اكد الرئيس الاميركي باراك اوباما امس ضرورة الحوار مع روسيا لإيجاد حل للقضية النووية الايرانية، مشددا على انه يجب الا يسمح لايران بتطوير اسلحة نووية لأنه «لا أحد يستطيع تحمل سباق نووي في الشرق الأوسط».
وقال اوباما في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي انه اجرى مباحثات مع الرئيس الروسي ديمتري ميدڤيديڤ حول ذلك مؤكدا ان «بلاده وروسيا واوروبا لديها الاهتمام نفسه حول القضية النووية الايرانية».
واوضح اوباما الذي اجتمع مع ساركوزي على هامش قمة حلف شمال الاطلسي (ناتو) ان بلاده تأمل في دخول ايران الى المجتمع الدولي مع التأكيد على ضرورة تلبيتها للمطالب الدولية واحترام حقها في امتلاك الطاقة النووية السلمية.
وحول شراكة الحلف مع روسيا قال الرئيس الأميركي ان الحلفاء في الناتو يأكدون اهمية مشاركة روسيا واجراء حوار صريح معها، مشيرا الى انه انتقد خلال اجتماعه مع الرئيس الروسي التدخل العسكري في جورجيا وعدم التطبيق الواضح لاتفاق وقف اطلاق النار الذي رعته فرنسا.
وحول أزمة إطلاق صاروخ كوريا الشمالية طويل المدى دعا الرئيس اوباما كوريا الشمالية الى وقف الاستعدادات لعملية اطلاق الصاروخ واصفا العملية بـ «الاستفزازية».
وقال اوباما ان دول لجنة المباحثات حول نزع اسلحة كوريا الشمالية النووية السداسية (الكوريتين واليابان وأميركا وروسيا والصين) تعمل كل ما في وسعها لإقناع كوريا الشمالية بوقف تلك العملية.
وحول قمة حلف الناتو اكد ان حلف الناتو يعد من اكثر التحالفات نجاحا حيث ان اهدافه هي امن اوروبا وهو ما يعني امن أميركا وهي لم تتغير منذ 60 عاما، مؤكدا ان بلاده لا تريد ان تكون محاربا من اجل اوروبا بل تريد شراكة معها.
واضاف «بقدر ما سيكون الاوروبيون اقوياء في مجال الدفاع، بقدر ما سنتمكن من التحرك بصورة منسقة لمواجهة التحديات التي ينبغي ان نتصدى لها معا».
وقال اوباما «ان قيام القاعدة بشن هجوم ارهابي خطير في اوروبا اكثر ترجيحا على ما يبدو من هجوم في الولايات المتحدة»، بسبب قرب قواعدها الخلفية من افغانستان وباكستان.
وتابع الرئيس الاميركي «ان فرنسا تدرك ان نشاط القاعدة في معاقل يمكن استخدامها لهجمات ارهابية، يمثل تهديدا ليس فقط للولايات المتحدة وانما لاوروبا».
وحول افغانستان قال الرئيس الأميركي ان المهمة هناك ليست أميركية بل هي دولية والمطلوب ليس زيادة الموارد هناك ولكن استغلالها بشكل افضل بمشاركة دول جوار افغانستان.
وحول معتقل غوانتنامو اكد الرئيس الأميركي انه اتخذ قرار اغلاقه وذلك لانه ليس في مصلحة امن أميركا موضحا نه سيقوم باستشارة حلفاء بلاده الاوروبيين حول ذلك.
من جانبه اعلن الرئيس الفرنسي ان بلاده ستستقبل سجينا من معتقل غوانتنامو معربا عن ترحيبه بإعلان الرئيس الأميركي إغلاق المعتقل.
وقال ان معتقل غوانتنامو لم يكن يتماشى مع المبادئ الأميركية «ولا يمكن مواجهة الارهاب باللجوء الى الارهاب بل الى الديموقراطية» وبلاده مستعدة للمساهمة في ذلك.
وحول مشاركة بلاده في افغانستان جدد ساركوزي انه لن يكون هناك قوات عسكرية فرنسية، مؤكدا انه سيكون هناك تعزيز الدعم للشرطة الافغانية وللاقتصاد الافغاني واعادة البناء.
في السياق نفسه اعلنت وزارة الداخلية الفرنسية امس عن اعتقالها نحو 300 شخص الليلة قبل الماضية من المتظاهرين المناهضين لانعقاد قمة حلف الشمال الاطلسي (الناتو) في الذكرى السنوية الـ 60 للحلف التي تستضيفها مدينة ستراسبورغ الفرنسية.
وكانت الشرطة قد واجهت الاضطرابات التي قام بها المتظاهرون والتي بدأت بعد ظهر امس الاول في مناطق ومواقع «حساسة» من ضواحي ستراسبورغ باطلاق الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع لمنع المتظاهرين من الوصول الى وسط المدينة حيث ستعقد القمة.
وقامت الشرطة باعتقال نحو 300 من المتظاهرين على الفور وابقت اكثر من 100 منهم قيد الاعتقال تمهيدا لاتهامهم بارتكاب اعمال شغب.