طلب رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسينيوك من وزارة الدفاع امس التأكد من أن القوات الحكومية في حالة استعداد كامل لمعركة بالرغم من اتفاق لوقف إطلاق النار مع الانفصاليين المدعومين من روسيا.
وقال ياتسينيوك في تصريحات تتفق مع الموقف المتشدد الذي يتخذه بشأن المفاوضات مع المتمردين الانفصاليين في شرق أوكرانيا «روسيا لن تمنحنا السلام وعليه فإنني أطلب من وزير الدفاع الاستعداد الكامل لخوض المعركة».
وتابع قائلا إن تفعيل خطة السلام التي اقترحها الرئيس بيترو بوروشينكو لا يعني «الاسترخاء في وزارتي الدفاع والداخلية». وأضاف «الاستعداد الكامل (مطلوب).. لا يمكن أن نصدق أحدا خصوصا الروس».
الى ذلك، أعلن ياتسينيوك، أن كييف لا تنوي إضفاء الشرعية على جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين المعلنتين من جانب واحد.
ونقلت قناة «روسيا اليوم» الإخبارية امس عن ياتسينيوك قوله «إن موقفي السياسي لن يسمح بإضفاء الشرعية على جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين، معقلي الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا».
وأكد رئيس الوزراء الأوكراني أن الحكومة ستقوم بإعادة إعمار بعض مناطق دونباس الواقعة شرق البلاد على حساب الميزانية العامة، حال خضوعها لسيطرة كييف الكاملة.
واقترح ياتسينيوك، إنشاء صندوق خاص لتمويل إعمار بعض المناطق المتضررة من القتال في شرق البلاد، مشيرا إلى أن هذا الصندوق سيشكل على أساس تبرعات أثرياء أوكرانيين، وكذلك من منح دولية وأموال من الميزانية العامة للبلاد.في سياق متصل، طالبت أوكرانيا الاتحاد الأوروبي بمناقشة مشكلة تقليص حجم الغاز المنقول عبر الأراضي الأوكرانية والسلوفاكية خلال المباحثات القادمة مع روسيا.
وذكرت وكالة أنباء ايتارتاس الروسية أن وزارة الطاقة وصناعة الفحم الأوكرانية تشعر بالقلق الشديد إزاء تضاؤل حجم الغاز المنقول إلى أوكرانيا وسلوفاكيا.
من جانبه، قال وزير الطاقة الأوكرانى يوري برودان إن انخفاض نقل الغاز يعد مصدر قلق للحكومة الأوكرانية لما له من آثار على أمن الطاقة في أوكرانيا ودول الاتحاد الأوروبي.
وشدد على ضرورة تصدر هذه القضية جدول الأعمال في المحادثات الثلاثية القادمة بين كل من روسيا وأوكرانيا والاتحاد الأوروبي المقرر عقدها في 22 من سبتمبر الجاري.
بدوره، قال الممثل الرسمي لشركة غازبروم الروسية سيرغي كوبريانوف إن المستهلكين الأوروبيين يستقبلون أحجاما ضئيلة من الغاز أقل من التي طلبوها في البداية، بسبب أن الغاز يتم ضخه في أنابيب تحت الأرض.
وأشار إلى أن ضخ الغاز من أوكرانيا إلى سلوفاكيا قد قل بسبب خط أنابيب الغاز «يامال ـ أوروبا» الذي عاد ليستكمل أعماله عقب الاصلاحات.
وتابع بأن جزءا من حجم الغاز عاد لـ «يامال ـ أوروبا».في المقابل، طالب رئيس مجلس النواب الروسي «الدوما»، سيرغي ناريشكين امس، الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة بتبادل فرض العقوبات ضد بعضها البعض بسبب دعمهما نظام كييف الذي انتهك اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه مؤخرا.
وذكرت وكالة أنباء «إيتارتاس» الروسية أن مراقبي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا تعرضوا يوم 14 سبتمبر الجاري للقصف المدفعي في موقع تحطم الطائرة الماليزية في رحلتها رقم/حب17/ في شرق أوكرانيا.. مشيرة إلى أن الهجوم وقع رغم الاتفاق على وقف إطلاق النار في اجتماع عقد يوم 5 سبتمبر لفريق الاتصال الخاص بأوكرانيا في مينسك.
في سياق متصل، أكد المسؤول في وزارة الحالات الطارئة الروسية «فلاديمير ستيبانوف»، أن اجتماع المجلس الفيدرالي الروسي أقر إرسال دفعة ثالثة من المساعدات إلى شرقي أوكرانيا، ستكون جاهزة قبل نهاية الأسبوع الحالي.
وأشار ستيبانوف إلى أن المساعدات ستتضمن مستلزمات ضرورية لفصل الشتاء، وستسد احتياجات السكان لمدة تتراوح بين أسبوعين وثلاثة أسابيع، على أن يتم إرسالها بالتنسيق مع الصليب الأحمر الدولي.
وكانت روسيا أرسلت أول حملة للمساعدات إلى أوكرانيا بتاريخ 22 أغسطس الماضي، والثانية بتاريخ 13 سبتمبر الجاري.