بيروت ـ عمر حبنجر
أخذت الاضطرابات الامنية المتفاقمة في عاصمة الشمال طرابلس على خلفية تركيب اللوائح الانتخابية حيزا واسعا من مداولات مجلس الوزراء الذي انعقد امس برئاسة الرئيس ميشال سليمان وحضور رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، وغياب الوزيرين الأرمنيين جان اوغاسبيان وآرا يراونيان، لمصادفة اجتماع مجلس الوزراء مع احتفال عام بذكرى «الإبادة الأرمنية» في تركيا، وقد جدد الرئيس ميشال سليمان تحذيراته من مغبة العبث بالاستقرار الأمني وطمأن الى ان اجراءات ستتخذ لمواجهة اي محاولات للتفكير بإضعاف الأمن الانتخابي.
الاهتمام انصب على ما جرى ويجري بين منطقة جبل محسن، حيث معقل العلويين بقيادة علي عيد وابنه رفعت، وبين منطقة التبانة المقابلة حيث معقل تنظيم المستقبل، وقد سجل خلال ليل امس الأول الفائت سقوط خمس قذائف انيرغا في شارع سورية الكائن وسط المنطقتين، انما لم يبلغ عن اصابات، وقد تدخل الجيش وقبض على شخص واحد على الاقل.
وكان رفعت عيد مسؤول الحزب العربي الديموقراطي الذي يرأسه والده علي عيد قد كشف لـ «الأنباء» عن وثيقة تضمنت اعتراف فعاليات طرابلس ورئيس تنظيم المستقبل سعد الحريري بتمثيل عيد للعلويين في لقاء المصالحة الذي انعقد اثر احداث طرابلس المشهودة، وان هذه الوثيقة تلزم هذه الفعاليات ومعها الحريري بالوقوف على رأيه ورأي والده باختيار المرشح العلوي في طرابلس، لا ان يتفردوا بتسمية المرشح بدر ونوس كما حصل.
وردت مصادر «المستقبل» بالقول ان الوثيقة تضمنت تمثيل عيد للعلويين في اجتماع المصالحة الذي انبثقت عنه الوثيقة، وليس تمثيلا مطلقا في طرابلس، وغير طرابلس.
وامس كرر رفعت عيد تحذيره من مغبة ما حصل، وقال في تصريح صحافي، ان الوثيقة التي وقعها الحريري، بقيت حبرا على ورق، وان الطائفة العلوية تعرف كيف تستعيد حقوقها.
ورد عليه النائب المستقبلي مصطفى علوش بالقول: لسنا في وارد وضع جواسيس لسورية على لوائحنا.
وعلمت «الأنباء» ان ثمة تحضيرات تراقبها الدوائر الرسمية لانتقال احداث امنية ابتداء من نهاية مايو المقبل اي قبل بضعة ايام من موعد الانتخابات في السابع من يونيو، بقصد تعطيل الانتخابات، أقله في طرابلس وعكار.
وعلمت «الأنباء» ايضا ان هذه المعطيات ستكون على طاولة الحوار الوطني التي ستنعقد الثلاثاء، عشية سفر الرئيس سليمان الى لندن في زيارة رسمية.
منسق 14 آذار، المرشح الماروني عن دائرة جبيل د.فارس سعيد، وردا على سؤال حول احتمال انسحابه من المعركة الانتخابية لصالح الوسطية التي يمثلها المرشحان ناظم الخوري وانطوان باسيل قال: أنا أمثل شريحة واسعة في جبيل وهي شريحة قوى 14 آذار، والكل يدرك ويعرف، وحتى ما يسمى بالمستقلين، أن استبعاد 14 آذار عن المعركة الانتخابية في هذه الدائرة هو لتسهيل فوز لائحة العماد عون وحزب الله، لذلك غير وارد ولا في اي شكل من الاشكال انسحاب 14 آذار من هذه المعركة، الوارد هو ان نقوم بأعمال تنسيق مع القوى الحليفة التي تشاركنا في فكرة بناء الدولة.
واضاف: بالامس اعلن العماد عون لائحته الانتخابية في جبيل، وهي لائحة ضعيفة لأنها تضم مرشحين ليسوا بأقوياء في هذه المنطقة، وبالتالي من السهولة بمكان ان تقوم عملية تنسيق بين 14 اذار وبعض المستقلين، من اجل ان تكون المعركة متكافئة، بل ورابحة ايضا.
وفي حال لم يحصل اتفاق مع المستقلين في جبيل قال سعيد (أي مع ناظم خوري القريب من الرئيس سليمان أو باسيل): سنخوض المعركة مع مرشح شيعي وربما تستكمل لاحقا مع مرشح ماروني من الساحل الجبيلي.
من جهته رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، قال في خطاب انتخابي: نحن نريد من الانتخابات ان تفوز المعارضة باكثرية نيابية تلغي كل مفاعيل الاكثرية النيابية السابقة، التي لم تأت الى البلد الا بالانقسام وبتضييع الهوية والرهان على الاجنبي ومفاقمة الدين العام.
اشارة الى موقف لافت لوزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون حين عبرت عن القلق من احتمال فوز حزب الله في الانتخابات النيابية، ورأت ان من الاهمية بمكان ان تؤدي تلك الانتخابات الى تعزيز القيادة الحكومية الموجودة حاليا، والتي تقف بوجه فوز حزب الله.
اما فيما خص السجال السياسي القائم بين مصر وحزب الله على خلفية اعتقال خلية لحزب الله على ارض مصر فقد اكد مدير مكتب الامين العام للجامعة العربية هشام يوسف ان زيارة الامين العام عمرو موسى المرتقبة الى بيروت اليوم مرتبطة حصرا بالاحتفال ببيروت عاصمة عالمية للكتاب للعام 2009 – 2010 موضحا ان الامين العام سيتوجه الى بيروت في اطار هذه المناسبة.
يوسف، وفي حديث الى موقع النشرة الالكتروني، اشار الى ان موسى سينتهز المناسبة للقاء العديد من المسؤولين اللبنانيين دون شك والبحث معهم في آخر التطورات.
وردا على سؤال عن الصراع المستجد بين مصر وحزب الله على خلفية الاتهامات التي وجهها النظام المصري مؤخرا للحزب، اكد يوسف ان الجامعة العربية تتابع هذه القضية لكنه شدد على عدم جواز التعاطي مع هذا الموضوع اعلاميا واوضح ان هذا الملف يتطلب مناقشات هادئة وليس تصريحات اعلامية حول الجهد المبذول والخطوات المنفذة محذرا من ان التصريحات الاعلامية قد تزيد الامور تعقيدا.
وردا على سؤال عن امكانية حضور هذه القضية خلال لقاءات موسى مع المسؤولين اللبنانيين في اطار زيارته اعرب يوسف عن اقتناعه بعدم القدرة على تفادي مناقشة هذا الموضوع خلال اللقاء لكنه شدد على انه ليس مطروحا في اساس الزيارة المرتبطة بالاحتفال ببيروت عاصمة للكتاب.
واذ رفض التعليق اكثر على هذا الصراع بشكل عام، اكتفى بالقول انه يضاف للصعوبات والمشاكل والتحديات التي تواجه المنطقة واصفا اياه بـ «الخلاف الذي نتمنى تجاوزه».