استبعد مسؤول أميركي في الإدارة السابقة ان يواصل الرئيس الجديد باراك اوباما التركيز على الديموقراطية والحرية في الشرق الأوسط اللتين كانتا تمثلان احد أعمدة سياسة إدارة الرئيس السابق جورج بوش في المنطقة.
ونقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» أمس عن إليوت أبرامز نائب مستشار الأمن القومي الأميركي السابق لاستراتيجية الديموقراطية العالمية قوله خلال حوار في مركز شاليم للأبحاث: «هناك خطر من أنه تحت شعار الرغبة في عدم التشبه بالإدارة السابقة سيكون هناك اهتمام أقل بأجندة الحرية وتعزيز الديموقراطية».
وقال أبرامز الذي أصبح عضوا في مجلس العلاقات الخارجية في واشنطن إنه من الصعب على الإدارة الأميركية الجديدة أن «تعيد عقارب الساعة للوراء» فيما يتعلق بالديموقراطية في العالم العربي وما وراءه.
وأشار أبرامز في الوقت نفسه إلى أن الولايات المتحدة وأوروبا وقعتا في خطأ كبير بعدم التأكيد على حقوق الانسان في إيران بينما يعملان على وقف البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية.
الى ذلك وخلافا للتعهدات التي أطلقها الرئيس باراك أوباما خلال حملته الانتخابية بالانسحاب من العراق في غضون 16 شهرا، أجلت الولايات المتحدة الأميركية قرارا بسحب عدد من قواتها العاملة في العراق وإعادة نشرها في أفغانستان بانتظار أن تقدم وزارة الدفاع الأميركية «الپنتاغون» تفاصيل أكثر للرئيس أوباما حول مخاطر ومضامين القرار الذي سيتخذه.
وقال مسؤولان في الپنتاغون على اطلاع بالقرار، امس الأول، إن القوات المسلحة الأميركية ليست قلقة بشأن التأخير، وإنما قلقة بشأن تردي الأوضاع الأمنية في أفغانستان.
وأكد المسؤولان، اللذان رفضا الكشف عن هويتهما، ما قيل سابقا عن أن الپنتاغون والقيادة المركزية الوسطى يعملان معا على ثلاثة خيارات بشأن سحب القوات الأميركية من العراق، وسيتم تقديم هذه الخيارات إلى الرئيس الأميركي، وتتمحور حول المدد الزمنية، ويحدد الخيار الأول المدة بـ 16 شهرا، والثاني بـ 19 شهرا، والثالث بـ 23 شهرا.
وينسجم الخيار الأول مع الوعد الذي قطعه الرئيس الأميركي خلال حملاته الانتخابية، غير أن المناقشات الجارية حاليا مع كبار القادة العسكريين ووزير الدفاع، روبرت غيتس، أظهرت أن الرئيس يرغب في معرفة خيارات أخرى والتفاصيل الكاملة للأخطار المترتبة على أي من هذه الخيارات.
وقال أحد المسؤولين: «طلب الرئيس (أوباما) أفكارا أخرى، ونحن نعمل على ذلك».
وحتى الآن لم ترفع القوات المسلحة الأميركية توصيات نهائية للبيت الأبيض، فيما عرف أن الجيش الأميركي هو الذي كشف عن الخيارين الأخيرين، أي خيار الشهور التسعة عشر وخيار الشهور الثلاثة والعشرين.
وقال المسؤول الآخر إن «الرئيس الأميركي ليس متمسكا بموعد محدد، فقد تراجع بعض الخطوات إلى الوراء، ويدرس المخاطر».
وأوضح المسؤولان أنه بالنظر إلى الأوضاع الأمنية في العراق، فإن الولايات المتحدة تستطيع أن تخفض مستوى قواتها من 14 فرقة إلى 12 فرقة عسكرية بحلول نهاية العام الحالي.
هذا ولم يتضح بعد متى سيتخذ الرئيس الأميركي قراره النهائي بالنسبة لسحب القوات الأميركية من العراق.
من ناحية ثانية، تعكف إدارة أوباما على تحديد إستراتيجية أميركية في أفغانستان، التي وصفها أوباما، إلى جانب جارتها باكستان، بـ «الجهة المركزية في الصراع ضد الإرهاب والتشدد».
ومن بين الاستراتيجيات التي تدرسها إدارة واشنطن، واحدة تقدم بها قائد القوات الأميركية في المنطقة، الجنرال ديڤيد بترايوس، ومحور هدفها البسيط: «تحديد ماهية الإستراتيجية الأميركية هناك».
وقال وزير الدفاع الأميركي إن الأهداف المرجو تحقيقها في أفغانستان كثيرة جدا، مشددا على ضرورة وضع أخرى «واقعية ومحدودة»، أو مواجهة فشل المهمة هناك.
وطالب أمام مجلس الشيوخ بوضع أهداف يمكن تحقيقها خلال ثلاثة أو خمسة أعوام.