أعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم أمس عن استعداد بلاده للتعاون مع الرئيس الاميركي باراك اوباما لإنجاح خطته بسحب القوات الاميركية من العراق من خلال السماح لها بالعبور عبر الاراضي السورية.
وقال المعلم خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في بغداد إن «سورية جاهزة لكي تقدم المساعدة اللازمة لانجاح قرار الرئيس الاميركي باراك اوباما للخروج من العراق عبر الاراضي السورية» مشيرا إلى أن الولايات المتحدة «لم تطلب مساعدتنا في هذا المجال حتى الآن».
وكان اوباما أعلن الشهر الماضي عن خطة لسحب قوات بلاده القتالية من العراق بنهاية اغسطس 2010 بدلا من نهاية العام 2011 وهو الموعد الذي نصت عليه الاتفاقية الامنية التي دخلت حيز التنفيذ في الأول من يناير 2009 لكنه قرر الإبقاء على جزء من هذه القوات حتى نهاية 2011 تنفيذا للاتفاقية الامنية المبرمة بين بغداد وواشنطن.
وبشأن انطباعاته بالنسبة للوضع في العراق قال المعلم «لمسنا تقدما في العراق ونحن مرتاحون للعملية السياسية ونأمل ان تتواصل الجهود لتحقيق المصالحة الوطنية» مضيفا «نحن نأمل في أن يستمر ذلك حتى يحقق الشعب العراقي خروج القوات الاجنبية حسب الجدول الزمني المتفق عليه».
إلى ذلك، بحث رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي مع المعلم فور وصوله امس الى بغداد عددا من القضايا وخصوصا التعاون في مجالات الامن والمياه والنفط، وفقا لمصدر في وزارة الخارجية العراقية.
وأفاد المصدر لوكالة فرانس برس بأن المعلم بحث مع المسؤولين العراقيين «امورا تتعلق بالتعاون الأمني بين البلدين للسيطرة على الحدود المشتركة بينهما كما بحث قضايا المياه والوقود».
ونقل بيان حكومي عن المالكي قوله في ختام اللقاء «كنا في بداية الامر منشغلين بالجانب الأمني، واليوم نتجه لتقوية العلاقات مع جميع الاشقاء العرب نريد تكوين علاقات قوية معهم بعيدا عن المحاور وسياسات الماضي».
وتابع «لا نريد ان تعقد مؤتمرات حول العراق لانه حاضر وفعال وحجمه كبير في الساحة العربية والمنطقة ويشارك في اتخاذ القرارات التي لا نريدها ان تنحصر بيد دولة معينة».
وقال رئيس الوزراء ان «الحكومة العراقية منتخبة والشعب بامكانه ان يغيرها لان ارادته اصبحت قوية».
من جهته، قال وزير الخارجية السوري «ادعو علنا الى ان يعود العرب الى العراق بما يعزز علاقته مع محيطه العربي» وجدد دعم بلاده للحكومة العراقية ووقوفها الى جانبها «في كل ما تسعى اليه في المجالات السياسية والامنية والاقتصادية».
ونقل البيان عن المعلم «ارتياحه ازاء التطورات الحاصلة في العراق في جميع المجالات وخصوصا المصالحة الوطنية».
واستقبل وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في المطار المعلم في زيارته الثانية لبغداد منذ نوفمبر 2006 عندما اعاد البلدان العلاقات الديبلوماسية.
صفقة أسلحة
في سياق آخر وقعت باريس وبغداد امس عقدا يشتري العراق بموجبه 24 طائرة هيليكوبتر عسكرية طراز اي.سي 635 من انتاج شركة يوروكوبتر وهو اول عقد تسلح بين البلدين منذ عام 1990، كما اعلن وزيرا الدفاع الفرنسي ايرفيه موران والعراقي عبد القادر العبيدي عقب لقائهما في باريس امس.
المقداد والإنفراج العربي
من جهة أخرى، قال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد ان القمة العربية المزمع عقدها الاحد المقبل تعقد في ظل ظروف تبعث على الارتياح نتيجة الانفراجات التي حدثت قبل القمة الاقتصادية والاجتماعية والتنموية التي عقدت في الكويت في يناير الماضي.
واضاف المقداد في حديث مع التلفزيون السوري امس ان هناك عدة انفراجات حصلت قبل قمة الكويت وبخاصة في لبنان والعراق وفلسطين، مشيرا الى ان سورية بذلت جهودا كبيرة من اجل انهاء حالة الانقسام وتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية.
وحول ما اذا كانت سورية تحمل أي مبادرات او افكار جديدة الى قمة الدوحة بخصوص المصالحة العربية ـ العربية قال المقداد «ان تقرير الرئيس بشار الأسد رئيس القمة الـ 20 الى قمة الدوحة والبيان المهم الذي سيلقيه سيتضمنان الكثير من الآراء والتوجهات التي ستقود الى تعزيز الصفوف العربية والى مزيد من تحقيق وحدة الموقف العربي في مواجهة التحديات التي نتعرض لها».
واضاف ان قمة الكويت التي اطلق خلالها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مبادرة المصالحة العربية كان لسورية الدور الأساسي في السعي لانجازها والتقاط هذه الفرصة وعدم تفويتها لأن سورية كانت دائما وستبقى حريصة على لم الشمل العربي.
ولفت الى ان الظروف التي ستعقد فيها قمة الدوحة اكثر ارتياحا من الظروف التي عقدت فيها قمة دمشق، مضيفا ان التحرك السياسي الأخير للرئيس الاسد كان يهدف الى جعل قمة الدوحة قمة تجمع العرب وتجمع جهودهم وتنهي الانقسام العربي.