أكدت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير لها نشر امس ان قصف اسرائيل المتكرر بقذائف الفوسفور الابيض لمناطق مكتظة بالسكان في غزة، خلال حملتها العسكرية الاخيرة هو دليل على «ارتكاب جرائم حرب».
وكتبت المنظمة المعنية بالدفاع عن حقوق الانسان «ان القصف المتكرر بواسطة الجيش الاسرائيلي لقذائف الفوسفور الابيض من عيار 155 ملم المتفجرة جوا او بالقرب من مناطق مأهولة بالسكان كان بشكل عشوائي، ويدل على ارتكاب جرائم حرب».
واضاف التقرير «ان الجيش الاسرائيلي وبشكل متكرر اطلق قذائف الفوسفور الابيض بشكل غير قانوني فوق احياء مأهولة بالسكان، ما ادى لمقتل واصابة مدنيين وإلحاق الاضرار بالبنى التحتية، بما فيها مدرسة وسوق تجاري ومخزن للمساعدات الانسانية ومستشفى».
ولا تحظر اي معاهدة دولية استخدام قذائف الفوسفور الابيض، التي تشتعل لدى الاحتكاك بالاوكسجين في الهواء وتحترق على درجات حرارة عالية، ولكن استخدام هذه الذخيرة ينظمها البروتوكول الثالث في اتفاقية الاسلحة التقليدية للعام 1980 حول «منع او الحد من استخدام الاسلحة الحارقة»، والتي لم توقعها اسرائيل.
ويحرم البروتوكول المذكور استخدام الفوسفور الابيض في المناطق المأهولة، حيث يمكن ان يؤدي الى حروق من الصعب معالجتها وجروح خطيرة، لان الفوسفور الابيض يستمر تأثيره لايام عدة.
وقال فريد آبراهامز احد الباحثين في «هيومن رايتس ووتش» «في غزة لم يستخدم الجيش الاسرائيلي الفوسفور الابيض في المناطق المفتوحة فحسب لحجب تحركات قواته».
وتابع «بل اطلق الفوسفور الابيض بشكل متكرر على مناطق مزدحمة بالسكان. وبالنتيجة، عانى مدنيون ولقوا حتفهم بلا مبرر».
ولم ينف الجيش الاسرائيلي استخدام الفوسفور الابيض في غزة، لافتا في كل مرة الى انه لم يستخدم الذخائر المحظورة بموجب الاتفاقيات الدولية.
واضاف آبراهامز «يتبين من التحقيقات السابقة للجيش الاسرائيلي في مزاعم وقوع الاخطاء ان هذا التحقيق لن يكون مستفيضا ولا محايدا».
واضاف «لهذا توجد حاجة لإجراء تحقيق دولي في الانتهاكات الجسيمة لقوانين الحرب من قبل جميع الاطراف». ويتضمن التقرير روايات شهود على الآثار المدمرة لذخائر الفوسفور الابيض التي استهدفت المدنيين والبنى التحتية في غزة.
وفور انتهاء اعمال القتال عثر باحثو «هيومن رايتس ووتش» في غزة على مقذوفات فارغة وعبوات وعشرات الشظايا المغمسة بالفوسفور الابيض في شوارع المدينة وعلى اسطح الابنية السكنية وفي مدرسة للامم المتحدة» ويعرض التقرير كذلك «ادلة مستخلصة من تحليل المقذوفات ومن الصور الفوتوغرافية وصور القمر الصناعي، وكذلك وثائق للجيش والحكومة الاسرائيلية».
وقالت «هيومن رايتس ووتش» ان الجيش الاسرائيلي «كان يعرف ان الفوسفور الابيض يهدد حياة المدنيين، اذ تم اعداد تقرير طبي اثناء اعمال القتال الاخيرة من جانب وزارة الصحة الاسرائيلية ورد فيه ان الفوسفور الابيض يمكن ان يؤدي لاصابات خطيرة والوفاة حين يلامس الجلد، او لدى استنشاقه او ابتلاعه».