أعلن مسؤولون في الاستخبارات الأميركية «سي اي ايه» ان الطائرة الماليزية التي تحطمت في أوكرانيا قد يكون أسقطها انفصاليون أوكرانيون موالون لروسيا غير مدربين «عن طريق الخطأ»، لكنها استبعدت في الوقت نفسه الرواية الروسية للحادث التي اعتبرت انها لأغراض دعائية.
وقال مسؤول كبير فضل عدم ذكر اسمه للصحافيين ان الأدلة التي تم جمعها حتى الآن تشير الى ان انفصاليين أطلقوا الصاروخ ارض جو من طراز اس ايه-11 الذي أدى الى تفجير الطائرة في 17 يوليو، لكنه لايزال من غير الواضح من اطلق الصاروخ ولماذا.
وأضاف المسؤول ان «التفسير الأكثر ترجيحا هو انه حصل خطأ» وان الصاروخ اطلقه «فريق غير مدرب»، علما ان النظام المستخدم، وهو بطارية صواريخ ارض-جو روسية الصنع من طراز بوك، يتطلب تدريبا وحرفية.
وأضاف المسؤول انه رغم ان الصاروخ اطلق من منطقة يسيطر عليها الانفصاليون فإنه لايزال مستحيلا تحديد الجهة التي «ضغطت على الزناد» وسبب القيام بذلك.
وأكد معطيات الأقمار الاصطناعية الأميركية وغيرها من وسائل الاستخبارات «التقنية» ان الطائرة التي كان على متنها 298 شخصا أصيبت بصاروخ ارض جو من نوع اس ايه-11 انطلق من منطقة خاضعة لسيطرة انفصاليين موالين لروسيا في شرق أوكرانيا.
وتابع المسؤول الأميركي: «من المؤكد ان صاروخ اس ايه-11 اطلق من شرق أوكرانيا في ملابسات ساهمت روسيا في خلقها».
وقال: «هناك أمران لا نعرفهما، من ضغط على الزناد؟ إذ ليس لدينا اسم او رتبة او جنسية، كما اننا نجهل السبب».
وبدا وكأن الذين اطلقوا الصاروخ استندوا الى بيانات رادار واحد تابع لبطارية صواريخ بدلا من شبكة رادارات كانت ستعطي صورة أوضح وأكثر شمولية عن حركة الملاحة الجوية.
وقال مسؤول استخباراتي ثان ان الصاروخ اس ايه-11 مصمم ليستخدم «ضمن نظام دفاعي متكامل»، لكن بما ان شعاع الرادار التابع له وحيد، فإن الصورة «ستكون مبهمة» أمام الذين سيطلقون الصاروخ.
في هذه الأثناء، أعلن رئيس الوزراء الأسترالي توني ابوت انه «من الممكن جدا ان يكون هناك العديد من الجثث حتى الآن» في مكان تحطم الطائرة الماليزية، وذلك بينما يتم نقل الجثث الأولى الى هولندا.
وصرح ابوت بأنه «من الممكن جدا ان العديد من الجثث لايزال في العراء وهي معرضة لحر الصيف وللحيوانات». ودعا ابوت مجددا الى القيام بـ«أعمال بحث مكثفة لانتشال» الجثث من مكان الحادث الذي وقع بشرق أوكرانيا في منطقة خاضعة لسيطرة الانفصاليين الموالين لروسيا. وأعرب عن «قلقه الشديد» معتبرا ان عمليات انتشال الجثث «لم تتم حتى الآن باحتراف».
في غضون ذلك، زار الرئيس الأميركي باراك أوباما السفارة الهولندية في واشنطن أمس الأول وكتب في سجل التعازي يقول ان الولايات المتحدة لن يستريح لها بال حتى يلقى المسؤولون عن إسقاط الطائرة الجزاء العادل.
وفي وقت لاحق قال البيت الأبيض في بيان ان أوباما ورئيس الوزراء الهولندي مارك روت اتفقا أثناء مكالمة هاتفية على انه يجب ان تواجه روسيا أعباء متزايدة إذا واصلت دعم الانفصاليين الذين يستخدمون العنف في شرق أوكرانيا.