تواترت انباء في باكستان تفيد بأن مقاومة حركة طالبان تتراجع امام الهجوم العسكري المتواصل منذ اسبوع على مقاتليها في وادي سوات.
ونقلت قناة «جيو.تي.ڤي» الباكستانية عن مصادر لم تسمها قولها ان مقاومة مسلحي طالبان تتراجع بعد الإنزال الذي نفذته القوات الباكستانية في المنطقة قبل يومين.
وأضافت ان قوات الجيش قصفت ليل اول من امس مواقع المسلحين في مناطق مختلفة في ملاكاند في الوقت الذي تواصل فيه نزوح المدنيين من المنطقة باتجاه أماكن أكثر أمنا.
وأعلن الجيش الباكستاني امس ان قواته تواصل تقدمها باتجاه مقر قيادة حركة طالبان في بوشار بوادي سوات، في الوقت الذي واصل فيه سلاح الطيران دك مواقع المسلحين في المنطقة.
وتم تدمير عدة معاقل للمسلحين في تهسيل ميدان وكالباني في دير السفلى.
وقال الجيش الباكستاني ان قواته قتلت 54 مسلحا وفقدت 9 عسكريين خلال معارك في دير السفلى.
ونقلت قناة «جيو.تي.ڤي» عن المركز الإعلامي في دير السفلى قوله ان المسلحين قتلوا في منزل عضو مجلس الاتحاد في دير السفلى الذي دمر تماما. وأضافت ان الهجوم تم استنادا الى وشاية.
وأبقى الجيش على نظام منع التجول الذي تم فرضه في سوات وملاكاند لليوم الخامس على التوالي وهو ما تسبب بمشاكل كثيرة للسكان المدنيين.
وكان الجيش الباكستاني قد شن هجوما ضد مسلحي طالبان في الأسبوع الماضي في وادي سوات قرب الحدود الأفغانية ما تسبب في تشريد نحو مليون شخص.وتقدمت القوات الباكستانية باتجاه معاقل المسلحين في وادي سوات اول من امس.
طالبان تطالب باستقالة نواب
وكانت حركة طالبان سوات قد وجهت سلسلة من التهديدات إلى السياسيين والمشرعين من محافظة مالاكاند الباكستانية التي تضم سوات وبونير ودير السفلى التي تجري فيها عمليات عسكرية بين الجيش والحركة.
وذكرت صحيفة «دون» الباكستانية امس ان المتحدث باسم حركة طالبان حاجي مسلم خان رشيد طالب خلال اتصال هاتفي مع وسائل اعلام غربية كل أعضاء البرلمان الاتحادي والبرلمانات الإقليمية من محافظة مالاكاند بشمال غربي باكستان بالاستقالة في غضون 3 أيام.
وهدد المولوي مسلم خان السياسيين والمشرعين بان الحركة ستقوم باختطاف عوائلهم واحتجازهم كرهائن بالاضافة إلى نسف منازلهم.
كما طالب مسلم خان الأحزاب السياسية الإسلامية في باكستان بأن تعمل على حث الشعب على إظهار تأييده للمسلحين الطالبانيين، قائلا إنه ينبغي على هذه الأحزاب أن تساعد طالبان، وعليها أن تظهر للشعب أن طالبان تريد تطبيق الشريعة الاسلامية في مالاكاند.
وكان أعضاء في حزب الجماعة الإسلامية قد أعلنوا عن معارضتهم للهجوم العسكري في وادي سوات، غير أنهم لم يعلنوا تأييدهم لحركة طالبان.
معلومات استخبارية
في سياق متصل، كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» امس ان الجيش الاميركي زود لاول مرة نظيره الباكستاني بمعلومات استخبارية جمعتها طائرات الاستطلاع الاميركية التي تحلق من دون طيار فوق الحدود الباكستانية ـ الافغانية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين اميركيين أن هذه الخطوة تأتي للحد من التوتر على خلفية رفض السلطات الباكستانية للطلعات الجوية وعمليات القصف التي تشنها الطائرات الاميركية وتتسبب بمقتل عدد كبير من المدنيين.
وأوضح مسؤولون باكستانيون ان الرئيس آصف علي زرداري يريد أن تكون لبلاده يدا في تشغيل الطائرات لامتصاص الغضب داخل باكستان جراء تسبب هذه الطائرات بمقتل المدنيين الى جانب عشرات من مسلحي طالبان والقاعدة.
وقال السفير الباكستاني في الولايات المتحدة حسين حقاني «ان المخاوف الباكستانية من الطائرات دون طيار لا علاقة لها بقدرة هذه التكنولوجيا على القضاء على الأشرار بل بالأضرار الجانبية والمخاوف بشأن السيادة الوطنية».
وكحل وسط اقترح الجيش الأميركي في افغانستان قبل أشهر زيادة طلعات المراقبة لجمع المعلومات ومشاركتها مع الجيش الباكستاني، وذكر مسؤولون اميركيون ان هذه المعلومات يمكن أن تساعد القوات الباكستانية في مكافحة التشدد المتزايد المنتشر في المناطق القبلية في بونر وسوات القريبة الى العاصمة اسلام اباد.
ويرجح مسؤولون أميركيون وباكستانيون ان تؤدي مبادرات كهذه الى بناء الثقة بين أجهزة الأمن في البلدين.