اعلن قائد القيادة الوسطى في الجيش الأميركي الجنرال ديڤيد بترايوس ان حركة طالبان تزداد قوة، الا ان القوات الأميركية ستخوض حربا «بلا هوادة» ضدها.
واضاف بترايوس، الذي تشمل منطقة صلاحياته العراق وافغانستان والخليج، ان مقاتلي «طلبان» و«القاعدة» يمثلون خطرا على باكستان.
جاءت تصريحاته خلال جلسة استماع امام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي تناولت الاستراتيجية الأميركية الجديدة في افغانستان.
وقال بترايوس ان القوات الاضافية الأميركية التي امر الرئيس الأميركي باراك اوباما بنشرها في افغانستان ستمكن القوات الأميركية من التصدي لمسلحي «طالبان» وملاحقتهم بلا هوادة.
واشار الى ان المسلحين المتواجدين في المناطق القبلية الباكستانية القريبة من الحدود الافغانية يشكلون تهديدا اكثر جدية على وجود دولة باكستان.
الى ذلك، وبمشاركة الرئيس الاميركي الجديد باراك اوباما للمرة الاولى، يحيي قادة منظمة حلف شمال الاطلسي اليوم وغدا، الذكرى الستين لتحالفهم الذي يرهن مصداقيته كاملة الآن بمواجهة متمردي «طالبان» في جبال افغانستان.
وتمهيدا لهذه الذكرى، اجرى الحلف اول من امس خامس عملية توسيع والثالثة منذ العام 1990 ونهاية حقبة الحرب الباردة، بضم اثنتين من دول البلقان هما البانيا وكرواتيا الى صفوفه.
وسيشارك 28 رئيس دولة وحكومة بدل 26 في الاجتماع المقرر عقده في ستراسبورغ في فرنسا وكيل وبادن بادن في المانيا، وهي مواقع ترمز الى المصالحة الفرنسية ـ الالمانية.
وسيخصص الاجتماع ايضا لعودة فرنسا الى القيادة العسكرية للحلف بعد 43 عاما على خروجها منها، وان كان هذان الحدثان على قدر كبير من الاهمية ويثبتان قدرة الحلف الاطلسي على اجتذاب الدول، الا ان المسألة الشائكة المتمثلة في ارساء الاستقرار في افغانستان ستهيمن على جدول اعمال القمة.
وينفذ الحلف الاطلسي في افغانستان منذ العام 2003 اضخم عملية عسكرية في تاريخه ويواجه في هذا البلد حركة تمرد متفاقمة يخوضها عناصر «طالبان» وغيرها من الجماعات المسلحة، مستخدمين باكستان قاعدة خلفية لهم وبذلك يضع الحلف الاطلسي صدقيته على المحك في هذا البلد.
ومن المتوقع ان يطلب الرئيس الاميركي الجديد باراك اوباما الذي يقوم بجولته الاوروبية الاولى، من حلفائه الاوروبيين، بذل المزيد لدعم حكومة كابول، من دون ان يذهب الى حد اطلاق انذار بشأن خطورة الوضع.
وسيبت اوباما في الخريف في مسألة ارسال عشرة آلاف جندي اضافي الى افغانستان على ما افاد به الجنرال ديڤيد بترايوس.
والهدف من «استراتيجية» اوباما الجديدة هو تمكين القوة الدولية التي يقودها الحلف الاطلسي في افغانستان وعديدها الآن 60 الف عسكري من 42 دولة، من الخروج في المستقبل من افغانستان، لكن مرفوعة الرأس بعدما تتغلب على خطر تنظيم القاعدة المتحالف مع طالبان.
ولقيت رسالة اوباما الثلاثاء في لاهاي اذانا صاغية لدى المشاركين في مؤتمر دولي حول مستقبل افغانستان والذين وعدوا بدورهم بتعزيز الشقين المدني والعسكري من تحركهم من اجل هذا البلد والتنسيق فيما بينهم بشكل افضل.
ومن المتوقع ان يؤكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي على هذه الارادة الطيبة باعلانه في ستراسبورغ ارسال 150 عنصرا من الدرك الفرنسي الى افغانستان، فيما تعلن اربع دول اخرى هي اسبانيا وايطاليا وهولندا والبرتغال عن ارسال 300 عنصر آخر من دركها.
ومن الملفات الكبرى الاخرى المطروحة على القمة العلاقات المتقلبة بين الحلف وروسيا.
وقرر وزراء خارجية الحلف الاطلسي في الخامس من مارس معاودة الاتصالات الرسمية مع روسيا بعد خلاف بشأن النزاع بين روسيا وجورجيا في اغسطس الماضي.
وقال الامين العام للحلف الاطلسي ياب دي هوب شيفر ان «العلاقات لن تتحسن لمجرد اننا نريد ذلك»، لكنه عبر عن ثقته ان روسيا ستبدي المزيد من التعاون بشأن افغانستان لأن «لا مصلحة لها ان ينتشر التطرف في آسيا الوسطى».