- التنظيم هدد بإعدام صحافي أميركي آخر رهينة لديه إذا لم يوقف أوباما الضربات الجوية في العراق
تحت عنوان «رسالة إلى أميركا» نشر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) فيديو لقطعه رأس الصحافي الأميركي جيمس فولي الذي خطف في سورية في نهاية 2012 مهددا بقتل آخر، وذلك ردا منه على الدعم الأميركي للقوات العراقية والكردية في معاركها ضد مقاتلي التنظيم المتطرف في شمال العراق.
وبثت مواقع إلكترونية إسلامية «جهادية» شريط الفيديو الذي يظهر فيه شخص ملثم يرتدي زيا أسود ويحمل بندقية وهو يقطع رأس الصحافي الأميركي، وهدد «داعش» بإعدام الرهينة الأخرى الذي ظهر في الفيديو وهو الصحافي الأميركي ستيفن جويل سوتلوف، الذي ظهر جاثيا على ركبتيه وقد أمسك مسلح ملثم برقبته من الخلف، إذا لم يوقف الرئيس الأميركي باراك أوباما الضربات الجوية الأميركية في العراق.
وكان فولي (40 عاما) مراسلا حرا شارك في تغطية الحرب في ليبيا قبل ان يتوجه الى سورية لتغطية النزاع في هذا البلد لحساب «غلوبال بوست» ووسائل إعلام أخرى.
كما زود وكالة فرانس برس بتقارير صحافية أثناء وجوده هناك.
وقال إيمانويل هوغ رئيس مجلس إدارة وكالة فرانس برس «لقد صدمنا بنشر هذا الفيديو، الذي لم يتم التحقق من صحته، وبإعلان ان فولي قتل».
وفي شريط الإعدام، وهو بعنوان «رسالة إلى أميركا» ومدته 5 دقائق تقريبا، يبدأ التسجيل بعرض لإعلان الرئيس أوباما انه أجاز توجيه ضربات جوية إلى تنظيم «الدولة الإسلامية»، ثم يظهر مقطع لإحدى هذه الغارات تليه رسالة من الصحافي مدتها دقيقتان تقريبا، ثم عملية الذبح التي ارتكبها شخص ملثم يحمل سكينا ويرتدي لباسا أسود اللون يتحدث الإنجليزية بلهجة بريطانية. وتم تصوير الشريط في منطقة صحراوية ليس فيها أي إشارات تدل على وجودها في سورية أو العراق.
ونشر شريط الفيديو هذا بعد إعلان أوباما «اتباع إستراتيجية بعيدة الأمد» في القتال ضد «الدولة الإسلامية»، ودعم تشكيل حكومة عراقية جديدة برئاسة حيدر العبادي.
وفي آخر حملات التنظيم على مواقع التواصل الاجتماعي، أطلق مناصروه هاشتاغ «رسالة من داعش الى الولايات المتحدة» على موقع تويتر وارفقوه بتهديد الى الولايات المتحدة «سنسيل دماءكم».
من جانبها، أعلنت الولايات المتحدة الأميركية انها تعمل على التحقق من مصداقية فيديو يظهر فيه الصحافي الأميركي جيمس فولي مذبوحا نشر من قبل الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش).
وأكدت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي كيتلين هايدن في بيان الليلة قبل الماضية ان «أجهزة الاستخبارات تعمل على التحقق من صحة الفيديو في أسرع وقت».
وأضافت أنه في حال تبين أن الشريط صحيح «فإننا نؤكد استياءنا الشديد من هذا القتل الوحشي لصحافي أميركي بريء وهو أمر مروع ونعرب عن خالص تعازينا لعائلته وأصدقائه».
وأوضحت ان «تنظيم داعش نشر الفيديو تحت عنوان (رسالة إلى أميركا) عازيا قتل فولي الى قرار الرئيس أوباما لقصف مواقع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق».
وعلى الصعيد العراقي الميداني، في شمال وغرب بغداد تحديدا، عززت القوات العراقية المدعومة من ميليشيات شيعية وقبائل سنة بالإضافة الى قوات البشمركة مواقعها بعدما نجحت في صد المقاتلين الإسلاميين، ولكنها لم تقم بأي تحركات أمس.
ولم تنجح القوات التي تحاول استعادة مدينة تكريت، من يد مقاتلي «الدولة الإسلامية» من دخول المدينة.
وبحسب عسكريين أكراد فإن غارة أميركية استهدفت امس تجمعا للمقاتلين المتطرفين في مدرسة بالقرب من منطقة سد الموصل الذي استعادته القوات العراقية والكردية من أيدي «الدولة الإسلامية» بدعم جوي أميركي.
وكان مقاتلو التنظيم، الذين يسيطرون على مناطق واسعة في سورية، شنوا في 9 يونيو هجوما في العراق سيطروا خلاله على قسم كبير من شمال البلاد، وبدأوا بالتقدم باتجاه إقليم كردستان.
ومطلع الشهر الجاري وسع التنظيم المتطرف هجومه الى مناطق تقطنها أقليات ايزيدية ومسيحية في شمال العراق، حيث ارتكب مجازر وأجبر حوالي 200 ألف شخص، معظمهم من هاتين الأقليتين، على الفرار.
ولجأ الفارون إلى الجبال في الشمال والى كردستان وحتى المخيمات على الحدود السورية، ما خلق «أزمة إنسانية خطيرة»، وفق وكالات الإغاثة.
وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أمس إحدى أهم عملياتها لمساعدة حوالي نصف مليون نازح، والتي «ستبدأ بجسر جوي مدته 4 أيام تستخدم خلاله طائرات بوينغ 747 من العقبة في الأردن الى أربيل، ومن ثم قوافل برية من تركيا والأردن، وشحنات بحرية وبرية من دبي عبر إيران خلال الأيام الـ 10 التالية».