بيروت ـ عمر حبنجر
التنصت وموازنة مجلس الجنوب عقدتان مازالتا تشدان على عنق العلاقة بين الحكومة ومجلس النواب، وقد اضيفت اليهما امس حملة العماد ميشال عون على البطريرك الماروني نصرالله صفير وقوى 14 آذار ما ترتب عليه تصعيد في الموقف السياسي بلغ حدود الخط الاحمر.
وزاد الطين بله ان اليوم الخميس هو الموعد المقرر للاجتماع الثاني للجنة الاتصالات والاعلام النيابية في اطار مصالحة ملف التنصت على الهاتف، وفي هذا السياق قال الرئيس نبيه بري ان مجلس النواب يضع مسألة التنصت في اعلى اولوياته، وصولا الى وقف هذا الامر الخطر، واشار الى انه في ضوء مجريات اللجنة النيابية اليوم فإنه سيقرر ما اذا كان سيذهب بهذا الملف الى اللجان المشتركة او الى الهيئة العامة لاجراء ما يلزم، وتشكيل لجنة تحقيق برلمانية بصلاحيات قضائية.
وسينتقل ملف التنصت اليوم، بعد سماع رأي الاجهزة الامنية الى المرحلة التالية التي ستركز على تحديد الاجهزة التي يحق لها التنصت، وهل يحق لفرع المعلومات التنصت؟ ومن يعطيه المعلومات ام مخابرات الجيش؟ وما الجهاز المسؤول عن مكافحة الارهاب؟ وهل هذا من صلاحيات الجيش وحده ام تشترك معه اجهزة اخرى؟
بري وفي موضوع موازنة مجلس الجنوب المتعثرة، نقلت عنه مصادره انه لن يقبل بموازنة لهذا المجلس تقل ربع ليرة عن الستين مليارا التي طلبها المجلس، ولم يقبل بها رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ووزير المال محمد شطح.
كما كشف الرئيس نبيه بري ان الرئيس ميشال سليمان يحبذ احياء وزارة التخطيط والغاء جميع الهيئات والصناديق والمجالس التي تتولى تنفيذ عمليات الاعمار والتنمية.
واكد بري في حديث لصحيفة «الاخبار» اللبنانية الصادرة امس ان الرئيس سليمان غير موافق على الوضع الحالي لكل الصناديق والمجالس.
واعتبر بري ان الحل الوحيد المطروح للخلاف بينه وبين رئيس الوزراء فؤاد السنيورة حول موازنة مجلس الجنوب اما الاستجابة لرصد مبلغ 60 مليار ليرة تشكل موازنة المجلس في الموازنة العامة الجديدة او الغاء كل المجالس والصناديق والعودة الى اعادة العمل بوزارة التخطيط.
ولفت الى ان موازنة مجلس الجنوب كان قد اتفق بشأنها منذ العام 1993 مع رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري والبالغة 60 مليار ليرة (حوالي 40 مليون دولار)، وكان رئيس الحكومة الحالية فؤاد السنيورة ينفذ هذا الاتفاق باعتباره كان يتولى حقيبة وزارة المالية في حكومات الحريري.
عون رداً على البطريرك: لست من محور الشر على المستوى الانتخابي وروافده السياسية، اوضح العماد ميشال عون انه لم يشارك في قداس عيد مار مارون لاعتبارات امنية، وحمل بعنف على البطريرك نصرالله صفير لقوله «ان فوز 8 آذار في الانتخابات يشكل خطرا على لبنان، وسأله: ما الخطر على لبنان؟ ميشال عون صار في محور الشر، استغفر الله العظيم من الشر، هل انا وقفت مع سورية وايران ام ان سورية وايران وقفتا معنا في الحرب (حرب العام 2006)؟ هذا السؤال اريد طرحه على اكبر رأس عالميا ومحليا ومن يزعل من لهجتي يرضى على مهله بعدين».
بدوره، الرئيس السابق امين الجميل قال ان ثمة مشروعين سياسيين على الساحة اللبنانية، والعماد عون اختار ونحن نحترم حقه باختيار طريقه، لكننا نتمنى لو يعود العماد عون الى العماد عون، الى طروحاته السياسية، لقد خضنا معا معركة 14 آذار، ومعنا بكركي وكل القوى الحية في البلد وشركاء آخرون، وحققنا انجازات كبيرة، واتمنى الرجوع الى الثوابت التي جمعتنا في 14 آذار، وحبذا لو نعود للاجتماع عليها، مؤكدا ان لا حساسيات شخصية بينه وبين العماد عون، ولا خلافات شخصية ويدنا ممدودة للجميع، انما علينا القول إن اي مشروع سياسي نريد، هناك مشروع الدولة الديموقراطية التي تعتمد مبدأ الحياد الايجابي، وهناك مشروع يريد ربط لبنان بمحاور نحن نعتبرها على حساب المصلحة اللبنانية العليا، وهي لا تعني لنا اي شيء.
واضاف، في مؤتمر صحافي خصصه للانتخابات المقبلة: نحن بقينا على ثوابتنا وشعاراتنا وجوهرها «لبنان اولا»، والآخرون اتوا الى مشروعنا، وبينهم 14 آذار، ولم نذهب نحن الى مشروع الآخرين ولا ادري الى اي حد جاء العماد عون بالآخرين الى مشروعه الذي كان هو مشروعنا ايضا.
وتمنى الجميل لو يتوصل الى قواسم مشتركة مع العماد عون قبل الانتخابات، وتحدث عن صلات جيدة بين الكتائب وحزب الطاشناق وميشال المر وبين قوى 14 آذار، الا انه امتنع عن تسمية مرشحي الحزب التزاما بقرار 14 آذار اعلان اللوائح الانتخابية بصورة مشتركة يوم 14 آذار المقبل.
وتحدث الجميل عن مجتمع جديد وثقافة جديدة غريبة عنا، وقال: آن الاوان وقد حان ليضع المسيحي حدا للاضطهاد والتهميش الذي يتعرض له، واعلن انه جزء من قوى 14 آذار وينسق معها.
اللوائح الانتخابية في 14 آذار
وقال النائب بطرس حرب ان اعلان اللوائح الانتخابية في كل لبنان بصورة نهائية لن يحصل في فترة قريبة، انما في الوقت المناسب، بحيث يأتي خادم لقوى 14 آذار في لبنان.
لكن في معلومات لـ «الأنباء» ان اعلان اللوائح الانتخابية لـ 14 آذار سيحصل في 14 آذار بمناسبة الذكرى السنوية الرابعة للتظاهرة المليونية التي غطت شوارع بيروت وساحاتها رافعة شعار خروج القوات السورية من لبنان.
وسيسبق هذه المناسبة احتفال تكريمي لـ 18 شخصية رسمية بارزة من متخرجي جمعية المقاصد الخيرية الاسلامية اول الدارسين فيها، بينهم وزراء ونواب، وبينهم رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة ورئيس كتلة المستقبل سعد الحريري.
وسيقام الاحتفال في قاعة بيال الضخمة يوم 13 مارس، اي قبل يوم واحد من اعلان الترشيحات النيابية لقوى 14 آذار، وستكون هناك ثلاث كلمات اساسية لرئيس مجلس النواب ولرئيس كتلة المستقبل ورئيس جمعية متخرجي المقاصد مازن الشوربجي.
بدوره، شدد وزير الداخلية زياد بارود في لقاء مع الاعلاميين على تأمين المناخ الامني اللازم للعملية الانتخابية، واطلق عملية انجاز اللوائح الانتخابية ووضعها على الموقع الالكتروني الخاص بوزارة الداخلية.
وقال ان الامور تسير نحو التهدئة وان الانتخابات ستجري على ما يرام، وان الجيش سيشارك مع قوى الامن في توفير المناخات الامنية الملائمة.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )