في ثاني زيارة له الى دارفور منذ اصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف في حقه، دعا الرئيس السوداني عمر البشير في خطاب القاه امام الاف من انصاره في بلدة سبدو بولاية جنوب دارفور المتمردين في الاقليم الى القاء السلاح مؤكدا ان التمرد اندلع «من اجل التنمية والتنمية بدأت الان وهي مستمرة».
ودعا البشير في خطاب القاه في ساحة مفتوحة وسط انتشار كبير لقوات الجيش، الى توحيد سكان دارفور وطلب من المتمردين القاء سلاحهم، وقال بالعامية السودانية «اللي دخل بين اهل دارفور هو الشيطان» مضيفا «نحن عايزين نعيد الوحدة تاني لاهل دارفور وندعو كل ابنائنا واخواننا اللي شايلين السلاح نقول لهم ما له لزوم شيل السلاح» معتبرا ان حمل السلاح كان من أجل «التنمية والتنمية الان بدات وشغالة».
وقد وصل البشير صباح امس الى سبدو حيث كان في استقباله رجال من الميليشيا المحلية، يمتطي بعضهم أحصنة ورحبوا به بحرارة وقال احد افراد الميليشيا ويدعى حسن الحسن «اننا جميعا من الرزيقات (قبيلة عربية في دارفور) وكلنا ننتمي الى قوات الدفاع الشعبي».
واضاف «اننا نساند الحكومة وسوف نذبح اوكامبو» في اشارة الى المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو اوكامبو الذي طلب في يوليو الماضي اصدار مذكرة التوقيف في حق البشير متهما اياه بارتكاب «ابادة جماعية» في دارفور.
وفي السياق نفسه كشف مصدر حكومي سوداني مطلع أن سفر الرئيس السوداني عمر البشير إلى الخارج بات «ملفا أمنيا مهما» منذ إعلان قرار المحكمة الجنائية الدولية بتوقيفه.
وقال المصدر في تصريحات لصحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية امس إن «الحكومة تعتبر سفر البشير من الأمور الأمنية القصوى ويجب أن يدرس من كل جوانبه ويستصحب فيه أسوأ الاحتمالات قبل التحرك إلى الخارج عبر الترتيبات الديبلوماسية والسياسية الأخرى من وزارة الخارجية والقصر الرئاسي».
وأكد الناطق باسم الخارجية في الخرطوم أن «تأمين سلامة الرئيس البشير ومشاركته في القمة العربية بالدوحة يسير وفق ترتيبات أمنية بين السودان وقطر».
ونصح خبير أمني في الخرطوم بعدم سفر البشير إلى الخارج باعتبار أن سفره لا يوفر الغطاء الأمني المناسب لعودته.
واعتبر خبير الطيران السوداني كابتن شيخ الدين محمد عبدالله أن التعرض لطائرة البشير وهو في الجو يعد «قرصنة» مرفوضة ومحظورة دوليا، وقال «السلطات السودانية يمكنها أن تقوم بتأمين طائرة الرئيس في كل الأجواء السودانية، وفي حال الطيران إلى الدوحة لا يمكن لأي جهة اعتراض طائرة الرئيس إلا الطيران السعودي أما إذا تدخلت جهة أخرى واعترضت طائرة الرئيس فإن ذلك قرصنة وتعد كذلك ليس على السودان وإنما حتى على السعودية».
وقال من حق الطيار الذي يحمل الرئيس السوداني ألا يستجيب لأي طلب من طائرات أخرى غير طائرات الدولة التي تمر طائرة الرئيس في أجوائها.
من جانبه عين الرئيس الاميركي باراك اوباما امس الجنرال المتقاعد في سلاح الجو سكوت غرايشن موفدا خاصا له الى السودان لمواجهة ما تصفه واشنطن بالوضع «المروع» في دارفور.
وقال مسؤول في الادارة الاميركية طلب عدم الكشف عن اسمه ان الرئيس «عين سكوت غرايشن موفدا خاصا الى السودان».
واوضح المسؤول ان الرئيس الاميركي ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون اختارا معا قائد المقاتلات السابق وهو صديق شخصي لأوباما.
وتعرف غرايشن الذي ترعرع في افريقيا وهو يتكلم السواحلية، الى اوباما عندما كان سناتورا في 2006 خلال زيارة مشتركة الى مخيمات لاجئي دارفور في تشاد.
وفي وقت سابق أدانت كلينتون مجددا قرار الرئيس السوداني طرد 13 منظمة غير حكومية من دارفور ووصفت كلينتون الوضع في دارفور بأنه «مروع» مشددة على ان البشير «سيكون مسؤولا عن كل وفاة تحصل في هذه المخيمات».
ومن دون ان تسمي الصين التي تعتبر احد ابرز الداعمين الدوليين للخرطوم، حذرت كلينتون من ان «الحكومات التي تدعم قرار الرئيس البشير طرد الطواقم الانسانية تتحمل مسؤولية اقناع الحكومة السودانية بالعودة عن قرارها».
واوضحت ان على السودان السماح لهذه المنظمات بالعودة «وفي حال لم يفعل ذلك، عليه ان يستبدل المساعدات المالية والطواقم التي طردت للحفاظ على الارواح البريئة».