كشفت صحيفة «الغارديان» البريطانية أمس النقاب عن أن تقريرا سريا للاتحاد الأوروبى اتهم اسرائيل بالسعى لضم القدس الشرقية واشتمل على تفاصيل حول الممارسات الاسرائيلية بالمدينة وما يراه الاتحاد من مخاطر تنطوى عليها هذه الممارسات.
وقالت الصحيفة ـ في موقعها على الانترنت - إنها اطلعت على هذا التقرير السري الذي يتهم الحكومة الاسرائيلية باستخدام وسائل كتوسيع المستوطنات وهدم المنازل وسياسات الاسكان التمييزية والجدار العازل في الضفة الغربية كأداة في سعيها الدؤوب «لتنفيذ خطة الضم غير القانونى للقدس الشرقية».
ونقلت الصحيفة عن الوثيقة الصادرة في منتصف ديسمبر الماضى تحت اسم «تقرير رؤساء البعثات للاتحاد الأوروبى بشأن القدس الشرقية «إن إسرائيل تسارع في خططها إزاء القدس الشرقية، وهى تقوض مصداقية السلطة الفلسطينية وتضعف الدعم لمحادثات السلام».
وأوضحت الغارديان أن الوثيقة تعترف بالقلق المشروع لاسرائيل إزاء الأوضاع الأمنية، الا أنها قالت إن «كثيرا من أنشطتها غير القانونية في المدينة وحولها مؤخرا ليس لها مبررات أمنية مقبولة».
يأتي ذلك فيما تواصل سلطات الاحتلال الاسرائيلي جهود تهويد القدس المحتلة حيث قامت شرطتها بتسليم اخطارات اخلاء لـ 21 عائلة اخرى في العاصمة المقدسة.
وقال مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية ان شرطة الاحتلال الاسرائيلي اخطرت عائلتين باخلاء منزليهما تمهيدا لهدمهما في حي الشيخ جراح شمال البلدة القديمة في القدس.
واشار المركز الى ان عملية الاخلاء تأتي لصالح جمعية اليهود الشرقيين التي تنشط في الاستيلاء على عقارات المقدسيين واستولت قبل اشهر على منزل ام كامل الكرد وتتيح اوامر الاخلاء لما يسمى بدائرة الاجراء القيام بتنفيذ الامر بعد الخامس عشر من الشهر الجاري وعلى نحو فوري.
وقالت صحيفة عبرية اسبوعية ان سلطات الاحتلال تخطط لاعادة ترميم البلدة القديمة في مدينة القدس في مخطط جديد لتغيير معالم المدينة المقدسة.
وحسب صحيفة يورشاليم العبرية فان الخطوة الاولى تتضمن اعمار ابواب البلدة القديمة وسورها وستشمل عملية التهويد الجديدة تركيب شبكة اضاءة جديدة متطورة خاصة بالقرب من المواقع السياحية وتطوير الساحات والحدائق العامة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في القدس ان النية تتجه نحو احياء مهرجانات موسمية سيتم تسويقها في العالم لفتح البلدة القديمة ليلا امام السياح الاجانب وبدأ التسويق لمشروع ليالي الخريف في البلدة القديمة عن طريق وكالات السياحة والسفر.
وفي محاولة متواضعة لمواجهة الخطوات الاسرائيلية، قدمت مجموعة الدول العربية شكوى الى رئيس مجلس الامن الدولي (ليبيا) عن العدوان الاسرائيلي على «الاثار الاسلامية المهمة» في مدينة القدس الشريف وخاصة التاريخية مثل «مقبرة مامان الله» التي دفنت فيها الآلاف من الشخصيات العربية والاسلامية المهمة.
وفي رسالة الى رئيس المجلس قال رئيس المجموعة المبعوث للامم المتحدة عبدالله الصايدي ان الجرافات الاسرائيلية دمرت قبورا تاريخية في المقبرة وقامت بإزالة كل ما تبقى من ملامح ودمرت مبنى المجلس الاسلامي الأعلى الذي كان على نفس الموقع.
وقال الصايدي في الرسالة «ان مثل هذه المحاولات الرامية الى تهويد المدينة المقدسة وتغيير هويتها العربية والاسلامية يمثل اعتداء صارخا على حقوق الفلسطينيين وحرمة قبورهم وعلى الأشياء المقدسة في الاسلام والتراث الاسلامي التي أعلنت «يونسكو» انه يجب الحفاظ عليها».
واضاف ان «المجموعة العربية تدين تكرار الاعتداءات الاسرائيلية التي ترمي الى خلق واقع جديد على الأرض وتهويد مدينة القدس الشريف ومكانتها الدينية والتاريخية ويحذر من عواقب هذه الخطوة الخطيرة وغير المسؤولة التي من شأنها تأجيج مشاعر الغضب في العالم العربي والاسلامي كما ان مقبرة مامان الله تشكل جزءا من تاريخ مدينة القدس».