بعد تجريمه بتهمة الاعتداء على الرئيس الاميركي السابق جورج بوش في واقعة رميه بحذائه، حكمت المحكمة الجنائية العراقية امس بالسجن لمدة 3 سنوات على الصحافي العراقي منتظر الزيدي.
وقال القاضي عبد الامير حسان الربيعي ان المحكمة قررت سجن الزيدي ثلاث سنوات، بعد ادانته بتهمة الاعتداء على رئيس دولة اجنبية خلال زيارة رسمية.
وتلا القاضي الحكم امام هيئة الدفاع المكونة من 25 محاميا.
واكد الزيدي لدى سؤاله خلال الجلسة انه «غير مذنب وردة فعلي كانت طبيعية، واي عراقي مكاني سيفعل ذلك».
وكان الزيدي وقف فجأة في 14 ديسمبر خلال مؤتمر صحافي كان يعقده الرئيس الاميركي السابق مع رئيس الوزراء نوري المالكي، والقى بحذائه في وجه بوش وصرخ «هذه قبلة الوداع يا كلب»، دون ان يصيبه.
وتجنب بوش الحذاء فيما سيطر صحافيون عراقيون على منتظر الزيدي لحين وصول الاستخبارات العراقية والاميركية.
وكانت محاكمته متوقعة في 31 ديسمبر لكنها ارجئت الى اجل غير مسمى في اخر لحظة.
ومنع الصحافيون وعائلة الزيدي من دخول قاعة المحكمة، وبعد صدور الحكم علا صراخ افراد عائلة الزيدي فاتهموا المحكمة بانها «اميركية» مطلقين الشتائم، كما بدأت نساء بالولولة.
من جهته، صرخ عدي شقيق منتظر باعلى صوته قائلا «هذه محكمة اميركية يا اولاد الكلب ولا يوجد اي انسان صادق بينكم».
واضاف ان «هذه المحكمة مسيسة، والحكم مقرر مسبقا، لان القاضي لم يسمح للمحامي طارق حرب بالحديث وتقديم الادلة، وعندما تكلم المحامون، قال لهم القاضي تستطيعون ان تقدموا الدفوعات بعد التمييز ما يعني ان القرار مأخوذ مسبقا».
وتابع عدي «سنقيم احتفالا ببطولة منتظر بناء على طلبه، وسنوزع الحلويات على الناس انهم يعاملون منتظر كاسير حرب وليس كسجين عادي».
من جانبها، قالت شقيقة الزيدي ام سعد وهي تصرخ وتبكي «هذا القرار اتخذ من قبل رئيس الوزراء نوري المالكي، صدر القرار على ورقة مختومة بختم المالكي» من جهته، قال محامي الدفاع يحيى العتابي «لقد توقعنا هذا الحكم لان التهمة هي الاعتداء على رئيس دولة اجنبية خلال زيارة رسمية» وعقوبتها قد تصل الى السجن 15 عاما.
واضاف «لقد قرر القاضي التخفيف عن المتهم كونه شابا وليس لديه سوابق».
واكد المحامي «سنستأنف حكم المحكمة» المخولة النظر في شؤون الارهاب.
بدوره، قال المحامي كاظم الزيدي ان «الحكم باطل والقضية مسيسة، كان بامكان القاضي الافراج عنه اذا غير وصف القانون الذي يطابق الفعل».
وتجمع عشرات الاشخاص من العائلة والاقرباء والاصدقاء امام مقر المحكمة في المنطقة الخضراء في وسط بغداد.
وكان الزيدي يعمل مراسلا لقناة «البغدادية» الفضائية التي تبث انطلاقا من القاهرة.
وقبيل انعقاد الجلسة، عبرت ام جلال، احدى قريباته عن املها بالافراج عنه قائلة «ان شاء الله سيخرج».
وقال مراسل وكالة فرانس برس ان الزيدي المولود في 15 يناير 1979 جلب الى المحكمة تحت حماية مشددة مرتديا بدلة بنية فاتحة اللون ونظارات طبية.
وكانت المحاكمة التي بدأت اولى جلساتها في 19 فبراير الماضي ارجئت للتحقق من طبيعة زيارة الرئيس الاميركي بوش في 14 ديسمبر، وما اذا كانت رسمية او غير رسمية.
وسعى الدفاع الى اثبات ان زيارة الرئيس الاميركي السابق كانت مفاجئة وغير رسمية من اجل ابطال الملاحقة القانونية بحق الزيدي.
لكن القاضي الربيعي اعلن فور بدء الجلسة انه تسلم جواب الامانة العامة لمجلس الوزراء الذي يؤكد ان الزيارة كانت رسمية.
وقد اكد الزيدي في افادته للقاضي انه قام بهذه الخطوة لان الرئيس الاميركي السابق هو «المسؤول عن الجرائم التي حدثت في العراق».