شرم الشيخ ـ خديجة حمودة
أكد الرئيس المصري محمد حسني مبارك أن ثلاثة عقود مضت على معاهدة السلام المصرية ـ الاسرائيلية ثبت خلالها ان السلام ليس مستحيلا.
وقال إن السلام يصنعه الأقوياء ويحققه من يملكون شجاعة اتخاذ القرارات الصعبة والقادرون على الالتزام بتنفيذها.
وفي كلمة ألقاها مبارك في بداية مؤتمر صحافي مع رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو في ختام مباحثاتهما في شرم الشيخ أمس، قال مبارك «لقد أكد لي رئيس الوزراء التزام حكومته بالسعي للسلام وأكدت من جانبي تطلع مصر لمواقف إيجابية تعكس هذا الالتزام تحقق السلام على المسار الفلسطيني وفق حل الدولتين وتفتح الطريق أمام باقي المسارات وفق مبادرة السلام العربية».
وأوضح مبارك انه أثار مع نتنياهو ملف الاستيطان وانعكاساته الضارة على فرص السلام «كما أكدت أهمية استئناف المفاوضات من حيث انتهت بين إسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطينية وفق أفق سياسي واضح يتعامل مع جميع قضايا الحل النهائي، ويقيم الدولة الفلسطينية المستقلة لتعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل في أمن وسلام».
وتابع «تناولنا تثبيت التهدئة في غزة وفتح معابرها ورفع حصارها وإعادة اعمارها، وما يرتبط بذلك من جهود مصر لتحقيق الوفاق الوطني الفلسطيني، وإنجاح صفقة إطلاق سراح السجناء من كلا الجانبين».
وأكد ان مصر ومنطقتها والعالم يتطلعون لسلام الشرق الأوسط سلام عادل وشامل يحقق الأمن والاستقرار للجميع. ينهي الحلقة المفرغة للعنف والعنف المضاد، بحقن الدماء ويعزز التعاون بين جميع دول وشعوب المنطقة بما في ذلك الشعب الفلسطيني وشعب إسرائيل.
من جانبه اكد نتنياهو أنه أبلغ مبارك أن السلام بين مصر وإسرائيل مستمر منذ ثلاثين عاما وأنه صمد أمام كل الاختبارات وأن هذا السلام هو ثروة استراتيجية للطرفين. وأضاف: «اننا نريد توسيع السلام وخاصة مع جيراننا الفلسطينيين نريد أن يعيش الإسرائيليون والفلسطينيون على حد سواء في آفاق السلام والأمن والاستقرار والرفاهية». ونعتقد ان هذه «الأمور الثلاثة يجب ان تسير بشكل متواز لا ان (يتم تقدم) في احدها على حساب الآخر».
وتابع نتنياهو: «إننا نريد بأقصى سرعة أن نجدد محادثات السلام مع الفلسطينيين خلال الأسابيع المقبلة»، مشددا على ضرورة تسهيل الإجراءات لتحقيق تعاون اقتصادي بين الجانبين، وكذلك نساعد الأجهزة الأمنية الفلسطينية في تحقيق الاستقرار. وأضاف «نحن نعتقد أن مساعدة مصر وجهود الرئيس مبارك ستكون مهمة للغاية في محاربة الإرهابيين الذين يؤثرون بالسلب على عملية السلام».
وأعرب نتنياهو عن رغبته في تدعيم العلاقات بين إسرائيل والدول العربية، قائلا «جئت إلى مصر لتعزيز العلاقات بين الشعب اليهودي القديم وبين الأمة العربية الكبيرة»، مضيفا أن الشعب اليهودي يرغب في علاقات تناغم مع الشعوب الإسلامية.
وأضاف «نحن اليوم نتعرض لقوى إرهابية تهدد السلام والاستقرار في الشرق الأوسط»، مشيرا إلى أن «الصراع في الشرق الأوسط ليس صراعا بين أديان وليس صراعا بين شعوب ولكنه صراع بين معتدلين ومتطرفين، إنه صراع بين من يدعو للحياة ومن يدعو للعنف والموت».
وأردف «نحن نريد أن نزرع ونعمر ونبنى بينما هناك آخرون يسعون إلى زرع الدمار والخراب والموت، ولأن إسرائيل ومصر يسعيان إلى بناء مستقبل فإن علينا أن نسعى إلى دعم التعاون بيننا وتعزيزه».
وأشار رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى أنه يعتقد أنه «في استطاعتنا أن نعيد إلى منطقتنا العريقة أمجاد الماضي، وأن نعطى أبناءنا آمالا في مستقبل مشرق لأبناء العرب وأبناء اليهود على حد سواء».
بدورها اعتبرت حركة حماس ان زيارة نتنياهو الى مصر تهدف الى ايجاد سياسة «محاور خطيرة» في المنطقة وتحسين صورة الاحتلال بعد حربه على قطاع غزة وبعد التعاطف العالمي والدولي مع القضية الفلسطينية.
وقال المتحدث باسم الحركة فوزي برهوم في تصريح صحافي ان «المطلوب من مصر الا تنساق مع اي من هذه السياسات ولا تترك المجال لحدوثها وان تكون لها مواقف واضحة وقوية وضاغطة على رئيس حكومة الاحتلال وتحديدا فيما يتعلق بالمواضيع والقضايا الفلسطينية كالحصار والعدوان وصفقة التبادل وحقوق الشعب الفلسطيني». وشدد برهوم على انه «يجب الا تترك اي فرصة لرئيس الوزراء الاسرائيلي لاستغلال البوابة العربية لخدمة مصالحه وأجندته».