Note: English translation is not 100% accurate
لا خوف على لبنان من تفجر الأوضاع الداخلية فيه واللبنانيون اعتادوا سماع بعضهم وحل مشاكلهم بأنفسهم
السبت
2006/11/18
المصدر : الانباء
بيروت ــ خالد اللحام
الى اي مدى يمكن لحالات الاحتقان الطائفي والمذهبي ان تنعكس على الوضع الداخلي في لبنان ونحن على ابواب الاحتفال بعيد الاستقلال في ظرف تبدو فيه الحكومة اللبنانية على اهبة الاستقالة او السقوط والمقاومة الاسلامية المتمثلة بحزب الله مثار خوف لدي البعض ومدعاة للاطمئنان لدى الآخرين؟ سؤال من مجموعة من الاسئلة التي ناقشناها مع المفكر اللبناني منح الصلح الذي استعرض معنا الاوضاع بصورة شاملة انطلاقا من الروح الميثاقية الوطنية التي تتجدد مع كل مناسبة للاستقلال في لبنان.
وقال الصلح، في معرض رده على اسئلتنا: كتب على الاوطان الصغيرة كلبنان ان تشعر باستمرار بأنها تعيش مرحلة التأسيس، وكأنه كتب على كل وطن صغير ان يراجع تجاربه الماضية امام كل ازمة حاضرة تواجهه، والذاكرة التاريخية كثيرا ما تكون دليلا في حاضر بعض الاوطان، وهذا ما يحصل في لبنان اليوم وسط خوف واضح من التشتت والتشرذم وربما اكثر من ذلك ايضا.
نعود فنقول انه لولا وجود اسلام واحد عام 1943 ومسيحية لبنانية عربية موحدة ايضا لصعب وربما استحال نجاح هذا المشروع المضيء والمحبوب في زمانه الذي اسمه لبنان. واذكر جيدا انني كنت في القاهرة منذ فترة غير قصيرة، ربما يفهمها القارئ في السياق، بمعية لبنانيين كبيرين، هما الفقيدان الرئيس رشيد كرامي والرئيس تقي الدين الصلح على مائدة في فندق شبرد، فوقف خطيبا المرحوم سيد نوفل الذي كان في ذلك الوقت امينا عاما بالوكالة لجامعة الدول العربية، ليروي وقائع بعض الجلسات التي انطلق منها تأسيس النواة الاولى لجامعة الدول العربية، فقال فيما قال مما لا ازال اذكره ان الدول التي كانت ممثلة في ذلك الوقت في الاجتماعات التأسيسية كانت خمس دول تداولت فيما بينها البحث ووصلت الى القرار ليقوم واحد من المجتمعين من ممثلي الدول العربية فيقول: الآن وقد وضعنا اسس جامعة المستقبل هل لنا ان نطرح على انفسنا السؤال المعياري الذي يمكننا ان نتخذه مع الايام مؤشرا على نجاح مشروع هذه الجامعة وفعاليته المستقبلية؟
فتداول المجتمعون، وتكونت حصيلة للحكم على نجاح مشروع جامعة الدولة العربية، فاذا نتيجة الكلام الذي قيل من غالبية الحضور بل من اجماعهم ان المعيار هو: فلسطين هل تبقى عربية؟ والثاني الميثاق الوطني اللبناني هل سيستقر فيقوم وطن مطمئن على ذاته ومستقبله اسمه لبنان العربي؟ الى هذا الحد كان الرأي العام العربي المتنور قاطعا بأهمية الميثاق الوطني اللبناني القائم كما اوردنا على تفاهم الاسلام الواحد مع المسيحية اللبنانية العربية، وماذا يمكن ان يكول ادل على ذلك من وضع نجاح الميثاق الوطني اللبناني في مقام الحفاظ على عروبة فلسطين، ذلك الهم الذي كان هم العرب كلهم والمسلمين كلهم، وكل الاسرة الدولية ايضا التي كانت تعيش ما يسمى مثالية ما بعد الحروب، اي المراهنة العالمية على ان الدماء والتكاليف المادية والمعنوية التي بذلتها شعوب العالم في وجه هتلر وموسوليني لم تذهب هباء؟ خرجت من هذه المائدة وانا مؤمن بالمصير العربي اكثر مما كنت من قبل، بعد ان ادركت ان القيادات العربية كلها في ذلك الوقت كانت مجمعة على وضع القضية اللبنانية الاستقلالية في مقام واحد مع اهم قضية حية كانت ولا تزال لشعوب آسيا وافريقيا كلها، اي القضية الفلسطينية.
خرجنا نحن اللبنانيين الموجودين على المأدبة معتزين بشمولية الاحتضان العربي للاستقلال اللبناني وعمق فهم الاخوان العرب لاهمية نجاح المولود الاستقلالي اللبناني الجديد. واضاف: ان هذا السؤال الذي طرح في ذلك العشاء اجزم فعلا ومن كل قلبي بأنه ليس مطروحا الآن بالجدية والاخلاص اللذين كانا مطروحين يومها. ضمائر اللبنانيين معذبة الآن، فلا الاسلام في لبنان ظل واحدا، ويا للواقع المحزن، ولا المسيحية مجندة الآن تحت الراية اللبنانية العربية. يذهب خاطري الآن الى الساحة الفلسطينية حيث المؤامرة تكاد تقسم الفلسطينية الواحدة الى فلسطينيات، وعروبة فلسطين موزعة بين اطراف ما كان احد يظن انها ستكون مختلفة على الفلسطينية الواحدة في مواجهة صهيونية واحدة مؤيدة من غرب قوي واحد.
اقرأ أيضاً