بيروت ـ عمر حبنجر
ارتدادات ما عرف بإطلاق الضباط الاربعة ما زالت الشغل الشاغل للحياة السياسية في لبنان، وخصوصا منها الحملة ضد القضاة، الذين اعلن كبيرهم مدعي عام التمييز سعيد ميرزا، جوابا على دعوته للاستقالة، ان هذا الامر غير وارد اطلاقا.
البطريرك الماروني نصرالله صفير انضم الى المدافعين عن القضاء اللبناني «في ظل ما تتناوله الالسن اليوم من اقوال بعيدة عن الحقيقة»، واضعا هذه الحملة في اطار الاهداف السياسية.
صفير هنأ الضباط الاربعة الذين افرج عنهم لكنه أمل «بأن تنجلي كل الخفايا في هذه القضية لكي لا تبقى مثار جدل وان يصان القضاء ويحصن القضاة المشهود لهم بالعلم والنزاهة».
وتلقى البطريرك مشروعا اعده د.ڤيكتور غريب من اجل انشاء محكمة خاصة لإعادة النظر « في الاحكام الجائرة التي صدرت في ظل الوجود السوري، ضد لبنانيين من مختلف الفئات. وقال غريب ان احد الضباط المفرج عنهم صرح قائلا انه شعر بالظلم الكبير حينما اعتقلوه تعسفيا..» واضاف: انا اسأله عن الاعتقال التعسفي والتعذيب وتخريب العائلة، الذي استهدف شريحة من اللبنانيين في زمن سلطة الرجل وبعضهم بلغ الموت؟ وقال اذا كان القعود في الغرف المميزة يسمى اعتقالا تعسفيا فماذا نقول عمّا حل بنا؟
البطريرك صفير رد قائلا ان ما يجري عندنا في هذه الايام موجع ومخجل وهناك اقاويل كثيرة تموه الحقيقة، لافتا الى ان الحقيقة وحدها تنقذ وأن ما عداها يذهب بنا الى المجهول، المطلوب اظهار الحقيقة لتشرق الشمس ليعرف الناس من هو المظلوم ومن هو الظالم.
النائب انطوان زهرا الذي رافق الوفد ممثلا القوات اللبنانية التي تقف وراء مشروع المحكمة الخاصة، اعتبر ان مشروع القانون هذا يكتسب اهمية خاصة في خضم الحملة على القضاء ومحاولة اسقاط اهم حصن من حصون السلطات المستقلة التي تؤمن استمرار البلد الحر المستقل.
وقال ان القضاء لم يخطئ انما من وجه العملية الامنية والقضائية برمتها، مؤكدا ان الحملة الظالمة على القضاء لن تمر ولن نقبل بها.
وقال لمن يهددون القضاة الآن: زمن الاول تحول، وما هكذا تورد الابل.
الحريري: نقبل قرارات المحكمة
رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري شدد على ان المحكمة الدولية صارت حقيقة، وقال لمحطة فرانس 24، الآن بعد قبول الجميع قرار المحكمة، يجب ألا يعود هناك اي سبب بعدم قبول مذكرة التفاهم.
وقال: ما يهمنا ان المحكمة الدولية ظهرت غير مسيسة، وهناك كلام كثير عن ان التحقيق مسيس والدليل بقاء الضباط اربع سنوات، ولنقل ان ذلك صحيح، فهل يطلقونهم قبل الانتخابات التشريعية بشهر واحد؟!
واضاف: لذلك نحن قبلنا هذا القرار كما هو، وهذا قرار دولي، ليس مهما ان يعجبنا او لا يعجبنا، نحن قلنا ان اي قرار يصدر نقبل به، وانا اقول لقوى 8 آذار: اذا المحكمة اتهمت اسرائيل هل يكون عندهم مشكلة.
وعلى الصعيد الانتخابي أعلنت لائحة «المستقلين وقوى 14 آذار» في دائرة بعبدا ودعيت لائحة «القرار الوطني المستقل» وضمت عن المقاعد المارونية صلاح حنين وادمون غاريوس والياس أبوعاصي وعن المقعدين الشيعيين باسم السبع وصلاح حركة وعن المقعد الدرزي أيمن شقير.
فضل الله: مع القضاء دون إجراءاته!
لكن النائب حسن فضل الله عضو حزب الله أكد انه مع احترام القضاء اللبناني من خلال رفع اليد السياسية عنه، ونحمل كل ما تورط في تضليل التحقيق المسؤولية الكاملة.
بيد ان فضل الله رفض القبول بما سيصدر عن مجلس القضاء الأعلى في اجتماعه غدا، وقال: لن نسلم بما يقرره مجلس القضاء 100%، بل نحن نعتبر المشكلة عند هذا المجلس، نحن نعتبر ان على السلطة السياسية ان تتخذ القرار.
عدوان: لا خيار لنا سوى الدولة
النائب جورج عدوان (نائب رئيس القوات اللبنانية) قال من جهته: ان القضاء شيء والتعاطي بالسياسية شيء آخر، واضاف: نحن لم نرد الدمج بين الوضع السياسي والوضع القضائي، فقضية الضباط الأربعة هي شأن قضائي بحت ويجب ان تبقى في هذا الإطار ولا تتجاوزه.
وقال عدوان في لقاء مع اتحاد بلديات اقليم الخروب الشمالي، علينا كلبنانيين في 7 يونيو مادام لا خيار لنا سوى الدولة، ان تكون لكل اللبنانيين، وهي ضمانتنا الوحيدة.
واضاف: نحن أمام خيارات وطنية اخرى، هل يكمل الوطن في مسار ثورة الأرز أو بعودة الى ما قبل 2005؟
بدوره النائب مروان حمادة وفي لقاء منفرد مع اتحاد البلديات عينه تمنى ان تكون الحكومات المقبلة أقل تعطيلا واكثر انجازا من الحكومات السابقة وان يكون المجلس النيابي مفتوحا على مدى 4 سنوات.
نقولا يرد على المر
في المقابل، لفت عضو تكتل «التغيير والإصلاح» النائب نبيل نقولا الى انه «عندما قيل لنا ان المعركة معركة احجام، تساءلنا عن معناها، فرأينا ان الحجم هو عدد النواب الذي يحصل عليه الفريق الآخر في المتن».
وتوجه النائب نقولا الى النائب ميشال المر فقال: «بالنسبة الينا حجمه ليس بعدد النواب الذي يأتي بهم بل بالـ 50 سنة التي قضاها في السياسة اللبنانية».
واعتبر نقولا في حديث تلفزيوني ان «المر صغر حجمه السياسي بكلامه ان الحجم السياسي هو «قصقص ورق وساويهم ناس».
واضاف النائب نقولا: «لا اعتقد ان المر قادر على التجانس مع أي من المرشحين على لائحته». وتساءل نقولا ما الذي يجمع اميل كنعان المرشح الماروني على لائحة المر في المتن مع القوات؟ وما الذي يجمع القوات مع المر؟
ولفت نقولا الى ان «ثمة من يخفف من وطأة انسحاب الوزير نسيب لحود من معركة المتن»، معتبرا ان «مجرد انسحابه يؤكد ان المعركة احجام».
إده يدعو عون لمناظرة تلفزيونية
عميد حزب الكتلة الوطنية كارلوس إده، حذر مما يعده حزب الله من مخططات تشكل خطرا على الكيان الوطني معتبرا ان الحزب يقوى عاما بعد عام الى حد العمل على تغيير المعادلة اللبنانية وتغيير وجهة لبنان.
ورأى اده ان لحزب الله ارتباطات خارجية وسأل العماد عون ما اذا كان يوافق على كل ما يقوم به الحزب، كما سأل عن مدى تداعيات تصرف الحزب في مصر على لبنان؟ وما جدوى ورقة التفاهم بين التيار الوطني والحزب عندما يختل التوازن الديموغرافي، بين حزب الله والقوى الأخرى في لبنان، ولا يعود الحزب بحاجة الى غطاء العماد عون؟
ودعا إده العماد عون الى مناظرة تلفزيونية مباشرة، مؤكدا انه رأى خطر حزب الله والكارثة التي يقود لبنان اليها منذ العام 2005، وعلق على الشعار الانتخابي للتيار العوني (الجمهورية الثالثة ثابتة) بالقول: انها ربما جمهورية المثالثة. وعن الحرمان في منطقة كسروان قال اده ان عون أعطى حصته في الحكومة الأولى التي شارك فيها للرئيس السابق اميل لحود، وفي المرة الثانية اعطى حصة كسروان الى صهره جبران باسيل، ولأنها شركة عون المحدودة، كرر الدعوة الى مناظرة تلفزيونية.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )