- المقاومة تطلق 2840 صاروخاً على إسرائيل منذ بدء الجرف الصامد
يبدو أن المساعي الدولية للتوصل الى هدنة في قطاع غزة تراجعت لصالح التصعيد العسكري، حيث أكدت اسرائيل انها لن تسحب قواتها من غزة قبل ان تنجز مهمتها واعلنت استدعاء المزيد من قوات الاحتياط، رغم أن محللين اسرائيليين يرون أن «اسرائيل عالقة على تخوم غزة بدون اي استراتيجية خروج وبدون اي وقف اطلاق نار يلوح في الافق»، وفقا لما كتب مراسل الشؤون الدفاعية في صحيفة يديعوت احرونوت اليكس فيشمان، واضاف «في غضون بضعة ايام سيكون على اسرائيل ان تقرر ما اذا كانت ستمضي بالهجوم بكامل القوة او سحب القوات».
لكن الجواب جاء على لسان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي تعهد قبل بدء اجتماع الحكومة الامنية المصغرة أمس، بمواصلة «تدمير الانفاق في قطاع غزة سواء تم التوصل الى وقف اطلاق نار او لم يتم الاتفاق عليه».
وقال نتنياهو «نحن مصممون على اتمام هذه المهمة سواء مع وقف اطلاق النار او بدونه، ولن نوافق على اي مقترح لا يسمح للجيش الاسرائيلي بانهاء هذا العمل».
وشدد نتنياهو ايضا على ان الجيش لا يستطيع «ضمان النجاح بنسبة 100%» في تحديد مواقع الانفاق «مع ان جنودنا حققوا نجاحات مثيرة للاعجاب».
واعتبر رئيس الوزراء الاسرائيلي ان تدمير الانفاق ليس سوى «الخطوة الاولى من نزع السلاح في قطاع غزة».
وفي اطار هذا التصعيد، قالت مصادر عسكرية إن الجيش الإسرائيلي قرر تجنيد 16 ألف جندي إسرائيلي اضافي للمشاركة في توسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية البرية ضد قطاع غزة، ليصل عدد الجنود الذين تم استدعاؤهم منذ بداية الحرب في السابع من الشهر الماضي إلى 86 ألفا.
وقال أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) «استدعت سلطات الجيش 16.000 من جنود الاحتياط لينضموا إلى عشرات الآلاف الذين تم تجنيدهم من قبل، في إطار عملية الجرف الصامد».
وأوضح مكتب المتحدث العسكري الإسرائيلي، لوكالة الأناضول، أنه بذلك يصل عدد جنود الاحتياط الذين تم استدعاؤهم منذ بداية الحرب على غزة إلى 86 ألفا.
ويأتي امر الاستدعاء بعدما اعلنت واشنطن موافقتها على تزويد اسرائيل بكميات جديدة من الذخائر لتعويض تراجع مخزوناتها رغم الادانة الاميركية الشديدة للقصف الذي استهدف مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) في جباليا، شمال قطاع غزة.
من جهتها، قالت الإذاعة الإسرائيلية العامة نقلا عن مصدر عسكري إسرائيلي لم تحدد هويته، إن «استدعاء المزيد من جنود الاحتياط والتوجه إلى الولايات المتحدة لسد احتياجات الجيش من الذخيرة، يندرجان في إطار الاستعدادات لمواصلة المعركة في قطاع غزة».
وكانت واشنطن اعترفت بإمداد إسرائيل بشحنة ذخائر رغم تصاعد العدوان الإسرائيلية على قطاع غزة.
وقال بيان صادر عن وزارة الدفاع الأميركية «الپنتاغون» ان الجيش الاسرائيلي طلب في 20 يوليو اعادة إمداده بالذخائر بسبب انخفاض مخزوناته، مشيرا الى انه وافق على بيعه هذه الذخائر بعد ثلاثة ايام من ذلك.
وصرح المتحدث باسم الپنتاغون جون كيربي في بيان بأن «الولايات المتحدة التزمت بضمان امن اسرائيل، وانه لامر حاسم للمصالح القومية الاميركية مساعدة اسرائيل على ان تطور وتحافظ على قدرة قوية وفعالة في مجال الدفاع عن النفس».
واضاف ان صفقة «التسلح هذه تتناسب مع هذه الاهداف»، وكانت منظمة العفو الدولية حثت الولايات المتحدة على وقف امداد اسرائيل بالاسلحة.
وقالت في عريضة وجهتها الى وزير الخارجية الاميركي جون كيري «لقد آن الاوان للحكومة الاميركية لكي تعلق نقل اسلحة الى اسرائيل والسعي لفرض حظر دولي على الاسلحة الى كل اطراف النزاع».
ميدانيا، استأنف الجيش الإسرائيلي عدوانه على غزة في اليوم الـ 25 من انطلاق عملية الجرف الصامد، واعلن انه استهدف 110 أهداف داخل القطاع.
وفي تغريدة أخرى له على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، قال أدرعي «أغارت طائرات سلاح الجو خلال الساعات الـ 24 الأخيرة على 110 أهداف للمخربين في القطاع، من بينها 5 منازل لمسؤولين استعملت كمراكز لنشاطات إرهابية» على حد قوله.
وبحسب ما أعلنه الجيش الإسرائيلي على موقعه الإلكتروني، فإن عدد الأهداف التي أغار عليها في قطاع غزة، منذ اطلاق حربه بلغ 4215 هدفا.
واستمر سقوط القتلى والجرحى في صفوف المدنيين الفلسطينيين، حيث قتل نحو عشرة اشخاص لترتفع حصيلة القتلى الى نحو 1740 منذ بدء الهجوم في 8 يوليو بينهم اكثر من 245 طفلا بحسب اليونيسيف.
وقتل اكثر من مائة فلسطيني في قطاع غزة أمس الاول بينهم ضحايا المجزرة الاسرائيلية في سوق في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، ومدرسة الاونروا التي لجأ اليها فلسطينيون هربا من القصف.
وقتل 17 شخصا على الاقل في القصف على السوق في الشجاعية اثناء تهدئة انسانية من اربع ساعات اعلنتها اسرائيل في اقسام اخرى من القطاع.
وجاءت ضربة السوق بعد ساعات على القصف الاسرائيلي على مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (اونروا) تأوي اكثر من 3300 فلسطيني هربوا من القصف، ما ادى الى مقتل 16 شخصا.
وفي الجانب الاسرائيلي اعلن الجيش ان ثلاثة من جنوده قتلوا في غزة لترتفع بذلك حصيلة قتلاه الى 56 منذ بدء الهجوم، ما يشكل اعلى خسائر تلحق بالجيش منذ حربه ضد حزب الله في لبنان عام 2006.
من جهتها، اعلنت حماس انها اطلقت صواريخ على تل ابيب ومدينة عسقلان ردا على قصف السوق والمدرسة التابعة للاونروا.
واعلن الجيش الاسرائيلي ان صاروخا سقط في منطقة تل ابيب وتم اعتراض اخرين فوق عسقلان.
واشار الى سقوط 81 صاروخا في اسرائيل الاربعاء.
واعترف بإطلاق فصائل المقاومة لـ 2840 صاروخا من غزة على مناطق مختلفة من إسرائيل، نجحت القبة الحديدية في إسقاط 530 منها منذ بدء العملية العسكرية على القطاع في 7 يوليو الجاري.
وقال بيان للجيش الإسرائيلي: «أطلقت منذ بدء العملية العسكرية على قطاع غزة 2840 صاروخا نجحت القبة الحديدية في إسقاط 530 منها».
وأضافت القناة أن الصواريخ طالت كلا من مدينة تل أبيب الكبرى وسط إسرائيل، ومناطق مختلفة في الشمال منها مدينة حيفا، بالإضافة إلى مختلف مدن جنوب إسرائيل ومنها عسقلان، والنقب، وديمونا.
من ناحيتها، حملت وزارة الداخلية في غزة الاحتلال الاسرائيلي المسئولية الكاملة عن استهداف طواقم الدفاع المدني بشكل متعمد، مؤكدة أن ذلك «جريمة حرب» بحق طواقم مدنية وإنسانية يكفل لها القانون الدولي الحماية في أوقات النزاعات والحروب.
وقال الناطق باسم وزارة الداخلية إياد البزم إن اثنين من جهاز الدفاع المدني استشهدا واصيب خمسة اخرون أمس بقصف المدفعية الإسرائيلية لسوق الشجاعية أثناء قيامهم بإطفاء حرائق جراء القصف الإسرائيلي على السوق، مشيرا الى ارتفاع عدد شهداء جهاز الدفاع المدني إلى سبعة شهداء و26 جريحا منذ بداية العدوان.