وصل رئيس الوزراء السوري محمد ناجي عطري الى بغداد أمس على رأس وفد حكومي كبير يضم نحو عشرة وزراء وكبار المسؤولين في زيارة رسمية هي الاولى على هذا المستوى منذ ثلاثة عقود وتستغرق يومين.
ويناقش الجانبان جملة من الملفات ستتوج بتوقيع اتفاقية اقتصادية شاملة بين البلدين.
هذا ودعا عطري الى «تغيير شامل» في العلاقات وتوسيعها في مختلف المجالات مؤكدا استعداد الشركات السورية للمساهمة في اعمار العراق.
ونقل بيان حكومي عن رئيس الوزراء السوري دعوته الى «تغيير شامل في العلاقات بما يؤدي الى توسيع آفاقها وتمتين حلقات التعاون في مجالات التجارة والصناعة والنقل والنفط والغاز والكهرباء والثروة المعدنية».
وأكد ان «سورية تدعم جهود حكومة الوحدة الوطنية في قيادة العراق الى بر الأمان وتعزيز مسيرته السياسية والوفاق الوطني وتهيئة الظروف المناسبة لانسحاب القوات الأجنبية».
من جانبه، قال المالكي الذي اعتبر زيارة عطري «تاريخية»، انه يتطلع الى «علاقات نموذجية مع سورية ردا على القطيعة في زمن النظام السابق وما تلاها خلال صفحة مواجهة الإرهاب».
وأضاف ان «مساحة التعاون بين العراق وسورية واسعة ومتعددة». وأكد ان «قوة العراق عنصر مهم في استقرار المنطقة» موضحا ان «القوة التي نعنيها ليست العسكرية التي تحارب وتعتدي وتحتل دول الجوار وليست المغامرات الداخلية والخارجية».
بدوره قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري ان «الوفد الرفيع برئاسة رئيس الوزراء السوري سيناقش العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الجانبين». وأضاف ان «إحدى النقاط الأساسية هي إعادة افتتاح انبوب نقل النفط الى البحر المتوسط، الذي سيزيد منافذ صادراتنا النفطية، الأمر الذي يعود بالمنفعة على العراق وسورية». وأكد زيباري «إجراء مباحثات أمنية» بين الجانبين.
وفي شأن عراقي آخر، كشف صلاح المختار الإعلامي البعثي وسفير العراق السابق في الهند أن نائب رئيس مجلس قيادة الثورة السابق عزة الدوري وأبرز المطلوبين حاليا للقوات الأميركية، «لم يكن مصابا بمرض اللوكيميا كما كان يعتقد وإنما هو مصاب بمرض حساسية ضد الألبان». وأضاف: «كانت لديه (الدوري) مشكلة صحية قبل الغزو (الأميركي للعراق في 2003) وتمت معالجتها وهي الحساسية ضد الألبان ولم يكن مصابا لا باللوكيميا ولا بغيرها، كانت لديه حساسية ضد الألبان لمدة ربع قرن أنهكته جسديا لعدم تشخيص الحالة حينما ذهب إلى ڤيينا قبل الغزو شخصت الحالة وانتهت».
وتابع: «يسعى حزب البعث للوصول إلى السلطة لأنه قوة وطنية مسؤولة عن مستقبل العراق وعن واقع العراق كما كان مسؤولا عن حال العراق قبل الاحتلال ولكن وصول البعث إلى السلطة يجب ألا يترجم على أنه رغبة في السلطة بدليل أن استراتيجية البعث والمقاومة التي أعلنت رسميا في سبتمبر 2003 بعد الغزو تقول إن البعث سوف يقيم هو وحلفاؤه سلطة مؤقتة بعد التحرير».