بيروت ـ عمر حبنجر - داود رمال
الطابع الإقليمي لزيارة الموفد الأميركي جورج ميتشل، والممثل الاعلى الاوروبي خافيير سولانا الى بيروت، والمحادثات التي أجراها كل منهما على حدة، لقيت اهتماما على المستوى اللبناني الرسمي، الا انها لم تصرف الانتباه العام عن خطوات ما بعد الانتخابات، وابرزها انتخاب رئيس لمجلس النواب وكذا لمجلس الوزراء.
ميتشل، اللبناني الاصل، اجتمع صباحا لـ 40 دقيقة مع الرئيس ميشال سليمان، ثم غادر دون الإدلاء بتصريح.
ومن بعبدا انتقل الموفد الاميركي الى السراي الكبير حيث التقى الرئيس فؤاد السنيورة، وخلال الاستقبال ثمّن رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان موقف الرئيس الاميركي باراك اوباما والادارة والشعب الاميركي تجاه لبنان ومساعدته في شتى المجالات، لافتا الى ان المرحلة الجديدة بعد الانتخابات هي «مرحلة اصلاحات سياسية واقتصادية وتعزيز القوى العسكرية والأمنية ومتابعة انعقاد طاولة الحوار، وهذا كله بحاجة الى مناخ السلام الشامل والعادل في منطقة الشرق الاوسط، حيث يتطلع الشعب اللبناني الى الدور الاميركي» مبديا أملا في «الا يكون اي حل على حساب لبنان».
واشار سليمان الى ان «اي تسوية للمنطقة لا ترتكز على حل موضوع اللاجئين الفلسطينيين لا تجدي نفعا» لافتا في هذا السياق الى «ان انهاء الاحتلال الاسرائيلي لمزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي من بلدة الغجر هو المدخل الصحيح نحو تحقيق السلام على اساس مرجعية مدريد وعلى قاعدة المبادرة العربية للسلام وفقا للمقاربات والمهل التي اقرتها القمة العربية الاخيرة»، موضحا ان «تطبيق القرار 1701 يسير بشكل جيد من جانب لبنان من خلال التنسيق الجيد بين الجيش واليونيفيل»، مشيرا في هذا الاطار الى ان «كشف شبكات التجسس الاسرائيلية والتحذيرات المستمرة للحكومة اللبنانية يمثلان خرقا فاضحا للقرار 1701 ولسيادة لبنان بصورة مطلقة ويؤكدان اهمية دور الدولة في توفير الحماية للجميع».ومن بعبدا، انتقل الموفد الاميركي الى السراي الكبير حيث التقى رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة ترافقه سفيرة بلاده ميشيل سيسون وتحدث بعد اللقاء الى الصحافيين عن مضمون زيارته الى بيروت كما للدول التي زارها خلال الاشهر القليلة الماضية تؤكد الالتزام القوي من الرئيس باراك اوباما بإحلال السلام الشامل في الشرق الاوسط، وهذا يضمن اقامة دولة كموطن للفلسطينيين في اقرب وقت.
وقال ميتشل: ان لبنان سيلعب دورا على المدى الطويل لبناء سلام شامل وكامل ومستقر في الشرق الاوسط، واكد انه لن تكون هناك اي حلول على حسابه، ونحن نتطلع قدما للعمل مع هذا البلد لبناء هذا الحل، كما هنأ الشعب اللبناني على الانتخابات النيابية الناجحة والتي كانت حجر اساس بالنسبة لهذا البلد.
حيث اعلن ان بلاده ستبقى ملتزمة بدعم سيادة لبنان وحريته واستقلاله، وتتطلع للعمل مع الحكومة الجديدة، بما في ذلك احلال سلام شامل ودائم في الشرق الاوسط، كما قال، وضمن هذا إقامة دولة فلسطينية في اقرب وقت ممكن.
دولة لكل الفلسطينيين
وفي وزارة الخارجية، قال ميتشل بعد لقائه الوزير فوزي صلوخ، ان الرئيس الاميركي باراك أوباما ملتزم بفعالية العمل بشدة للتوصل إلى سلام شامل في المنطقة، واقامة دولة فلسطينية تكون موطنا لكل الفلسطينيين في اسرع وقت ممكن.
من جهته الوزير صلوخ قال: إن أهم المواضيع التي بحثت، الوضع في لبنان والانتخابات النيابية التي عبرت عن خيارات الشعب اللبناني بكل شفافية وقد تقبلت الاطراف نتائج هذه الانتخابات.
كما شملت المحادثات عملية السلام في الشرق الاوسط والخروقات الاسرائيلية للقرار 1701.
اما خافيير سولانا، المنسق الاعلى للاتحاد الأوروبي فقد زار الرؤساء الثلاثة ووزير الخارجية، على ان يجتمع اليوم السبت بوفد من كتلة الوفاء للمقاومة في مجلس النواب وذلك قبيل مغادرته بيروت.
على المستوى الداخلي، قال الرئيس ميشال سليمان امس ان الاجواء العامة التي تلت الانتخابات مواتية لسعد الحريري كي يترأس الحكومة الجديدة.
وعن تركيبة الحكومة و«الثلث زائد واحد»، قال: يجب ان نتخلص من هذه التسميات لان رئيس الدولة هو الضامن ويجب ان يكون كذلك. وفي كل حال، اضاف، لن أنظر إلى «الثلث زائد واحد» في دراسة المواضيع الرئيسية، بل الى التوافق.
وأكد الرئيس سليمان أنه لن يطرح أي موضوع على مجلس الوزراء قبل ان يتم التوافق عليه مسبقا.
الحريري في بكركي: صفير ضمير لبنان
من جهة أخرى، وفي إطار اتصالاته زار رئيس كتلة المستقبل سعد الحريري، البطريرك الماروني نصر الله صفير ظهر امس، وقد وضع الحريري هذه الزيارة في سياق مد الايدي والحوار والتأكيد على ثوابت 14 آذار التي قال انها الاساس بالنسبة للحوار، واعتبر أن البلد يحتاج إلى هدوء وحكمة وحوار دون شروط مسبقة، داعيا الى انتخاب رئيس المجلس النيابي والحكومة، على ان يبدأ البحث في تشكيل الحكومة لاحقا.
وقال: لقد خضنا هذه الانتخابات بهدوء، واضاف: البلد بحاجة إلى هدوء ومن دون شروط مسبقة، واصفا البطريرك صفير بضمير لبنان وانه حمل هم لبنان في كل الظروف.