بيروت ـ ناجي يونس
أكدت المديرة العامة المساعدة لجريدة النهار «اللبنانية» نايلة تويني انها لن تتراجع عن ترشحها عن المقعد الارثوذكسي في دائرة بيروت الأولى.
وقالت تويني لـ «الأنباء» انها مرشحة عن ثورة الأرز وقوى 14 آذار لكنها مستقلة اي غير حزبية، مضيفة:
اذا فزت بالانتخابات فإنني سأنتمي الى كتلة 14 آذار، وفيما يلي حوار تويني مع «الأنباء»:
ممن ستتألف لائحة 14 آذار في دائرة بيروت الأولى؟
انا والنائب ميشال فرعون ونديم الجميل اما المرشحان الارمنيان فإنهما سيتحددان بعد ان تنتهي المحادثات بين 14 آذار وحزب الطاشناق.
متى ستعلن اللائحة؟
عندما يعرف من سيكون المرشحان الأرمنيان.
هل صحيح ان النائب فرعون سيكون في عداد الكتلة المستقلة؟
ما اعرفه ان فرعون في 14 آذار وممن كانوا في ثورة الارز من الاساس.
هل تتوقعين ان تفوز 14 آذار بالأكثرية النيابية مرة جديدة؟
هذه امنيتي ولا احد يستطيع ان يتوقع ما يمكن ان يحصل في الانتخابات، انها لعبة ديموقراطية، اذ ان الاستحقاق النيابي محطة مفصلية.
كيف تنظرين الى المزاج المسيحي بما ان المعركة الانتخابية تنحصر في الأقضية المسيحية؟
هناك حماسة للتحرك والمشاركة في الانتخابات ومازال مبكرا تلمس في اي اتجاه سيذهب القسم الأكبر من المسيحيين، الأمر الذي سيتضح في الايام القليلة التي ستفصلنا عن الاستحقاق النيابي اذ هناك مفاجآت واحداث ومحطات تترك تأثيرها باستمرار، وانا اؤمن بلبنان وبوعي اللبنانيين لناحية كيف سيعيدون خياراتهم لإنقاذ بلدهم واذا وجدوا ان قوى 8 آذار هي التي تناسبهم فهذه مسألة أخرى.
حظي العماد عون عام 2005 بسونامي مسيحي فهل هذا الواقع لايزال قائما بين المسيحيين؟
لا احب استخدام عبارات مماثلة وهناك كثيرون مع ثورة الأرز والأكيد ان عون لم يعد «سونامي».
عون عاد إلى حجمه
ماذا اصبح عون؟
عاد الى حجمه مثله مثل سائر القادة السياسيين والحزبيين، وهذا حق.
اذا لم تفز 14 او 8 آذار بالأكثرية النيابية وباتت الكتلة الوسطية هي التي ترجح الدفة بينهما فهل ستبقين مطمئنة الى ان انجازات ثورة الارز لن تكون في خطر؟
بدأ الحديث عن هذه الكتلة بأنها وسطية ثم صارت مستقلة، ومن المفترض ان تكون هذه الكتلة قريبة من الرئاسة الأولى وسيكون جيدا ان يحصل ذلك وان يمنح الدعم والقوة الاضافية للرئيس سليمان.
يجب ان تعود اللعبة الديموقراطية الى معادلة الموالاة والمعارضة وان يتم تنشيط الحياة البرلمانية والسياسية بشكل عام وان يصار الى احياء المؤسسات وان تطرح المسائل وفق الأسس التي تقوم عليها الممارسة الديموقراطية.
واذا كانت الكتلة المستقلة ستدعم الموالاة في هذه القضية والمعارضة في هذا الموقف فليكن، والاهم ان تكون المواقف لمصلحة البلد.
التقيت الرئيس ميشال سليمان مرتين فوجدته هادئا صلبا يسمع ويشجع ويسعى لتحقيق مصلحة لبنان وهو يركز على ان يقف الوطن على مسافة واحدة من الدول كافة وان تكون له علاقات طبيعية معها بما يحقق المصالح الوطنية العليا، ولم لا تكون للرئيس قوة تدعمه من خلال كتلة مماثلة؟
ألا تتخوفين على إنجازات ثورة الأرز بوجود هذه الكتلة وبغياب اي اكثرية لقوى 14 آذار؟
أتمنى الا تضيع هذه الإنجازات لكنني لا استطيع ان اؤكد ان هناك ضمانة في هذا الإطار.
كيف ذلك وجدك هو النائب ميشال المر ومهندس هذه الكتلة؟
النائب المر هو جدي وانني استشيره كصحافية في أمر ما غير انني لا استخدم العائلية في السياسة ولا اخلط بينهما فهما قد تكونان في حالة تناقض كلي.
هل وقع اي خلاف سياسي بينك وبين جدك؟
نعم، في الانتخابات النيابية الفرعية لعام 2007 في المتن الشمالي حيث كنت الى جانب الرئيس امين الجميل في الموقف السياسي الذي ترشح على اساسه وتضامنت معه شخصيا، لأنه والد الشهيد الوزير بيار الجميل الذي استشهد دفاعا عن لبنان وحريته، ولأجل هذا ايضا استشهد والدي جبران.
أخاف من تعطيل الانتخابات
هل ان المخاوف جدية حيال ان الانتخابات ستصبح في خطر إذا ثُبت ان 14 آذار ستكون قادرة على الفوز مجددا بالأكثرية النيابية؟
هناك موجة كلام في الصالونات حول ذلك وهذا ما يخيف لأن مصدر الشائعات غير معروف وربما يكون مقدمة لأعمال إرهابية كما شهدنا في مراحل سابقة.
حتى الآن لا يبدو ان هناك خوفا على الانتخابات لكن قوى 8 آذار قد تقدم على تعطيل الاستحقاق اذا ما لاحظت انها لن تفوز وان الفوز سيأتي لصالح 14 آذار.
هل تؤيدين تشكيل الحكومة المقبلة على اساس الحكومة الحالية، اي حكومة وحدة وطنية؟
فلتكن هناك موالاة ومعارضة وتركيبة الحكومة الحالية غير سليمة ويجب الا تتكرر هذه التجربة بعد الانتخابات النيابية وانا لست مع اعطاء الثلث المعطل للمعارضة كونه سيعطل البلد كليا وستصاب الحياة اللبنانية بالشلل ولن يكون ممكنا القيام بأي تحريك لعجلة الدولة.
ماذا تقولين في محطتي 14 فبراير و14 مارس؟
انهما محطتان لمسار طويل سيؤتي ثماره وقد بقي منه الكثير واللبنانيون لن يسمحوا بأن تضيع الانجازات والتفريط بالأثمان التي دفعت باهظا.
كان جبران يقول ان بناء الوطن يحتاج الى الوقت الكافي وهذا صحيح ولن نسمح بأن تعود عقارب الزمن الى الوراء بعودة السوريين الى لبنان.
ماذا تقولين ايضا عشية انطلاقة المحكمة الدولية؟
ستستغرق المحكمة الوقت الذي يلزمها وعلينا ألا نيأس والا يتم تسييس المحكمة مثلما يحاول البعض ان يفعل لدفع المحاكمات باتجاه لا يصب في تحقيق الهدف الذي من اجله انشئت المحكمة، وفي نهاية المطاف ستظهر الحقيقة وستكشف هوية المجرمين.
هل تصب الاستنتاجات من جراء التحقيقات الدولية في خانة الاتهامات نفسها التي وجهها الكثير من السياسيين والإعلاميين والديبلوماسيين؟
انني اتهم النظام الأمني اللبناني السوري (السابق) بكل الجرائم التي وقعت.
هل من معلومات معينة تم الاطلاع عليها من خلال لجنة التحقيق الدولية؟
اللجنة الدولية تطمئننا بأنها تعمل وانني اشعر بأنها تلاحق كل التفاصيل مع ان اللجنة لا تعطي اي تفصيل حول التحقيقات.
المخاوف من انطلاق المحكمة
هل انطلاقة المحكمة ستزيد من المخاوف الأمنية؟
بالتأكيد لأن السوريين أولا، والأجهزة المخابراتية المتعددة التوجه والارتباط ثانيا لن تدعنا نرتاح، وهي بحاجة لحماية رجالاتها ومنع سوقهم الى التحقيق والمحاكمة.
«النهار» اضطهدت على الدوام
هل سيأتي يوم نشهد فيه خطر ان يقطع لسان جريدة النهار أو يداها؟ وما المسار الذي يسلك فيه العماد ميشال عون؟
لم يكن احد يجرؤ على نشر تصاريح العماد عون واخباره في زمن الوصاية إلا «النهار» وقد ضحى جبران بالكثير ووقف الى جانب الجنرال والتيار الوطني الحر وأنشأ حركة دعم التحرير و«النهار» اضطهدت على الدوام من مسؤولين ووزراء ونواب دافعت عنهم على فترات، ثم بدلوا مواقفهم وتحالفاتهم وارتباطاتهم وكذلك مواقفهم من «النهار» ومن كل الصحافة التي بقيت ثابتة على مواقفها.
سبق لعون ان زار سورية وايران فهل أوضح من هذا الانقلاب الجذري في مساره؟
الأمور واضحة امام الناس ولا يستطيع احد ان يخدعهم بأي شكل من الأشكال، اما قطع لسان «النهار» او كسر يديها فهذا جزء من أحلام زمن الوصاية وأحلام حلفاء سورية.
لم تعلو نبرة المواقف التي يطلقها عون؟
تظهر الحقائق العلمية ان من يزداد اضطرابا يوما بعد آخر فإنما لانه ربما يزداد خشية من شيء ما سيحصل وقد يكون عون يشعر بأن الخسارة تدنو منه في الانتخابات النيابية.