أعلن الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد أمس رد بلاده على عرض الحوار المباشر الذي قدمته دول الـ(5+1) وقال ان طهران ستقدم عرضا جديدا للدول الست الكبرى «يضمن السلام والعدل في العالم».
واذ اوضح الرئيس الايراني «نحن نعد رزمة جديدة سنعرضها على مجموعة الخمس زائدا واحدة وسنناقش على اساسها» شدد على رغبة بلاده في استئناف المحادثات النووية مع القوى الدولية إلا أنه أكد في الوقت نفسه أنه لن يكون هناك توقف في التطورات النووية التي تنجزها بلاده.
وقال احمدي نجاد في كلمة ألقاها بمحافظة كرمان الشرقية «قدمنا العام الماضي رزمة من المقترحات للحوار لكن الظروف قد تغيرت اليوم وحدثت تطورات كبيرة في العالم لذا فإننا بصدد اعداد رزمة جديدة من المقترحات لبدء الحوار مع مجموعة دول (5+1)».
وأكد أن «طهران ستتحاور مع هذه الدول بناء على هذه الرزمة».
وأوضح أن «المقترحات الجديدة تهدف الى احلال العدالة والسلام في انحاء العالم واحترام حقوق الشعوب ومشاركة جميع الدول في تسوية الازمات الدولية».
وخاطب احمدي نجاد القوى العظمى بالقول: «تعرفون بان موقفكم ضعيف اليوم ولا تستطيعون عبر القوة تنفيذ اهدافكم لذا ننصحكم بتغيير لهجتكم واسلوب تعاملكم مع الشعوب واحترامها ونبذ الانانية في التعاطي مع الشعوب الأخرى».
صاروخ جديد
هذا وأكد الرئيس الإيراني أن بلاده تخطط لإطلاق أقمار اصطناعية، أكبر من ذلك الذي أطلق في شهر فبراير الماضي، باستخدام طراز جديد من الصواريخ.
ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» امس عن نجاد قوله أمام حشد من الإيرانيين المقيمين في الخارج زائرين لطهران، إن إيران تعمل على إنتاج صاروخ يبلغ مداه 700 كم على الأقل لاستخدامه في إطلاق أقمار اصطناعية كبيرة.
في غضون ذلك، نفت واشنطن ما أوردته صحيفة نيويورك تايمز الاميركية حول احتمال خفض شروط الحوار مع ايران الى حد التخلي عن شرط وقف التخصيب في المرحلة الاولى من المحادثات بين طهران والدول الست الكبرى.
واعتبر البيت الابيض امس الاول أن الصحيفة لم تتحر الدقة بقولها ان الولايات المتحدة وحلفاءها الاوروبيين قد يتراجعون عن مطالبتهم بوقف تخصيب اليورانيوم كشرط للتحاور مع ايران، مؤكدا ان الهدف يبقى دفع ايران الى تعليق نشاطاتها الحساسة.
واضاف ان المباحثات التي اجراها مساعد وزيرة الخارجية وليامز بيرنز الاسبوع الماضي مع محاوريه الاوروبيين «كانت واضحة بالنسبة للإستراتيجية التي ينبغي اتباعها، والهدف يبقى نفسه».
وأوضح مسؤول آخر في وزارة الخارجية الأميركية في تصريحات لصحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية أمس إن واشنطن تفسر دعوة مسؤول السياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا ببدء مباحثات بأنها ليست إلا «مناقشات»، موضحا أن المناقشات ستكون فرصة نحو «مفاوضات جادة» وأن المفاوضات الجادة ستبحث إمكانية حل المعضلة التي ظلت مستمرة خلال السنوات القليلة الماضية ثم بعد ذلك يبدأ العمل بصورة تعاونية لمواجهة القلق الدولي حول برنامج إيران النووي.
نوويا ايضا رفع محمد خزاعي ممثل ايران الدائم لدى منظمة الامم المتحدة احتجاجا إلى الرئيس الدوري لمجلس الامن الدولي، أعرب فيه عن احتجاج ايران على تهديدات إسرائيل.
واحتج خزاعي بشدة في رسالته الموجهة إلى الرئيس الدوري لمجلس الامن الدولي على تصريحات الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز وتكرار تهديداته بشأن البرنامج النووي السلمي الايراني، وقال «إن عدم اتخاذ مجلس الامن لأي إجراء في التصدي لتصريحات وممارسات المسؤولين الاسرائيليين تعتبر عاملا مشجعا لهم».
وأشار خزاعي في رسالته ـ وفقا لما ذكرته وكالة (مهر) الايرانية للأنباء أمس ـ إلى أن الممثلية الدائمة لإيران أرسلت حتى الآن ثماني رسائل في الفترة الاخيرة احتجاجا على التصريحات غير القانونية لإسرائيل وتهديداتها.
شكوى لمجلس الأمن
وطالب خزاعي مجلس الامن بإدانة التصريحات الاخيرة لبيريز ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو التي هددا فيها باستخدام القوة ضد المنشآت النــووية الايرانية، ومطالبة إسرائيل بوقف تهديـــداتها فـــورا ضد اعضاء منظــــمة الامــم المتــحدة.
في غضون ذلك، أعلن الكسندر فومين نائب مدير جهاز التعاون العسكري ـ التقني الفيدرالي الروسي أمس ان روسيا لم تبدأ بتسليم ايران صواريخ ارض ـ جو «اس ـ 300» كما كان مقررا لحماية مواقع حساسة، بحسب ما افادت وكالة انترفاكس.
وقال خلال معرض اسلحة في ريو دي جانيرو «لا شيء يحصل حاليا، ولا يتم تسليم الاسلحة». في محاولة ربما لتهدئة استياء الولايات المتحدة وإسرائيل اللتين لا تستبعدان شن غارات جوية على اهداف عسكرية ايرانية لمنع طهران من امتلاك سلاح نووي.