقررة في يونيو، واضاف خاتمي خلال اجتماع لجماعة سياسية للاصلاح «اعلن انني سأشارك بجدية كمرشح في الانتخابات».
في غضون ذلك تحتفل ايران غدا بمرور ثلاثين عاما على ثورتها الإسلامية مشددة على ولائها لمثل العدالة والحرية التي تشكل دعامتها.
وككل سنة ستتوجه حشود من أهل طهران سيرا على الأقدام الى ساحة ازادي (الحرية) في اجواء احتفالية يختلط فيها موظفو الدولة وعمال المصانع مع أعضاء الميليشيا الإسلامية الباسيج والمواطنين العاديين.
وقد تأكدت مشاركة الرئيس المحافظ محمود احمدي نجاد لكن مشاركة المرشد الأعلى علي خامنئي لم تتأكد بعد.
وقال نجاد امس الأول «ككل سنة ستخرج الأمة الإيرانية بشكل حاشد وسيفهم العدو بذلك انه فشل».
وقد زينت العاصمة بالأعلام الإيرانية منذ بداية الاحتفالات بذكرى عودة الخميني مؤسس الجمهورية الإسلامية من المنفى في الأول من فبراير 1979.
وذكرى العاشر من فبراير تحيي الانتفاضة العامة وانتصار الثورة الذي تكرس في ذلك اليوم باعلان حيادية الجيش.
وبالنسبة للتلفزيون الإيراني الذي يبث هذه الصور يوميا على خلفية أناشيد ثورية، يلخص التاريخ بالثورة الشعبية التي تلت وصول الخميني ليبدأ عهد جديد.
لكنه اغفل فترة الاضطرابات التي ترافقت مع سقوط آلاف الضحايا خلال اكثر من سنتين.
وقد اختفى المركب الليبرالي والقومي والعلماني للثوريين، الذي تفكك وتعرض لمحاربة رجال الدين. كما تم القضاء على الحركة الماركسية لمجاهدي خلق التي انتقلت الى المعارضة المسلحة.
وفي الأول من ابريل 1979 أعلنت الجمهورية الاسلامية واعتمد دستورها في استفتاء في 12 ديسمبر من العام نفسه ليكرس سلطة الخميني المرشد الأعلى الذي يمارس مبدأ ولاية الفقيه.
وعند اطلاقه احتفالات الذكرى في 31 يناير الماضي اكد الرئيس احمدي نجاد ان «الثورة لاتزال بعد ثلاثين عاما حية وراسخة».
ويؤكد احمدي نجاد الذي انتخب في 2005 على اساس برنامج قائم على العدالة الاجتماعية، انه يدافع عن «المحرومين» بالرغم من سياسة تضخمية هم اول ضحاياها.
كما استعاد ايضا رسالة الإمام الخميني موضحا انه «بالرغم من ان هذه الثورة حصلت في ايران لكنها لا تتوقف عند الحدود الايرانية».
وتطرح الجمهورية الإسلامية نفسها اليوم كزعيمة لتيار مناهضة الامبريالية والنظام الجائر الذي تفرضه في نظرها القوى العظمى على العالم داخل مجلس الأمن الدولي.
وهذه هي اولى ذرائعها للدفاع عن مواصلة برنامجها النووي الذي لا يخدم على حد قولها سوى أهداف مدنية محضة فيما تخشى دول عديدة من انه يخفي بعدا عسكريا.
وتخضع إيران لعقوبات أميركية منذ قطع العلاقات الديبلوماسية مع واشنطن اثر احتجاز ديبلوماسيين رهائن في العام 1979، لذلك جعلت اقتصادها يقوم على مبدأ الاكتفاء الذاتي.
وسجلت طهران نجاحا في هذا المجال الأسبوع الماضي بإطلاقها اول قمر اصطناعي الى الفضاء لتحتل مكانة في نادي القوى الفضائية.