لم يكد يمضي يوم على تحذير رئيــس الحكومــة العراقية نوري المالكــي من تصاعد العنف تزامنا مــع مغادرة القوات الاميركية المدن العراقية، حتى جاءت ترجمــة هذه المخاوف بصورة عنيفــة ونوعية عندما اعلنت مصادر امنية واخرى برلمانية عراقية اغتيــال النائــب حــارث العبيدي رئيس جبهة التوافق السنية، في هجوم مسلح امس في بغداد على يد فتى في الخامسة عشرة من العمر تقريبا.
وقال مصدر امني ان «مسلحين مجهولين هاجموا النائب العبيدي لدى مغادرته مسجد الشواف في منطقة اليرموك (غرب) ما أدى الى مقتله ومقتل احد عناصر حمايته على الفور».
واكد النائب سليم عبدالله المتحدث باسم جبهة التوافق «العبيدي استشهد في الهجوم».
وعلى الفور أرسل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ونائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي رسالتي تعزية الى مجلس النواب بمقتل رئيس كتلة جبهة التوافق التي تعد أكبر تكتلا سنيا في البرلمان العراقي، النائب العبيدي اغتاله مسلح مجهول بعد خروجه من جامع الشواف غرب العاصمة العراقية بغداد بعد أدائه صلاة الجمعة.
وذكرت فضائية «العراقية الحكومية» أن المالكي والهاشمي عزيا البرلمان بوفاة العبيدي بينما سارع التيار الصدري الذي يتزعمه رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر الى التنديد بعملية الاغتيال التي وصفها بـ «الاجرامية».
وبحسب روايات شهود العيان فإن مسلحا فتح النار من مسدس كان يحمله على العبيدي مما ادى الى مقتله على الفور فيما فر الجاني إلى جهة مجهولة.
بينما قال مصدر امني في الشرطة العراقية لـ «كونا» ان مسلحا مجهولا رمى بقنبلة يدوية على العبيدي مما ادى الى مقتله على الفور.
بدورها اكدت قناة «بغداد» الفضائية الناطقة بلسان الحزب الاسلامي العراقي ان المسلح تسلل الى الجامع والقى قنبلة يدوية على العبيدي بعد انتهاء صلاة الجمعة.
واضافت ان القاتل فر هاربا من الجامــع بعد تنفيذ جريمتــه قبــل ان تتم ملاحقته وتطلق عليــه النار ويردى قتيلا، وبينــت القناة ان احد افراد حماية العبيدي قتل في الحادث ايضا فيما اصيب آخر بجروح.
وفي وقت لاحق اعلن مصدر امني عراقي مقتل خمسة اشخاص بينهم النائب العبيدي واصابة 12 شخصا بجروح، بعد الهجوم المسلح.
وقال المصدر ان «فتى في الخامسة عشرة من العمر تقريبا، اقتحم مسجد الشواف وتوجه مباشرة الى العبيدي واغتاله هو واحد عناصر حمايته».
وتابع «ثم قام بإلقاء قنبلة يدوية على الاشخاص الذين احاطوا به قبل ان يحاول الفرار، ما ادى الى مقتل ثلاثة اشخاص واصابة 12 اخرين بجروح»، واكد مقتل الفتى على يد عناصر الامن لدى محاولته الفرار.
ويذكر ان خطبة الجمعة التي القاها العبيدي الذي كان يشغل منصب نائب رئيس لجنة حقوق الانسان بالبرلمان العراقي، قبيل اغتياله انتقدت عمليات الاعتقال العشوائي بعد ان كان تحدث في جلسة البرلمان امس الاول عن انتهاكات خطيرة قال انها ترتكب في السجون التابعة لوزارتي الداخلية والدفاع مطالبا باستدعاء وزيري هاتين الوزارتين للاستفسار منهما عن حقيقة هذه الانتهاكات ومن بينها عمليات اغتصاب وتعذيب جسدي ونفسي.
الى ذلك، اتهم هاشم الطائي، عضو البرلمان العراقي عن جبهة التوافق، جهات امنية بالوقوف وراء اغتيال العبيدي. وقال الطائي: حتى الآن لا نوجه التهمة لاحد سوى المستفيدين من قتل د.حارث العبيدي، وهم الذين فضحهم د.العبيدي عبر الفضائيات وكشف اسرار السجون واخبار المعتقلات واخبار التعذيب والاعتداءات الجنسية والاغتصاب وما الى ذلك.
من جهة اخرى اعلنت مصادر امنية عراقية امس ايضا مقتل ثلاثة اشخاص بينهم فتاة في هجومين منفصلين في بغداد وديالى، شمال شرق العاصمة العراقية.
وقال مصدر في الشرطة ان «شخصين قتلا واصيب عشرة اخرون بجروح بانفجار عبوة ناسفة».
وأوضح ان «الانفجار وقع صباحا في الشارع الرئيسي في منطقة بغداد الجديدة».
وفي هجوم آخر، داهم مسلحون مجهولون منزل عسكري عراقي وقتلوا ابنته واصابوا زوجته بجروح، وفقا لمصدر امني.